في الحراك اللبناني كثير من الاتجاهات. بعضها يريد أبسط الأمور، كحلّ أزمة النفايات، وبعضها الآخر يطلب محاربة الفساد في كلّ دائرة حكومية وإدارة عامة، من صحة وتعليم وكهرباء وكثير غيرها. بعض الاتجاهات يريد تصحيح الأجور، وبعضها الآخر يريد لقمة عيش كريمة. وهنالك دائماً من يرفع شعارات إسقاط النظام أو إصلاحه أو ترميمه في أقرب عيادة تجميل، أو حتى العودة إلى الدستور غير المطبّق وتفعيل القوانين والمراسيم الإجرائية. كما تطالب الكثير من الفئات المهمشة بحقوقها.
هو حراك يجمع أشتاتاً مختلفة جعلت منه أحياناً عرضة للقمع والهجوم والسخرية والدفع الدائم باتجاه الإحباط. وفي نهاية الأسبوع الماضي بالذات، وبينما كانت حملات الحراك تعتصم ضد الفساد والإهمال في بيروت والجيّة وعكار، وتدعو إلى تظاهرة بعد غد الخميس في وسط بيروت، تسنى لي أن أستمع إلى وجهة نظر حزبيين ومناصري أحزاب لبنانية موجودة في السلطة.
هم، مهما كانوا، يشعرون بصحة مطالب الحراك، يقفون ضده، وضد المتحرّكين خصوصاً. يلصق هؤلاء بكلّ من يتظاهر ضد الفساد اتهامات تصل إلى حدود غريبة، ويطلقون عليهم إشاعات أغرب، لا لزوم للخوض فيها. وعدا عن الثقة المفقودة نهائياً بين اللبنانيين.. بين كلّ لبناني ولبناني آخر يخالفه الرأي ولو بدرجة بسيطة، فهنالك مصالح تتحكّم بالبعض.
هؤلاء الحزبيون، خصوصاً المنظَّمين من بينهم، هدفهم التدرّج صعوداً في حزبهم من أجل الوصول إلى تلك المناصب القيادية التي تحمل معها مكاسب كثيرة متشرّبة بالفساد.
لكنّ الغريب أنّ بعض المشاركين في الحراك لا يختلفون عمّن يتظاهرون ضدهم بشيء. فهم يسعون إلى تلك الطبقة من السلطة المشبوهة والثراء الأكثر شبهة. وإذا تسنى لهم ذلك باتوا من تلك الطبقة يقمعون من عداهم ويستغلونه، مع استغلالهم مناصبهم وثرواتهم في سرقة المال العام والاستفادة على حساب حقوق الآخرين.
في هذا الإطار، أستحضر الأيام الأولى للحراك، يوم شاركت فيه مجموعة متميّزة، هي من الشباب الذين تقدموا إلى إحدى وظائف الدولة، لكن جُمّدت دورتهم، كما قالوا. نزل هؤلاء من أجل الاحتجاج على تجميد تلك الدورة. التجميد فساد بلا شكّ، لكنّ اللبنانيين جميعاً يعرفون ما معنى أن يتقدم شاب إلى وظيفة دولة، وما الرشوة المطلوبة للوصول إليها، ولمن يجب أن تُدفَع، بحسب المحاصصة الطائفية في كلّ منصب رسمي.
شارك هؤلاء المجمَّدون ليس كسائر المطالبين بحقوقهم الأساسية، بل للمطالبة بحقوقهم السالكة في حقل الفساد كما يرتأيه "دفتر شروط" الدولة الفاسدة نفسه. شاركوا من أجل حقهم في التواجد خارج الحراك الذي هم فيه، وضمن صفوف الفاسدين.
إقرأ أيضاً: ثروة اللبنانيين
هو حراك يجمع أشتاتاً مختلفة جعلت منه أحياناً عرضة للقمع والهجوم والسخرية والدفع الدائم باتجاه الإحباط. وفي نهاية الأسبوع الماضي بالذات، وبينما كانت حملات الحراك تعتصم ضد الفساد والإهمال في بيروت والجيّة وعكار، وتدعو إلى تظاهرة بعد غد الخميس في وسط بيروت، تسنى لي أن أستمع إلى وجهة نظر حزبيين ومناصري أحزاب لبنانية موجودة في السلطة.
هم، مهما كانوا، يشعرون بصحة مطالب الحراك، يقفون ضده، وضد المتحرّكين خصوصاً. يلصق هؤلاء بكلّ من يتظاهر ضد الفساد اتهامات تصل إلى حدود غريبة، ويطلقون عليهم إشاعات أغرب، لا لزوم للخوض فيها. وعدا عن الثقة المفقودة نهائياً بين اللبنانيين.. بين كلّ لبناني ولبناني آخر يخالفه الرأي ولو بدرجة بسيطة، فهنالك مصالح تتحكّم بالبعض.
هؤلاء الحزبيون، خصوصاً المنظَّمين من بينهم، هدفهم التدرّج صعوداً في حزبهم من أجل الوصول إلى تلك المناصب القيادية التي تحمل معها مكاسب كثيرة متشرّبة بالفساد.
لكنّ الغريب أنّ بعض المشاركين في الحراك لا يختلفون عمّن يتظاهرون ضدهم بشيء. فهم يسعون إلى تلك الطبقة من السلطة المشبوهة والثراء الأكثر شبهة. وإذا تسنى لهم ذلك باتوا من تلك الطبقة يقمعون من عداهم ويستغلونه، مع استغلالهم مناصبهم وثرواتهم في سرقة المال العام والاستفادة على حساب حقوق الآخرين.
في هذا الإطار، أستحضر الأيام الأولى للحراك، يوم شاركت فيه مجموعة متميّزة، هي من الشباب الذين تقدموا إلى إحدى وظائف الدولة، لكن جُمّدت دورتهم، كما قالوا. نزل هؤلاء من أجل الاحتجاج على تجميد تلك الدورة. التجميد فساد بلا شكّ، لكنّ اللبنانيين جميعاً يعرفون ما معنى أن يتقدم شاب إلى وظيفة دولة، وما الرشوة المطلوبة للوصول إليها، ولمن يجب أن تُدفَع، بحسب المحاصصة الطائفية في كلّ منصب رسمي.
شارك هؤلاء المجمَّدون ليس كسائر المطالبين بحقوقهم الأساسية، بل للمطالبة بحقوقهم السالكة في حقل الفساد كما يرتأيه "دفتر شروط" الدولة الفاسدة نفسه. شاركوا من أجل حقهم في التواجد خارج الحراك الذي هم فيه، وضمن صفوف الفاسدين.
إقرأ أيضاً: ثروة اللبنانيين