حكواتيّة حيفا :حكاية الأربع بنات و"غيلان" والكرزات

29 مايو 2014
(GETTY)
+ الخط -
كان يا ما كان، مش من زمان، كان في أربع بنات كثير حلوات وشاطرات من قرية خربة طوبا، جنوب جبال الخليل، وكانوا هالبنات كثير يحبوا يروحوا على مدرستهم ليتعلموا والأهم ليلتقوا بصديقاتهم واصدقائهم، لكن في يوم أتوا غيلان واستولوا بالقوة على جزء من أرض قريتهم واقاموا عليها مستوطنة "ماعون" وكان كل هدفهم أن يمرمروا ويسوّدوا عيشة أهل القرية وخاصة بناتها في طريقهم من والى مدرستهم، والتي كانت تمر بقرب سياج مستوطنة الغيلان، ما أدى لتدخل جيش الاحتلال الاكثر إنسانية في العالم (ما تصدقوا هالحكي هاي دعاية صهيونية)،  حيث اضطر الجيش لمرافقة البنات في طريقهن من وإلى المدرسة خوفاً من الإعلام المحلي والعالمي الذي كان شاهداً يومياً على العنف والرعب الذي عاشته الفتيات.

في يوم من أيام شهر مايو/ أيار، وهو مش بس شهر الفجلات والخيارات، إنما أيضاً شهر الكرزات، وتحديداً اليوم ظهراً، تقدم أحد غيلان المستوطنة بشكوى لجيش الاحتلال اتهم فيها الأربع بنات بتهمة، أو بالأحرى، بجناية لا تغتفر وهي سرقة 4 حبات كرز من شجرته الواقعة بمحاذاة السياج الفاصل بين مستوطنة الغيلان وقرية خربة طوبا، قرية البنات. فما كان من جيش الاحتلال، "الاكثر إنسانية في العالم"، إلا أن استنفر قواته وبعث بوحدة خاصة حاصرت البنات، ورغم مرافقة جنود من وحدة أخرى للبنات، تم القبض عليهن وهن في طريقهن من المدرسة للبيت، واخذوهم عنوة واحتجزوهم في قسم الشرطة في مستوطنة الغيلان الاكبر، "كريات أربع" (المقامة على أرض الخليل وبالقرب من الحرم الابراهيمي)، ولم يبذلوا أي جهد في إعلام أهل البنات بأمر الاعتقال، وهذا بتجاوز واضح لقانون الاحداث المتّبع في باقي أنحاء البلاد (باستثناء الضفة وغزة) والذي يمنع احتجاز أطفال قاصرين بدون إعلام أهلهم، وذلك لأن هذا القانون الانساني لا يتبعوه عندما يكون الامر متعلقاً بأطفالنا في الضفة وغزة. وبالطبع لا يتعرض أي أحد من شباب الغيلان لأي اعتقال بسبب تعرضه اليومي لبنات خربة طوبا ومضايقتهن برمي الحجارة عليهن أو بالتحرش بهن (رغم مرافقة جنود الاحتلال الصورية لهن)، كما ولا يتعرض أي من الغيلان لأي اعتقال أو حتى استجواب رغم اقتلاعهم اليومي لأشجار الزيتون التابعة لأهل قرية طوبا والقرى المجاورة.

ولحتى الآن، وانا بكتب آخر الكلمات والساعة تقارب 12 ليلاً، وهو موعد فك السحر بالحكايات، ما عرفت شو اللي صار مع الاربع بنات اللي أكلوا أربع كرزات، ولكن اللي بعرفو منيح هو إنْ بهالحكاية ما حدا تغلّب على الغيلان اللي ما زالوا يرعبون البنات وكمان الصبيان في قرية خربة طوبا وباقي قرى هالبلاد.

وحكايتي حكيتها وبقلوبكم حطيتها لترجعوا وتحكوها لحتى يجي اليوم ونتخلّص من كل الغيلان.

*ملاحظة، ممنوع تحكوا هالحكاية للاطفال تحت جيل 14 لحتى أولاً ما يصيروا يكرهوا الكرزات، وثانياً لحتى ما يصيبهم كوابيس.

 



 

 

 

 

دلالات
المساهمون