الحكومة الجزائرية تدعو طلاب الطب إلى إنهاء احتجاجاتهم وتعلن حزمة تعهدات

06 نوفمبر 2024
إضراب طلاب كليات الطب في الجزائر، وهران، 5 نوفمبر 2024 (فيسبوك/طلبة الطب في الجزائر)
+ الخط -

دعا وزير التعليم العالي الجزائري كمال بداري طلاب كليات العلوم الطبية إلى استئناف الدراسة بدءًا من اليوم الأربعاء، لكن التكتل الطلابي المستقل الذي يمثل طلاب هذه الكليات أعلن أن قرار الاستمرار في الاضراب من عدمه، سيتم البت فيه من قبل الطلبة في جمعيات عامة تعقد في الساعات المقبلة، لاتخاذ قرار بهذا الشأن.

وبدأت الحكومة الجزائرية مساعي لإقناع طلاب كليات العلوم الطبية بوقف الإضراب والحراك الاحتجاجي المتواصل منذ منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب حزمة مطالب تخص تحسين التكوين والمنح والوظائف. وعقد وزير التعليم العالي كمال بداري، مساء أمس، اجتماعا مع وفد موسع من ممثلي طلاب كليات العلوم الطبية، بمشاركة ممثلي قطاعات حكومية أخرى كالصحة والعمل والإنتاج الصيدلاني، إضافة إلى عمداء كليات الطب، ونقابات أساتذة الطب والصيادلة الخواص، وانتهى الاجتماع إلى حزمة قرارات وتعهدات بشأن تشغيل حاملي شهادات العلوم الطبية.


وجدد بداري، خلال الاجتماع، دعوته للطلاب الالتحاق بالأقسام "حرصا على السير الحسن للأنشطة البيداغوجية، واستدراك التأخر المسجل في سير الدروس، مع تكليف عمداء كليات الطب والصيدلة بالتنسيق مع ممثلي الطلبة في إعادة ضبط رزنامة الدروس والامتحانات".

تعهدات الحكومة الجزائرية لطلاب كليات الطب

وتعهدت الحكومة خلال الاجتماع ببذل كل الجهود في القطاعات المعنية بتوظيف خريجي كليات الطب والصيدلة، وفق بيان صدر عقب الاجتماع تضمّن "السعي في سبيل تعزيز تشغيل الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة، سواء في مؤسسات الصناعة الصيدلانية أو المؤسسات الاستشفائية، وتقديم التسهيلات للممارسة كخواص، خاصة بالنسبة لقطاع الصيدلة الذي يعاني منذ سنوات من حالة تشبّع، حالت دون منح رخص فتح صدليات جديدة، حيث تجري صياغة قانون جديد ينظم مهنة الصيدلة، وتوسيع آليات توظيف الصيادلة في مؤسسات الصحة الجوارية، وكذا على مستوى المصالح الاستشفائية الجامعية".

وبشأن مطلب الطلاب، تحسين جودة التكوين وتوفير المؤطرين، تقرر وضع حل مؤقت لمشكلة نقص الأساتذة والتأطير البيداغوجي، حيث تقرر وضع خطة تسمح بالاستغلال المشترك للأساتذة والمؤطرين بين الكليات والملحقات التي تشهد نقصا في التأطير، لاسيما في كليات جنوبي البلاد، بانتظار تدعيمها بمناصب مالية جديدة، ورفع عدد مناصب التكوين المتخصص في البيولوجيا والصيدلة وطب الأسنان. وتقرر تخصيص ميزانية مستقلة لزيادة عدد أقسام طب الأسنان وعيادة طب الأسنان في مستشفيات جنوبي البلاد. كما تم الاتفاق على عقد اجتماع تقييمي لاحق في غضون ثلاثة أسابيع مع ممثلي الطلاب، لتقييم ما أنجز على أرض الواقع من هذه التعهدات وتحييد أية مشكلات قد تطرأ.

وزارة التعليم رفعت إلى رئاسة الحكومة، مقترحا بخصوص مراجعة المنحة الدراسية لطلاب العلوم الطبية في كل المستويات

وأوضح ممثلو الطلاب أن وزارة التعليم رفعت إلى رئاسة الحكومة، مقترحا بخصوص مراجعة المنحة الدراسية لطلاب العلوم الطبية في كل المستويات، وأنها ستطبق بعد إقرارها بأثر رجعي بداية من الشهر المنصرم، وتقرر تشكيل لجنة مشتركة بين قطاعي التعليم العالي والصحة، ستشرع اليوم الأربعاء في تفتيش ميداني في كل كليات وملحقات الطب وميادين التربصات لإحصاء الاحتياجات وجرد النقائص.

وبشأن مشكلة التصديق على شهادات التخرج والوثائق البيداغوجية، دعت الحكومة المتخرجين الراغبين في تصديق وثائقهم إلى إيداع ملفائهم لدى مؤسساتهم الجامعية ابتداء من اليوم بغرض التصديق عليها، لكنها أكدت أن طلبات التصديق على الوثائق البيداغوجية التي ترد من هيئات أجنبية (مستشفيات وهيئات صحة أجنبية ترغب في التثبت من صدقية الشهادات) يجب أن تتم حصرا عبر القنوات الرسمية الدبلوماسية، أي عبر السفارات والممثليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج، إذ كانت الحكومة الجزائرية قد اتخذت، في شهر يوليو الماضي، قرارا بتجميد المصادقة على شهادات الكفاءة الطبية للأطباء، لمنع هروب وهجرة الكفاءات الطبية من البلاد إلى الخارج.

وكان طلاب كليات العلوم الطبية قد قرروا، السبت الماضي، استئناف الحركة الاحتجاجية والإضراب العام، بعد عطلة عيد الثورة، للضغط على الحكومة بشأن لائحة مطالب تتعلق بتحسين التكوين، وتوفير المؤطرين، وزيادة المنح وفرص التخصص، وتحسين ظروف التربص، وتوفير مناصب العمل للأطباء البطالين، ورفع التجميد عن توثيق الشهادات.

وفاجأ الحراك الطلابي في كليات الطب والصيدلة، الحكومة، التي استشعرت القلق من إمكانية توسع الاحتجاجات إلى كليات وتخصصات أخرى، وسعت الحكومة في السياق إلى التعتيم الإعلامي، حيث امتنعت وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة، تحت ضغوط السلطات، عن تغطية حراك طلاب الطب، إلا عبر بيانات وزارة التعليم العالي، فيما دفعت بتنظيمات طلابية موالية للحكومة، إلى التشكيك في الحراك الطلابي والتحذير من وجود أياد تحركه من خارج الجامعة مستغلة مطالب الطلاب المشروعة.