أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، اليوم الخميس، أنه تم تجنيد قوات أمن إضافية وفقاً للإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية وخطة "فيجي بيرات"، ليصل عدد القوات إلى 88 ألف جندي ورجل أمن، منهم تسعة آلاف و650 لحماية العاصمة الفرنسية.
وتوقع الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي اقتصر على إعلان بيان، أن يتم إضافة 400 رجل أمن إضافي إلى الأماكن العامة.
وقال كازنوف، إن "هذه التعبئة هدفها تأمين الأمن لعدد من المواقع، ومنها أماكن العبادة، ووسائل النقل والمحطات والمطارات".
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن هذه القرارات تأتي نتيجة الإجراءات التي اتخذتها خلية الأزمة والتي تضم رئيس الحكومة وممثلين عن عدد من الوزارات.
وذكر أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عقد في الساعات القليلة الماضية مجلسي دفاع وزاريين.
وأشاد وزير الداخلية بـ"الروح الوطنية التي عبرت عنها جميع الأحزاب والمؤسسات في فرنسا".
وتوقف عند الدور المهم الذي اضطلع به مسلمو فرنسا، وقال "إنهم عبروا عن إدانتهم الشديدة ووصفوا ما حدث بالعمل الجبان".
وأضاف، أن أفضل رد على الإرهاب هو أن يبقى الفرنسيون موحدين ضد الإرهاب والبربرية".
وأكد كازنوف، أن "فرنسا لن تسمح بوقوع أعمال عنف ضد الفرنسيين وضد مراكز الديانة كما حدث، ليلة أمس الأربعاء، من أعمال تخريبية على المساجد، مشيراً الى عدم وقوع ضحايا.
وقدم الوزير الفرنسي في مؤتمره حصيلة ما وصلت إليه التحقيقات الأولية وتحديد هوية مرتكبي الجريمة المعروفين لدى السلطات الفرنسية بسبب سجلهم وتوقيف أحدهم بسبب العراق. وأشار كازنوف، كل شيء مجند للوصول الى نتائج وسيتم اعتقالهم.
وذكر كازنوف، بمبادئ الجمهورية وتعدد الديانات والثقافات. كما عبّر عن ارتياحه للتجمعات التي عمت باريس والمدن الفرنسية استنكاراً للجريمة.
وكشف أنه دعا عدداً من نظرائه الأوروبيين إلى المجيء إلى باريس يوم الأحد المقبل.
وتوقف الوزير الفرنسي، أكثر من مرة عند الأهمية التي توليها فرنسا لحرية الصحافة ولضرورة الحفاظ عليها.
وفي إطار التشاور وتأكيد الوحدة الوطنية استقبل هولاند، على مدى ساعات معظم رؤساء الأحزاب وفي طليعتهم الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، الذي تحدث "عن ضرورة التعاون في هذه المرحلة وتكثيف الإجراءات الأمنية لمواجهة الإرهاب".
كما التقى هولاند، برئيسي البرلمان ومجلس الشيوخ مكرراً أمامهما ضرورة التمسك بروح الوحدة الوطنية. وترأس أكثر من اجتماع طارئ. وشارك هولاند، وكذلك فعلت جميع الدوائر الرسمية والخاصة، في الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا حيث عاشت فرنسا أجواء حداد وطني حزينة، وتم تنكيس الإعلام وتواصلت التجمعات الشعبية في معظم الساحات وأمام مقر صحيفة "شارلي إيبدو".
وارتدت الصحافة حلة سوداء وكتبت على صفحاتها: "نحن كلنا شارلي". هذا الشعار تصدر يافطة برج إيفل وبلدية باريس، مساء اليوم الخميس.
ومن المتوقع أن تشهد باريس والمدن الفرنسية تجمعاً رسميّاً وشعبيّاً ضخماً، يوم الأحد المقبل.