عرض مفتوح
غاب سامباولي عن أرضية الملعب، لكن مساعده خوانما ليو قام بالمهمة دون خوف، مع الحفاظ على طريقة لعب إشبيلية، 4-1-4-1 على مستوى الهجوم والدفاع، بالتركيز على رباعي دفاعي صريح، مع نزونزي كلاعب ارتكاز وحيد، يغطي خلف الرباعي الهجومي الأقوى، كوريا، نصري، فيتولو، وسارابيا، رفقة يوفيتيتش كمهاجم على الورق، ولاعب وسط إضافي داخل أرضية الملعب.
أما حامل لقب الدوري الإنجليزي فدخل بطريقة متحفظة بعض الشيء. تخلى رانييري عن خطة 4-4-2 من أجل توازن خلفي، بوضع ألبرايتون، نديدي، ودرينكوتر في منطقة الوسط، مع الاكتفاء بمحرز وموسي على الطرفين، رفقة جيمي فاردي قريبا من منطقة الجزاء. رسم قريب من 4-3-3 عند الاستحواذ، و 4-5-1 من دون الكرة.
هجوم شرس
حضر سامباولي من أميركا اللاتينية وفي جعبته مبادئ اللعب القائم على التمركز، من أجل خلق الزيادة العددية في الثلث الهجومي من الملعب، وصنع الأرجنتيني شخصية قوية لإشبيلية خصوصا أمام الفرق الكبيرة، بالحفاظ على طريقة اللعب، وأخذ المبادرة مهما كانت ظروف المباراة، وهذا ما فعله أيضا أمام ليستر بالشوط الأول، عن طريق وضع أكبر قدر ممكن من اللاعبين داخل منطقة جزاء الفريق البريطاني.
تصعد الأظهرة باستمرار إلى الهجوم، إسكوديرو وماريانو في نصف ملعب ليستر، ليدخل سارابيا وفيتولو إلى عمق الملعب، مع دعم متواصل من نصري وكوريا، لذلك خلال كل عرضية أو تمريرة بينية، يسيطر نجوم الأندلس على منطقة الجزاء، بوجود أربعة إلى خمسة لاعبين أمام مرمى شمايكل، كرأسية سارابيا بعد دقائق قليلة من إضاعة زميله كوريا لضربة جزاء.
استخدم سامباولي طريقة مثله الأعلى بييلسا هجوميا، بعودة إسكوديرو بجوار قلبي الدفاع، بالإضافة إلى سارابيا وماريانو على الطرفين وبينهما نزونزي، بينما في الهجوم يتمركز نصري وفيتولو، وبالقرب من منطقة الجزاء كوريا ويوفيتيتش، رسم 3-3-2-2 على طريقة شيلي قديما رفقة اللوكو.
خطوط متباعدة
قدم ليستر سيتي واحداً من أسوأ أشواط الشامبيونزليغ خلال أول 45 دقيقة، بسبب المبالغة في العودة إلى الخلف، لدرجة دخول ثنائي الارتكاز منطقة جزاء فريقهما، واللعب بسداسي صريح على خط واحد في أكثر من لقطة، بسبب الضغط الهجومي الفعال لإشبيلية. ونتيجة غياب لاعبي الارتكاز عن مواقعهم الرئيسية، اضطر موسى ودرينكوتر على الدخول إلى العمق، والقيام بدور لاعبي الوسط أسفل دائرة المنتصف.
لذلك التعريف الأفضل لخطة رانييري في البدايات أشبه بـ 6-2-2، وبالتالي لم يستلم فاردي كرات عديدة، ووجد محرز نفسه محاصرا بأكثر من لاعب إسباني، ليفشل ليستر في صناعة أي فرصة حقيقية خلال النصف الأول من اللقاء، ولولا تألق شمايكل، لكانت النتيجة أعمق بمراحل.
تغيير رانييري
يُحسب للإيطالي كلاوديو عودته في الشوط الثاني، بعد إقحام الشاب غراي مكان أحمد موسى، وصعود درينكوتر إلى الأمام بضع خطوات، ليصبح جناح أيسر صريح بعد أن لعب طوال الجزء الأول كارتكاز إضافي، مع العمل على خلخلة دفاعات إشبيلية بالثنائي غراي وفاردي في الأمام، لذلك لعب ليستر بطريقته المفضلة 4-4-2، ليحصل محرز على مساحة أكبر للحصول على الكرة، ويهرب فاردي من مراقبه ويسجل هدف العودة إلى الأجواء.
أما سامباولي فلجأ إلى الخطة البديلة، بالسعي نحو اللعب العمودي المباشر، بثنائيات نزونزي ونصري من العمق إلى الثلث الأخير، ثم دخول القوي إيبورا ليقوم بدور المهاجم المتأخر بالتبادل مع يوفيتيتش المائل إلى الخلف، مما ساعد ذلك في اختراق دفاعات الإنجليز خلال أكثر من كرة، لكن تألق الحارس أغلق المباراة على فارق هدف واحد فقط.
إياب ناري
رغم التفوق شبه الكلي لفريق إشبيلية، إلا أن هدف فاردي قد يكلف الإسبان الكثير في جولة الإياب، لأن فوز ليستر بهدف نظيف على ملعبه يعني خروج فارس الأندلس من البطولة. وتؤكد هذه المباريات قيمة تسجيل الهدف خارج الأرض في جولات خروج المغلوب، فبطل إنجلترا لم يظهر بصورة طيبة، وأفلت من هزيمة ثقيلة، لتبقى كل الأمور داخل المستطيل باللقاء الآخر.
ربما افتقد أصحاب الأرض إلى نجاعة وسام بن يدر، والمؤكد أن جورجي سيلعب بنفس الطريقة الهجومية خارج ملعبه، لأن تسجيل أي هدف في إنجلترا يعني اقتراب الصعود بالنسبة للإسبان، في جولة أظهرت الكثير من الوعود للفرق التي تلعب بضغط متقدم، كمانشستر سيتي في الاتحاد وإشبيلية بملعب البيزخوان.