جيرة الكرمل

12 سبتمبر 2015
منظر من الكرمل (حيفا قبل النكبة)
+ الخط -
تجاوِرُ البحرَ، لكنّك لا تستطيع أن تنادي عليه: يا جار، تفضل اشرب فنجان قهوة. في حين أن جاري الكرمل يزورني من النافذة دون أن يستأذن أو يحاول مرةً أن يدخل من الباب (هو صاحب المُلك على أية حال).

أحياناً تصلني أجراس كنيسةٍ من قاع وادي النسناس
وأحياناً يجيؤني أذان الفجر خافتاً من "جامع الاستقلال"
(يحمله النسيم القديم من "وادي الصليب")
أتباع البهاء لا يكفّون عن دفع دولارٍ في اليوم
وملء المدينة بحدائق فارّة من شيراز.
وفي "الكبابير"، لا ينهض أتباع غلام ميرزا أحمد من غيبوية المديح
وتصيّد الحق في أحاديث ومرويّات.
أما الأجاويد، فـ"مُشَوَّقاتهم" تصلني من الخلوة الكبيرة عند سفح حرمون،
مثل هذه المناديل البيض التي تخبئ ليالي ألف سنةٍ من السواد.

لكن،
أنا الذي لا أتبع سوى نفسي
ما الذي أفعله بين الأتباع
بلا هدفٍ
بين البحر والجبل
هنا
حيث ينتهي الزمان؟
دلالات
المساهمون