حتى وهم في المخيم

06 مايو 2020
منذر جوابرة/ فلسطين
+ الخط -

دعنا نترك أحكام ثلاثة عقود مضت ونعود، إذن، إلى أخلاقنا القديمة.

لننظر إلى ما هو أبعد قليلاً من تحت أرجلنا، فنقول بعيون الماضي إن عقود القرن العشرين السبعة الأولى منه، يمكن اعتبارها على النحو التالي:

إنها الوقت العظيم الذي اعتاد الناس فيه أن يكونوا راضين عن أنفسهم وعن جيرانهم، ولقد اعتبروا أنفسهم فائقي التعاطف مع الجميع، لكنهم أحياناً ـ وهذا يحدث لدى الجميع ـ يكونون غير قادرين على تقديم المساعدة الواجبة لمن يستحقها، بسبب ضيق الإمكانيات لا غير.

لقد ناضلوا حقاً، دون أي كلام زائد، (وهذا أمر شائع بالنسبة للأشخاص المهاجرين) لكي يكونوا مستورين، فلا يشمتون الأعداء فيهم.
أنت! ماذا كنت تنتظر منهم أكثر من هذا؟

لقد حفروا في الصخر، ويكفيهم شرف أنهم عاشوا وماتوا، محافظين على قيمهم الروحية المستمدة من تراب أرضهم كفلاحين.
حتى وهم في المخيّم، وبعد أن صاروا عمّالاً في أوحش الأعمال، حتى وهم.
ليرحمهم الرب، على كل ما احتملوا وصبروا وصابروا.


* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة

المساهمون