حصاد 2015... عام الاعتداءات على الصحافيين اللبنانيين

25 ديسمبر 2015
أبرز الاعتداءات كانت خلال تظاهرات (باتريك باز/فرانس برس)
+ الخط -
يُمكن أن يُعنون عام 2015 بعام "مقص الرقابة في الأمن العام اللبناني" والاعتداءات على الصحافيين والإعلاميين من قبل الجهات الأمنية اللبنانية، بعدما تصاعدت وتيرة الانتهاكات بحق الحريات الإعلامية والثقافية. المحصّلة: أفلام مُنع عرضها، وأفلام أخرى تم اقتطاع أجزاء منها قبل عرضها. وسائل الإعلام لا تزال، في كثير من المواقع، مقيّدةً في تعاطيها مع بعض الأسماء في لبنان، أما المراسلون والصحافيون فقد لقوا نصيبهم من ضرب وتكسير بالعصي والحجارة الى جانب خراطيم المياه، مع موجة الاحتجاجات التي عمّت بيروت منذ آب/أغسطس.

اعتداءات بالضرب ومنع من التغطية

وبحسب مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني، فقد شهد هذا العام اعتداءات معنويّة وجسديّة على الصحافيين والإعلاميين، إضافةً إلى انتهاكات أخرى. ونالت قناة الـ "المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI" حصة الأسد من هذه الاعتداءات. ففي شهر شباط/فبراير، تم تحريك النيابة العامة ضد المخرج في قناة LBCI شربل خليل لمشاركته صورة اعتبرتها دار الفتوى "مسيئة إلى الدين الإسلامي" وتؤدي إلى "إثارة النعرات الدينية والمذهبية والنيل من الوحدة الوطنية"، وقد مثل خليل أمام النيابة وأطلق سراحه بسند إقامة في 2015/2/23. كما تم تهديد والدة الإعلامية ديما صادق على خلفية نشر الأخيرة تعليقاً على "فيسبوك" تنتقد فيه الحكم الصادر على الوزير السابق ميشال سماحة، ما حملها إلى حذفه في شهر أيار/مايو الماضي.

في شهر آب/أغسطس، تهجم شبان على فريق عمل "المؤسسة اللبنانية للإرسال" في ساحة
الشهداء خلال البث المباشر بسبب رفع صور تنتقد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، بين صور القيادات اللبنانية المتهمة بالفساد تحت شعار "كلّن يعني كلّن". وفي الشهر نفسه، تعرض مصورا القناة سامي بيتموني وطوني كيرلس، والمراسلة ندى أندراوس عزيز للاعتداء بالضرب وتكسير المعدات، كما نالوا نصيبهم من خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع التي ألقتها القوى الأمنية على المتظاهرين، بالإضافة إلى الحجارة والعصي.

من جهة أخرى، أقال وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، في تشرين الثاني/نوفمبر مقدم برنامج "حكي جالس" الإعلامي جو معلوف، من عمله في إذاعة "Fame FM" التي يملكها الوزير ويشغل فيها معلوف منصب المدير، وذلك بسبب تقرير عرضه الأخير في برنامجه على القناة نفسها، وتناول فيه العقارات التي يملكها رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل.

كما برزت الاعتداءات الجسدية على الصحافيين والمراسلين والمصورين على أيدي القوى الأمنية أثناء تغطيتهم الحراك الشعبي تحت عنوان "طلعت ريحتكم" التي اعترضت على تكدس النفايات في الشوارع، منذ آب/أغسطس، أمام السرايا الحكومية، تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الإنماء والإعمار لبحث عروض مناقصات إزالة النفايات، حيث اعتدت العناصر الأمنية بالضرب على مصور محطة "سكاي نيوز" عربية محمد حنون، في حين تعرض الصحافيون للدفع بشدة من قبل العناصر نفسها وأجبروا على التراجع من المكان لمنعهم من التصوير في حين تعطلت معداتهم بسبب تبللها بالمياه.

كما تم الاعتداء على الصحافيين إبان التظاهرة التي دعت إليها حملة "طلعت ريحتكم"، وعلى مدى يومين، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب وتكسير المعدات، كما نالوا نصيبهم من خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والحجارة، لا سيما مراسلة قناة "الجديد" نوال بري ومصور
القناة جهاد زهري والتقني مصطفى الخنسا، ومراسلة "الشبكة الوطنية للإرسال" ليندا مشلب والمصورين مرتضى طراد ويوسف غصن، ومصور "أسوشيتد برس" حسين ملا، والزميلين في "العربي الجديد" الصحافي عبد الرحمن عرابي والمصور حسين بيضون الذي دخل الى المستشفى بعد أن رمي بالحجارة خلال الاعتداء على المتظاهرين في وسط بيروت، مما أدى إلى إصابته في منطقة العين. وكان بيضون قد تعرّض للضرب سابقاً من قبل القوى الأمنية، المكلفة بحماية وزارة البيئة، أثناء تغطيته دخول شباب من حملة "طلعت ريحتكم" مبنى وزارة البيئة، كجزء من الخطة التصعيدية للحراك.

اقرأ أيضاً: موسم انتهاك الحريات في لبنان يستهدف الصحافيين والناشطين

حرس السرايا الحكومي منعوا البث المباشر خلال انعقاد جلسة لمجلس الوزراء التي سادها خلاف حاد بين أعضائها. كما مُنع الزميل عبد الرحمن عرابي من دخول السرايا من قبل
عناصر أمنها. هذا ومنعت مراسلة قناة "أو.تي.في" ريتا نصور من دخول السرايا لتغطية المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة تمام سلام إثر التظاهرة.

وفي مطلع العام أصدر المحامي العام التمييزي بلاغ بحث وتحرّ بحق الصحافي السوري فيصل القاسم على خلفية مواقفه المنتقدة للجيش اللبناني. وفي شهر آذار/مارس اعتقلت مخابرات الجيش اللبناني الكاتب والناشر السوري معن عبد السلام 11 ساعة. أما في تموز/يونيو، فاعتدى شبان على فريق قناة "الجديد" في الجية خلال محاولتهم تغطية وقائع إقفال الطريق العام احتجاجاً على نقل نفايات بيروت إلى المنطقة. وفي الشهر نفسه، أبلغ "التيار الوطني الحر" قناة "إم.تي في" امتناعه عن استقبال مراسليها في منزل رئيسه النائب ميشال عون في الرابية، بعد توجيه مراسلة المحطة أسئلة محرجة لعون خلال مؤتمر صحافي.

عودة مقصّ الرقابة

أما مقص الرقابة فعاد إلى الواجهة في الأمن العام اللبناني، ففي مطلع العام مُنع توزيع صحيفتي "لوموند" و"ليبيراسيون" الفرنسيتين لنشرهما صوراً كاريكاتورية وردت في مجلة "شارلي إيبدو" اعتبرت مسيئة إلى الأديان. وفي أيار/مايو لم يصدر الأمن العام إجازة عرض لفيلم "سوليتير" في مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة. وفي حزيران/يونيو، مُنع عرض الفيلم "لي قبور في هذه الأرض" للمخرجة رين متي بناءً على توصية لجنة الرقابة.

وفي شهر آب/أغسطس الذي حمل في طياته صفحات سوداء سُطّرت بحق الجسم الإعلامي والثفافي في لبنان، فقد رفض جهاز الأمن العام تسليم المحامي مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان "لايف" نبيل الحلبي جواز سفره بعد أن تقدم بطلب لتجديده، من دون إبداء أي سبب. وفي أيلول/سبتمبر رفض الأمن العام إعطاء الموافقة لعرض فيلمي "Wasp" للمخرج اللبناني السويسري فيليب عودة-دور و"Life is Waiting" للمخرجة البرازيلية لارا لي، واللذين كان يفترض عرضهما ضمن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما.

كما طاول مقص الأمن العام المسرحيات، فقد أكدت جمعية "مارش" منع نصوص مسرحية لها، في ظل نفي الأمن العام ذلك، مشيراً إلى أنه طلب بعض التعديلات عليها. هذا وقد تم حذف جملتين أساسيتين من نص مسرحية "بيروت سيندروم" للمخرج والكاتب المسرحي لوسيان بو رجيلي.


اقرأ أيضاً: أخطاء طريفة ارتكبها الإعلام اللبناني عام 2015
المساهمون