حب عابر سريع

24 أكتوبر 2014
من الذي لا يرغب بعلاقات بدون أدنى التزامات (Getty)
+ الخط -
يعرف كلاهما الآخر جيداً بسبب علاقة طويلة، أو هكذا كانا يظنان، بعد زيجة استمرت سنوات اكتشفا أن أياً منهما ليس مناسباً للآخر.
جلسا سوياً، صارح كل منهما الآخر، توصلا في النهاية إلى أن ما بينهما لم يكن حباً، وإنما مراهقة تسببت في بقائهما معا لسنوات، قبل أن ينضج كلاهما ويقررا التحرر من تلك العلاقة للأبد. قالت له "أنت تقتل روحي"، فقال لها "وأنت تقتلينني ببطء".
انفصلا، مع وعد بأن تبقى صداقتهما قائمة، وأن يسأل كل منهما عن الآخر ويتابع أخباره، لكن الأيام قالت كلاماً مغايراً.

هو تتنازعه أحاسيس متباينة بعيداً عنها، خرج من علاقة عاطفية قوية ليجد نفسه وحيداً ضائعاً، كارهاً للحب ولكل ما يمت بصلة للعلاقات الرسمية، أقنع نفسه أن الوحدة كنز لا يفنى، وأن الحرية تاج على رأس الأعزب. عاش لفترة مصدقاً ما أقنع نفسه به.

لكنه سريعاً وجد أنه تختطفه علاقات سريعة مضطربة، كان يسميها في البداية "نزوات"، لكنه اكتشف لاحقاً بعد تفكير أنها ليست إلا محاولات للهروب من تكرار التجربة السابقة، والتي تركت في نفسه جرحاً غائراً. ظن في البداية أنه يمكن أن يتنقل مثل النحلة على أزهار مختلفة، وأن يعيش كل فترة ما اصطلح على تسميته "حب عابر سريع".

كان الأمر بالنسبة له تجربة جيدة في البداية، من ذا الذي يكره التغيير، ومن الذي لا يرغب في علاقات بدون أدنى التزامات، لكنه بعد فترة قصيرة وجد نفسه ضائعاً مجدداً.
وفي المقابل، هي قررت التحرر الحقيقي منه، دخلت في علاقة عاطفية، ثم علاقات أخرى، لم تكن ترغب في حب ولا ارتباط جديد، وإنما في نسيان حب قديم. كانت ترغب في "حب سريع عابر".

لكنها سريعاً باتت تقارن به كل رجل جديد تعرفه، تنتظر من الرجل الجديد أن يعاملها بنفس طريقته، أن يحدثها بنفس كلماته، اكتشفت لاحقاً أن سيطرته عليها لن تمكنها من التعرف إلى غيره. ظل طيفه يطاردها، ظلت تعتبره نداً لكل شخص تعرفه.

كان الأمر بالنسبة لها تجربة جيدة في البداية، من ذا الذي يكره التغيير، ومن الذي لا يرغب في علاقات بدون أدنى التزامات، لكنها بعد فترة قصيرة وجدت نفسها ضائعة مجدداً.
التقيا فجأة، دون ترتيب، أو ربما هو ترتيب القدر، تسابقا تجاه بعضهما، كاد أن يحتضن كل منهما الآخر، لكنهما توقفا قبل لحظة واحدة، دار حوار عبثي بين عيونهما، كل منهما يلقي المسؤولية عن فشل العلاقة على الآخر، لا يريد أي منهما الاعتراف بالخطأ، أو إظهار ضعفه.
لم ينطق أيهما بكلمة، استدار كل منهما وسار بعيداً عن الآخر، لم يلتفت خوفاً أن يضعف أو يتراجع. لسان حال كل منهما يقول: سأجرب مجدداً، لن أعود لتلك العلاقة.
دلالات
المساهمون