جون ميرشايمر: أميركا مسؤولة عن إطالة الحرب في سورية

06 ديسمبر 2015
المفكر الأميركي جون ميرشايمر (العربي الجديد)
+ الخط -
دعا المفكر الأميركي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، جون ميرشايمر، دول الخليج إلى إقامة أفضل العلاقات مع جارتها إيران، التي قال عنها إنها "ليست لديها القوة العسكرية لتفرض هيمنتها على الخليج، خاصة أن أميركا لن تسمح بذلك".

وقال في محاضرة له، مساء اليوم، في منتدى الخليج والجزيرة العربية، إن الفائز الحقيقي  بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 هو دول الخليج، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية، التي أطاحت أو ساعدت على الإطاحة بعدد من الأنظمة في المنطقة، لن تسعى إلى تغيير أنظمة الحكم في دول الخليج.

 وأضاف جون ميرشايمر أن إيران "لا تشكل تهديداً خطيراً للهيمنة على المنطقة، أو تسعى لغزو أراضي أي من جيرانها، وهي لن تحصل على سلاح نووي في الـ15 عامًا المقبلة، وأن ما تفعله دول الخليج الآن، يضاعف احتمال حصول إيران على السلاح النووي".

واسترسل المفكر في ندوته "أن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، يقتضي  تحسين العلاقات معها حتى لا تفكر بحاجتها لهذا السلاح".

لكنه استطرد قائلاً: "لا أظن أن ذلك سيحدث فعلا"ً، وأضاف:"لو كانت الولايات المتحدة تعرف أن إيران تملك سلاحاً نووياً، لما هددنا بمواجهتها، لكن مسألة امتلاكها للسلاح النووي ربما تستغرق 10 أو 15 عاماً".

وفي موضوع آخر مرتبط بالشأن الفلسطيني والعلاقات الأميركية الإسرائيلية، قال جون ميرشايمر إن "الفلسطينيين سيستمرون في معاناتهم الشديدة في المستقبل المنظور، والإدارة الأميركية فشلت في إجبار إسرائيل على تطبيق حل الدولتين، والأمور تتجه إلى حل الدولة الواحدة"، دولة الفصل العنصري، وهو ما يهدد على مدى العقود المقبلة، بأن إسرائيل ستفقد شرعيتها.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تفشل فقط في خلق دولة فلسطينية، بل فشلت أيضاً في تفادي ثلاث مجازر وقعت في غزة. وأكد المفكر الأميركي أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يعود إلى كون هذه الأخيرة قضية محلية بالنسبة لها، ولقوة اللوبي اليهودي في أميركا.

ووصف جون ميرشايم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر بـ "الكارثة تلو الكارثة". وشدد في هذا الصدد على أن الولايات المتحدة تهتم بشأن القوى العظمى الأخرى، لأنها الوحيدة التي تشكل لها تهديداً وتحدياً خطيراً.

وبالنسبة إلى الشرق الأوسط حسب المتحدث ذاته، تشكل سورية القيمة الاستراتيجية الأقل بالنسبة للولايات المتحدة، فما يحدث فيها لا يهم أميركا، لأنه لا يوجد فيها نفط، على حد قوله.

وزاد في مداخلته أن الولايات المتحدة لعبت دوراً أساسياً في إدامة هذا الوضع في سورية، داعياً في هذا الصدد إلى القبول ببقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في مرحلة انتقالية، لأنه الخيار الأقل ضرراً، بعد إعلان روسيا وإيران وحزب الله أن الأسد خط أحمر. وأكد أن البديل هو استمرار الحرب الأهلية في سورية.

أما بخصوص الأوضاع في العراق، فاتهم جون ميرشايم الولايات المتحدة بأنها قامت بتدمير البلد وتفكيكه، حيث أصبح ثلاثة أقسام، "قسم شيعي وقسم كردي، وآخر تحت سيطرة (داعش)".

واعتبر أن غزو العراق ساعد على خلق "داعش"، حيث لم يكن هناك إرهاب في العراق قبل الغزو الأميركي.

وأكد أن الولايات المتحدة سهلت الانقلاب على حكم الإخوان المسلمين في مصر، والذين جاؤوا للحكم عبر انتخابات ديمقراطية، وهي خالفت مبدأها الديمقراطي في ذلك، ودفعت بتفاقم  الانقسام الشيعي/السني في المنطقة.

ووصف الحرب الأميركية في أفغانستان، بأنها أطول حرب في تاريخ أميركا، وقال: "لا يوجد أي مؤشر أننا سنخرج من البلد، لأن لدينا خوفاً، إذا ما أقدمنا على ذلك، ستستعيد طالبان السيطرة ويعود الوضع السابق". وتوقع جون ميرشايمر أن تصبح آسيا المنطقة الأهم بالنسبة للولايات المتحدة،  حيث تسعى إلى احتواء  الخطر الصيني، الذي يهدد مصالحها، وتعقبها في الأهمية منطقة الخليج، فيما ستصبح أوروبا هي الأقل أهمية بالنسبة لأميركا.