جيمس هورنر.. مشهد أخير بلا موسيقى

24 يونيو 2015
هورنر (تصوير: فل دينت)
+ الخط -

تضاربت الأنباء يوم أمس عن ملابسات رحيل الموسيقي الأميركي جيمس هورنر (1953) جرّاء تحطم طائرته الخاصة في سانتا باربارا في ولاية كاليفورنيا. هورنر الذي ألّف موسيقى عدد كبير من الأفلام الشهيرة، لم يَقل رحيله تراجيدية عن الأفلام التي اشتغل عليها، بينما ما تزال التحقيقات جارية حول أسباب الحادثة التي أودت بحياته عن 61 عاماً.

بدأ هورنر حياته الفنية كعازف بيانو في ولاية كاليفورنيا، بعد أن أنهى  دراساته في الكلية الملكية للموسيقى في لندن. ألّف مجموعة من القطع الموسيقية الكلاسيكية، وقاد عدة فرق أوركسترا، قبل أن يتجه كلياً إلى الفن السابع ويبرز اسمه هناك، فكان فيلم "السيدة في الأحمر" (1979)، فيلمه الأول الذي وضع موسيقاه.

يعد هورنر واحداً من أبرز موسيقيي الأفلام، إذ ألّف أعمال موسيقى تصويرية لما يزيد عن 80 فيلماً، وظل اسمه حاضراً في جوائز الأوسكار كل سنة تقريباً، ونال جائزتين عن أفضل أغنية في فيلم "تايتنك"، وأفضل موسيقى تصويرية للفيلم نفسه، إلى جانب عشرات الجوائز التي حصدها الفنان في محافل ومهرجانات سينمائية أخرى.

الخلفية الموسيقية الكلاسيكية، كانت بالغة التأثير في أعمال هورنر بشكل عام، الأمر الذي كان دائماً موضع شك ونقد حول أصالة أعماله، فكثيراً ما تعرض لاتهامات بالسرقة والنسخ أحياناً، وهو ما حصل مع الموسيقى التي وضعها لفيلم "ستار تريك" في جزئيه الثاني والثالث، والاتهامات التي طالته حينها بنسخ الفكرة الأساسية من المؤلف الموسيقي الروسي سيرجي بروكوفيف (1891 - 1953)، أو كما حصل مع فيلم "ويلو" (1988)، والانتقادات التي واجهته حول موسيقى الفيلم المشابهة لسيمفونية "رينيش" للمؤلف الألماني روبرت شومان (1810ـ 1856).

وبالرغم من الانتقادات التي طالت أعماله، إلا أنه يحسب له مساهمته في تطوير الموسيقى التصويرية في الأفلام الأميركية، وإخراجها من إطار الموسيقى الكلاسيكية التقليدية التي سيطرت على الفن السابع لزمن طويل، إذ كان (رغم خلفيته الكلاسيكية) من أوائل من دمجوا الموسيقى الإلكترونية بالكلاسيكية.

من أبرز أعمال هورنر، موسيقى فيلم "فيلد أوف دريمز" (1989)، و"بريف هارت" (1995)، و"أبولو 13" (1995)، و"تايتنك" (1997)، "بيوتيفول مايند"(2001)، و"طروادة" (2004)، و"أفاتار" (2009). ويشار إلى أنه وضع الموسيقى التصويرية للفيلم القطري "الذهب الأسود" (2011) الذي أنتجته "مؤسسة الدوحة للأفلام" وأخرجه الفرنسي جان جاك أنو، ولعب بطولته كل من أنطونيو بانديراس وفريدا بينتو وطاهر رحيم.

يرحل صاحب أغنية "My heart will go on" تاركاً نتاج ما يقارب نصف قرن من موسيقى الحب والملاحم والتراجيديات التي ستظل تذكّر باسمه.

المساهمون