صعّد اللواء المتقاعد خليفة حفتر من حدة حملته على العاصمة الليبية طرابلس، بعد مؤشرات على حصوله على ضوء دولي أخضر، ومعلومات عن إرسال أسلحة ومساعدات خارجية لمليشياته، بالتوازي مع اتهامات من حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج بمشاركة طائرات من دولتين عربيتين في قصف طرابلس دعماً لحفتر. يترافق ذلك مع موقف دولي لافت عبّر عنه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، الذي قال إن فرنسا التي تعترف بحكومة الوفاق، "لا تتجاهل دور حفتر في مواجهة الإرهاب"، بما يعني اعترافاً فرنسياً بوجود سلطتين في ليبيا وليس فقط حكومة الوفاق المعترف بها دولياً. ولكن على الرغم من كل الدعم، لم يستطع حفتر حتى الآن تحقيق تقدّم في طرابلس.
وكثّف الطيران الموالي لحفتر، أمس، غاراته الجوية على طرابلس، فيما ترك القتال العنيف والطرق المغلقة المدنيين محاصرين في منازلهم. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين ليبيين لم تسمهم، أن الغارات استهدفت كتيبة النواسي في منطقة أبو سليم، الواقعة على بعد حوالي 7 كيلومترات من وسط طرابلس. وأضافوا أن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا، وقالوا إن الغارات الجوية قصفت معسكر القعقاع العسكري في بلدة الفلاح، جنوب طرابلس، ولفتوا إلى أن الغارات الجوية وعمليات القصف أصابت بلدات خلة الفرجان وعين زارة والتويشة، جنوب العاصمة، كما اندلع قتال عنيف في منطقة صلاح الدين. كما نقلت الوكالة عن سكان أن طرفي القتال استخدما المدفعية الثقيلة والغارات الجوية. وقال المواطن محمد الطرابلسي للوكالة: "لا يمكننا التحرك بسبب القصف من الجانبين. منازلنا تضررت، ونحاول مغادرة المنطقة إلى مكان أكثر أماناً".
من جهتها، أفادت وكالة "الأناضول" بأن المواجهات أمس في منطقة الخلة، جنوبي طرابلس، كانت "الأعنف"، إذ سُمع دوي الأسلحة الثقيلة والمدافع بوضوح في مختلف أحياء العاصمة. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري تابع لقوات الوفاق، أن الأخيرة استعادت معسكر اليرموك، جنوبي العاصمة، بعد ساعات من سيطرة مليشيات حفتر عليه. وكانت قوات الحكومة قد خاضت، الأحد، معارك من منزل إلى آخر ضد مليشيات حفتر في المناطق الجنوبية من طرابلس.
ولم تحقق عملية حفتر في طرابلس حتى اليوم أي تقدّم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت انتكاسات في بعض المناطق. وأسفر هجوم حفتر على العاصمة الذي بدأ في 4 إبريل/ نيسان الحالي عن مقتل نحو 280 شخصاً، بينهم مدنيون، وإصابة أكثر من 1300 شخص، بحسب آخر الأرقام المتوفرة، فيما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، أن الاشتباكات تسببت في نزوح أكثر من 41 ألف شخص. وكانت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، ماريا دو فالي ريبيرو، قد حذرت في مقابلة مع "فرانس برس"، من "خطورة" الأوضاع الإنسانية في طرابلس، وقالت: "طالما أنّ هذا الوضع (العسكري) ما زال مستمراً ينبغي أن نتوقع تدهور" الوضع الإنساني.
اقــرأ أيضاً
وكانت قطر قد دانت بشدة القصف العشوائي للأحياء السكنية في طرابلس. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، مساء الأحد، إن "استهداف المدنيين بغرض خلق الفوضى وضرب المؤسسات والأهداف الحيوية جريمة حرب يتحملها مرتكبوها وداعموهم".
هذه التطورات الميدانية تترافق مع حراك سياسي لافت، وبدأ وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة، أمس الاثنين، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء عدة لقاءات مع المسؤولين الروس لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا، علماً أن روسيا كانت من بين الدول التي منعت تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف القتال في طرابلس.
في غضون ذلك، أكد غسان سلامة وجود انقسام دولي حاد حال دون التوصل إلى قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وقال سلامة، في حديث لإذاعة فرنسية أمس، إن فرنسا تعترف بحكومة الوفاق برئاسة السراج، "لكنها لا تتجاهل دور حفتر في مواجهة الإرهاب"، ما يمثّل تحولاً مهماً، إذ إن الموقف الدولي يعتبر "الوفاق" الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا.
وقال سلامة عن حفتر: "هو ليس أبراهام لينكولن وليس بذلك الديمقراطي الكبير، لكن لديه مؤهلات ويريد توحيد البلاد"، لكنه أضاف "لكن كيف سيفعل ذلك؟ فعندما نرى كيف يعمل يساورنا القلق من الأساليب التي يستخدمها، لأنه لا يحكم بأسلوب لين وإنما بقبضة حديدية في المناطق التي يحكمها". وتابع "لا يمكننا تجاهل ظاهرة الجنرال حفتر، لكن ينبغي للمرء ألا يذهب بعيداً ويتبنى مشروعه السياسي كلية، لأن مشروعه السياسي مشروع لا يناسب قطاعاً لا بأس به من الشعب الليبي". وقال سلامة إنه حاول إدماج حفتر في العملية السياسية للخروج من الأزمة، ولكنه اختار عدم الاستمرار بالمسار السياسي، وأخذ السلطة بقوة السلاح.
في موازاة ذلك، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يندد بهجوم مليشيات حفتر على العاصمة الليبية، مؤكداً في اتصال هاتفي مع السراج ليل الأحد، دعمه لحكومة الوفاق باعتبارها الحكومة الشرعية، ومعلناً أن أنقرة ستسخّر كل الإمكانيات لمنع ما سماها المؤامرة على الشعب الليبي، بحسب قناة "الجزيرة". وقال أردوغان للسراج إنه لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية، مشيراً إلى أن المسار السياسي هو الوحيد لبناء الدولة المدنية التي يتطلع إليها كل الليبيين. من جهته، شدّد السراج على أن قواته تدافع بكل قوة عن العاصمة وعن خيار الشعب الليبي في الدولة المدنية، وستواصل القتال إلى أن تنسحب القوات المعتدية.
وفي تطور لافت آخر، حذر السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مغبة الانحياز إلى حفتر، داعياً إلى اتخاذ موقف أكثر توازناً يدعم الحل السياسي. وقال في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن المحادثة الهاتفية التي أجراها ترامب مع حفتر أثارت الاضطراب في المنطقة، بحسب "الجزيرة".
في هذا الوقت، كشف رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أن حفتر طلب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ثلاثة مطالب لشن الحرب على طرابلس، حين اجتمع به قبل أسبوع من إطلاق هجومه على العاصمة الليبية. وقال المشري، في مقابلة مع "الجزيرة"، إن حفتر طلب من ملك السعودية أولاً الحصول على تطمينات من الولايات المتحدة بأنها لن تعارض الحرب عند شنها، وحصل عبر السعوديين على تلك التطمينات، ثانياً الحصول على دعم بالمال والسلاح لضمان استمرارية الحرب، أما الطلب الثالث فكان استصدار فتوى من فرقة المداخلة السلفية بضرورة تأييد حفتر، حتى يحصل بها على دعم بشري، وفق المشري.
من جهتها، أفادت وكالة "الأناضول" بأن المواجهات أمس في منطقة الخلة، جنوبي طرابلس، كانت "الأعنف"، إذ سُمع دوي الأسلحة الثقيلة والمدافع بوضوح في مختلف أحياء العاصمة. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري تابع لقوات الوفاق، أن الأخيرة استعادت معسكر اليرموك، جنوبي العاصمة، بعد ساعات من سيطرة مليشيات حفتر عليه. وكانت قوات الحكومة قد خاضت، الأحد، معارك من منزل إلى آخر ضد مليشيات حفتر في المناطق الجنوبية من طرابلس.
ولم تحقق عملية حفتر في طرابلس حتى اليوم أي تقدّم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت انتكاسات في بعض المناطق. وأسفر هجوم حفتر على العاصمة الذي بدأ في 4 إبريل/ نيسان الحالي عن مقتل نحو 280 شخصاً، بينهم مدنيون، وإصابة أكثر من 1300 شخص، بحسب آخر الأرقام المتوفرة، فيما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، أن الاشتباكات تسببت في نزوح أكثر من 41 ألف شخص. وكانت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، ماريا دو فالي ريبيرو، قد حذرت في مقابلة مع "فرانس برس"، من "خطورة" الأوضاع الإنسانية في طرابلس، وقالت: "طالما أنّ هذا الوضع (العسكري) ما زال مستمراً ينبغي أن نتوقع تدهور" الوضع الإنساني.
وكانت قطر قد دانت بشدة القصف العشوائي للأحياء السكنية في طرابلس. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، مساء الأحد، إن "استهداف المدنيين بغرض خلق الفوضى وضرب المؤسسات والأهداف الحيوية جريمة حرب يتحملها مرتكبوها وداعموهم".
هذه التطورات الميدانية تترافق مع حراك سياسي لافت، وبدأ وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة، أمس الاثنين، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء عدة لقاءات مع المسؤولين الروس لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا، علماً أن روسيا كانت من بين الدول التي منعت تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف القتال في طرابلس.
في غضون ذلك، أكد غسان سلامة وجود انقسام دولي حاد حال دون التوصل إلى قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وقال سلامة، في حديث لإذاعة فرنسية أمس، إن فرنسا تعترف بحكومة الوفاق برئاسة السراج، "لكنها لا تتجاهل دور حفتر في مواجهة الإرهاب"، ما يمثّل تحولاً مهماً، إذ إن الموقف الدولي يعتبر "الوفاق" الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا.
وقال سلامة عن حفتر: "هو ليس أبراهام لينكولن وليس بذلك الديمقراطي الكبير، لكن لديه مؤهلات ويريد توحيد البلاد"، لكنه أضاف "لكن كيف سيفعل ذلك؟ فعندما نرى كيف يعمل يساورنا القلق من الأساليب التي يستخدمها، لأنه لا يحكم بأسلوب لين وإنما بقبضة حديدية في المناطق التي يحكمها". وتابع "لا يمكننا تجاهل ظاهرة الجنرال حفتر، لكن ينبغي للمرء ألا يذهب بعيداً ويتبنى مشروعه السياسي كلية، لأن مشروعه السياسي مشروع لا يناسب قطاعاً لا بأس به من الشعب الليبي". وقال سلامة إنه حاول إدماج حفتر في العملية السياسية للخروج من الأزمة، ولكنه اختار عدم الاستمرار بالمسار السياسي، وأخذ السلطة بقوة السلاح.
وفي تطور لافت آخر، حذر السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مغبة الانحياز إلى حفتر، داعياً إلى اتخاذ موقف أكثر توازناً يدعم الحل السياسي. وقال في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن المحادثة الهاتفية التي أجراها ترامب مع حفتر أثارت الاضطراب في المنطقة، بحسب "الجزيرة".
في هذا الوقت، كشف رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أن حفتر طلب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ثلاثة مطالب لشن الحرب على طرابلس، حين اجتمع به قبل أسبوع من إطلاق هجومه على العاصمة الليبية. وقال المشري، في مقابلة مع "الجزيرة"، إن حفتر طلب من ملك السعودية أولاً الحصول على تطمينات من الولايات المتحدة بأنها لن تعارض الحرب عند شنها، وحصل عبر السعوديين على تلك التطمينات، ثانياً الحصول على دعم بالمال والسلاح لضمان استمرارية الحرب، أما الطلب الثالث فكان استصدار فتوى من فرقة المداخلة السلفية بضرورة تأييد حفتر، حتى يحصل بها على دعم بشري، وفق المشري.