سجّلتُ نفسي في دورة اللّغة الانكليزية بسبب شغفي الجنونيّ بأفلام السينما الأميركية. لم تعد الترجمة تشفي الغليل، فهي تُفقد اللغة الأم طزاجتها ودهشتها، إذ تُعدّ نبرة الصوت ولغة الشفاه جزءًا أصيلاً من النصّ.
يومها دخل الأستاذ وطلب منّا أن نصف أنفسنا بكلمة واحدة. قالت الأولى: هادئة. والثاني: نبيل. والثالثة: سعيدة.
كنت مهووساً بفيلم "Crash". وددتُ لو أعيش لقطة واحدة بكلّ تفاصيلها. وأردتُ أن أستمع إلى خوف المفاتيحيّ على ابنته عندما أطلق عليها صاحب الحانوت الإيراني الرصاص الفارغ.
لحظة الخوف هذه تحتاج إلى أن نشعر بها لا أن نقرأها. تحتاج إلى أن تفهم كلّ حرف، وكلّ همسة. ترجمات الدنيا مجتمعةً لن توصل إليك إحساس الفتاة وهي تقول لوالدها إنّ التميمة "الوهمية أصلاً" التي أعطاها إيّاها، حمتهما معاً من الموت.
وقبله كنتُ مدمناً على فيلم ميل غيبسون "The Patriot"، أردتُ أن أسمع انسياب دمعته على ابنه القتيل وهو في حضنه. فأيّ ترجمة يمكن أن توصل هذا الإحساس؟
المهم، حان دوري لأصف نفسي بكلمة، فقلتُ: متذمّر!
حينها أحسست بتوتّر زميلتي "الهادئة"، ولمست خِسّة ذاك "النبيل". أما "السعيدة"، فقد استمعت إلى حزنها الهائل. كان وجهُها يوزّع حزناً باستمرار، إلى درجة أصابتني بالإحباط، فلم يعد يعجبني الأستاذ ولا زملائي ولا الدورة، وتركت الحكاية كلّها، موقناً أنّ الإحساس الحقيقي يصل هكذا، من دون لغةٍ حتى.
يومها دخل الأستاذ وطلب منّا أن نصف أنفسنا بكلمة واحدة. قالت الأولى: هادئة. والثاني: نبيل. والثالثة: سعيدة.
كنت مهووساً بفيلم "Crash". وددتُ لو أعيش لقطة واحدة بكلّ تفاصيلها. وأردتُ أن أستمع إلى خوف المفاتيحيّ على ابنته عندما أطلق عليها صاحب الحانوت الإيراني الرصاص الفارغ.
لحظة الخوف هذه تحتاج إلى أن نشعر بها لا أن نقرأها. تحتاج إلى أن تفهم كلّ حرف، وكلّ همسة. ترجمات الدنيا مجتمعةً لن توصل إليك إحساس الفتاة وهي تقول لوالدها إنّ التميمة "الوهمية أصلاً" التي أعطاها إيّاها، حمتهما معاً من الموت.
وقبله كنتُ مدمناً على فيلم ميل غيبسون "The Patriot"، أردتُ أن أسمع انسياب دمعته على ابنه القتيل وهو في حضنه. فأيّ ترجمة يمكن أن توصل هذا الإحساس؟
المهم، حان دوري لأصف نفسي بكلمة، فقلتُ: متذمّر!
حينها أحسست بتوتّر زميلتي "الهادئة"، ولمست خِسّة ذاك "النبيل". أما "السعيدة"، فقد استمعت إلى حزنها الهائل. كان وجهُها يوزّع حزناً باستمرار، إلى درجة أصابتني بالإحباط، فلم يعد يعجبني الأستاذ ولا زملائي ولا الدورة، وتركت الحكاية كلّها، موقناً أنّ الإحساس الحقيقي يصل هكذا، من دون لغةٍ حتى.