حرب شرسة ضد حرية الصحافة في اليمن

06 يوليو 2020
دعت إلى التضامن لوقف الانتهاكات الممنهجة (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

فنّدت نقابة الصحافيين اليمنيين الوضع الكارثي لحرية الصحافة في اليمن، معبّرةً عن قلقها المتزايد لاستمرار الحرب الشرسة ضد حرية التعبير في اليمن. وأكدت أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ولا بد أن يخضع مرتكبوها للعقاب، مجددةً مطالبتها لكل الأطراف بعدم الزج بالصحافيين في الصراعات السياسية، وإسقاط أحكام الإعدام الجائرة بحق الصحافيين المختطفين وإطلاق جميع المعتقلين لدى الحوثيين والحكومة وتنظيم القاعدة. وطالبت جميع المنظمات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير بالتضامن مع الصحافة والصحافيين والضغط لإنهاء حالة الاستهداف الممنهج للحريات الإعلامية في اليمن.
وأعلنت النقابة تسجيل 66 حالة انتهاك طاولت الحريات الإعلامية في اليمن منذ مطلع العام الحالي. ووثّقت النقابة في تقريرها النصفي لوضع الحريات الصحافية، حالتي قتل استهدفتا المصور في صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم الجيش اليمني بديل البريهي بقصف حوثي، والمصور الصحافي نبيل القعيطي الذي يعمل لوكالة "فرانس برس"، برصاص مجهولين. وقتل البريهي، خلال قصف شنته مليشيا الحوثيين في يناير/ كانون الثاني الماضي، استهدف مسجد معسكر الاستقبال في محافظة مأرب، فيما قتل القعيطي برصاص مسلحين مجهولين أمام منزله في العاصمة المؤقتة عدن مطلع يونيو/ حزيران الفائت.
وبحسب النقابة، تصدرت الحكومة المعترف بها دولياً، بمختلف تشكيلاتها وهيئاتها، قائمة المنتهكين بـ25 حالة من إجمالي الانتهاكات، بنسبة 38 بالمائة، فيما حلّ الحوثيون في المرتبة الثانية، بارتكاب 20 حالة انتهاك بنسبة 30 بالمائة، فيما ارتكب مسلحون وعناصر يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً 10 حالات بنسبة 15 بالمائة. وارتكب مجهولون 8 حالات بنسبة 12 بالمائة، ومؤسسة أهلية 3 حالات بنسبة 5 بالمائة.
ووثقت النقابة في تقريرها 7 حالات اعتداء شملت أربع حالات اعتداء بالضرب، وحالتي اعتداء على منازل، وحالة اعتداء على إذاعة "سمارة أف أم" المحلية في محافظة إب (وسط)، ارتكب المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً ثلاث حالات منها، فيما ارتكب الحوثيون حالتين، والحكومة حالة واحدة، وجهة مجهولة ارتكبت حالة واحدة. 
ورُصدت 20 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة ومضايقة بنسبة 30.3 بالمائة من إجمالي الانتهاكات، و10 حالات تهديد وتحريض ضد الصحافيين بنسبة 15.2 بالمائة، و7 حالة اعتداء على صحافيين ومقارّ إعلامية وممتلكات خاصة بنسبة 10.6 بالمائة، و9 حالات إيقاف عن العمل بنسبة 13.6 بالمائة، و6 حالات منع من التغطية ومصادرة لصحف بنسبة 9.1 بالمائة، و5 حالات محاكمات وإصدار أحكام بنسبة 7.6 بالمائة، و7 حالات رفض تنفيذ أحكام القضاء بنسبة 10.6 بالمائة، وحالتي قتل بنسبة 3 بالمائة من إجمالي الانتهاكات. 

وتوزّعت حالات الاختطاف والاحتجاز والملاحقة والمضايقة، بين الحكومة بـ11 حالة، والحوثيون 4 حالات، فيما ارتكب المجلس الانتقالي 4 حالات، وحالة واحدة يقف وراءها مجهولون. ولا يزال 17 صحافياً مختطفين لدى الحوثيين، أربعة منهم يواجهون أحكاماً بالإعدام، ويقبع صحافيان في سجون محافظتي حضرموت ومأرب الخاضعة لسلطة الحكومة، فيما يواجه الصحافي محمد المقري مصيراً مجهولاً منذ اختطافه على يد تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت في عام 2015.
ووثقت النقابة خمس محاكمات، منها أربع حالات أحكام بإعدام الصحافيين عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، حارث صالح حميد، وتوفيق المنصوري صدرت عن محكمة أمن الدولة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما رصدت حالة استدعاء لصحافي في محافظة حضرموت. 
ووفقاً للنقابة، سُجلت سبع حالات رفض من قبل الحوثيين لتنفيذ أوامر وأحكام قضائية بالإفراج عن الصحافيين المختطفين.
ويقبع اليمن في المرتبة الـ167 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020 الذي تسجله منظمة مراسلون بلا حدود. ويواجه الصحافيون في البلاد التي تشهد حرباً منذ انقلاب الحوثيين في عام 2014 موجة عنف غير مسبوقة وحملات استقطاب واسعة. ورصد التقرير 10 حالات تهديد وتحريض ضد الصحافيين، منها تسع حالات تهديد بالتصفية الجسدية والأذى وحالة تحريض ضد صحافي، سُجلت خمس منها ضد جهات مجهولة، وثلاث حالات ضد المجلس الانتقالي، وحالتان ضد الحكومة اليمنية.
وسجل 9 حالات إيقاف وفصل عن العمل وإسقاط أسماء عشرات الصحافيين في وكالة سبأ الرسمية في صنعاء من كشوفات الرواتب تورطت الحكومة اليمنية بـ5 حالات، وجهة إعلامية أهلية بـ3 حالات، والحوثيون حالة واحدة.

المساهمون