حزب المحافظين البريطاني يعقد مؤتمره السنوي وسط انقسامات بشأن "بريكست"

30 سبتمبر 2018
ماي تسعى لجمع حزبها (Getty)
+ الخط -

يعقد حزب "المحافظين" البريطاني مؤتمره السنوي ابتداءً من اليوم الأحد في مدينة برمنغهام، بينما تواجه المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي مأزقاً، ما يسبب انقسامات عميقة حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها قبل ستة أشهر من الموعد المحدد لـ"بريكست".

وستحاول رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي، التي أضعفها رفض القادة الأوروبيين لخطتها أخيراً، جمع حزبها تحت قيادتها بينما سعى أنصار قطيعة واضحة مع المفوضية الأوروبية إلى فرض وجهة نظرهم.

وكتبت ماي في رسالة موجهة إلى المشاركين "سنحترم القرار الذي اتخذ (من البريطانيين): مغادرة الاتحاد الأوروبي واستعادة السيطرة على أموالنا وقوانيننا وحدودنا".

لكن من غير المتوقع أن تكشف ماي التي تختتم المؤتمر الأربعاء، كيف ستعيد النظر في خطتها كما طلبت المفوضية الأوروبية، مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول.

ورأى الخبير السياسي سايمن هاشروود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساري، أنه "يتوقع أن تعدل موقفها بعد المؤتمر لا خلاله"، مضيفاً: "إذا قدمت تنازلات الآن فستبدو ضعيفة وتحت ضغط الاتحاد الأوروبي".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد أكدت أن "خطة تشيكرز" التي قدمتها وتدعو إلى إقامة علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي عبر إبقاء القواعد المشتركة، هي "الاقتراح الجدي والصادق الوحيد".



إهانة


ينوي خصوم ماي انتهاز كل الفرص في المؤتمر ليتحدثوا ويدافعوا عن طلاق "حاسم" مع الاتحاد الأوروبي.

وقبل يومين من المؤتمر انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، في مقال نشره في صحيفة "تلغراف"، خطة ماي لـ"بريكست" واقترح التفاوض على اتفاق للتبادل الحر.

ورأى جونسون أن خطة ماي "إهانة أخلاقية وأدبية" و"كارثية"، معتبراً "أنها تجبر المملكة المتحدة على مواصلة القبول بقوانين وقواعد ورسوم الاتحاد الأوروبي (...) دون أن تكون لها كلمة في الأمر".

والموقف نفسه عبر عنه النائب جاكوب ريس موغ، ووزير "بريكست" السابق ديفيد ديفيس، اللذان يدافعان عن اتفاق للتبادل الحر مثل الاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي وكندا.

وقال النائب مارك فرنسوا العضو في مجموعة البحث الأوروبي (يوروبيان ريسيرش غروب) المؤيدة لـ"بريكست": "كان من الأفصل أن تلتفت إلى اتفاق للتبادل الحر بدلاً من عرض اقتراحها على مجلس العموم ومواجهة هزيمة".

وذكرت المجموعة أن ماي التي لا تملك سوى أغلبية ضئيلة في البرلمان، أصبحت تحت رحمة تمرد نوابها.


مناورات عديدة

حتى الآن تستبعد تيريزا ماي اتفاقاً للتبادل الحر. وهي ترى أن هذا الاتفاق لن يسمح ببقاء حدود مفتوحة بين جمهورية إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية بعد "بريكست"، القضية التي تشكل عقبة أساسية في المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية.

بسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كيغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعاً على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.

وقال: "حالياً لا يريد أحد أن يحل محل تيريزا ماي حتى لا يضطر لمعالجة "بريكست"". وأضاف: "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".

في مواجهة حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب "العمال" الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى التيقظ. وهم يدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم بينما تظاهر نحو مئتي شخص في برمنغهام ضد التشقف السبت.

وكتب النائب روبرت هلفون على مدونة "كونسرفاتيف هوم" المحافظة، أنه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء "بريكست".

وقال: "آمل أن يسمح المؤتمر بوضع رؤية لمكافحة الظلم الاجتماعي الذي وعدت رئيسة الوزراء بمكافحته عند توليها السلطة" في يوليو/ تموز 2016.



(فرانس برس)

المساهمون