جومانة مراد فنانة سورية كان لها العديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية في مصر. ورغم غيابها سبع سنوات بسبب تفرغها لعائلتها، إلا أن أدوارها السابقة ظلت حاضرة في أذهان جمهورها، فتفاجأت بردود الفعل على عودتها هذا العام في شهر رمضان من خلال شخصية "شيرين"، التي كانت مثار جدل ضمن أحداث مسلسل "خيانة عهد" مع الفنانة يسرا. "العربي الجديد" التقت جومانا مراد في هذا الحوار.
غبتِ سنوات طويلة عن الفن فما شعورك بعودتك؟ طيلة السنوات التي غبت فيها بسبب تفرغي لأسرتي ولتربية ابني، كنت متواصلة مع الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكانوا دائما يُشعرونني كأني لم أغب، وهذا كان يعطيني دافعا قويا لأن أعود، ولكن كنت بانتظار عمل قوي يليق بالجمهور الذي يحبني ويليق بعودتي بعد كل هذا الغياب. حالفني التوفيق وكانت عودتي جيدة من خلال مسلسل "خيانة عهد" مع يسرا.
ما الذي وجدتِه في هذا العمل دفعك لأن تعودي؟ كنت في حاجة ماسّة لأن أعود من خلال عمل مع نجمة بحجم يسرا التي تتمتع بجماهيرية كبيرة على مستوى العالم العربي، وليس في مصر فقط. كما أن وجود المخرج سامح عبد العزيز كان عاملا قويا أيضا لعودتي، بجوار أني كنت أتمنى العودة بدور يكون له تأثير مع الناس وهو ما حدث.
كيف استطعت الإمساك بخيوط شخصية شيرين في ظل صعوبتها؟ الشخصية فعلا صعبة وبها من الشر الكثير، لكن من تابع العمل يرى أنها كانت لديها أسبابها لهذا الشر الذي رغم وجوده، فهي فيها جانب تعاطف الجمهور معه. قبل تصوير المسلسل تعاطفت معها بشكل كبير. ولأن الشخصية مدمنة مخدرات فقد تابعت نفسية المدمن وطريقته في الحياة من خلال البحث عبر الإنترنت، وبشكل عام أحببت الشخصية للغاية، وشعرت بأني مشفقة على شيرين رغم ما تبدو عليه من شر كبير، وأستطيع أن أقول إن شخصيتي في المسلسل تعد من أصعب الأدوار التي قدمتها لأنها مرت بالعديد من التحولات، فكل مشهد تقريبا مختلف نفسيا عن الآخر.
هل كنت تعتقدين أن الجمهور سيتعاطف مع شخصية شيرين؟ لا على الإطلاق.. لأني أعلم أن الجمهور عاطفي جدا ولكنه في نفس الوقت واعٍ، وفاجأني بكمّ التعاطف، وذلك من خلال متابعتي لردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي من المقربين والأصدقاء، وكنت سعيدة جدا وأنا أشاهد أن الشخصية مثار جدل بين المتابعين وأحببت هذا التفاعل.
قضيتِ شهر رمضان في الاستوديو فماذا عن شعورك بذلك؟ كانت الكواليس خفيفة الظل جدا بقيادة المخرج سامح عبد العزيز الذي سبق وتعاونت معه من قبل في فيلمين هما "الفرح" و"كباريه"، ليكون مسلسل "خيانة عهد" هو التعاون الثالث بيننا. أتمنى مزيدا من العمل معه، فهو يستطيع أن يُخرج من الممثل الذي أمامه أفضل ما لديه من مواهب وقدرات تمثيلية. ويكفي أني أشعر بالأمان وأنا أمام كاميرته، وطبعا قضاء الشهر في استوديو به يسرا يكفي أن يسعدني، فأنا أعرفها منذ سنوات طويلة، ولكن لم تسمح لنا الظروف أن نلتقي فنيا سوى من خلال مسلسل "خيانة عهد". وبعيدا عن ذلك، كانت ظروف التصوير صعبة لأننا أحيانا كنا نصور إلى اليوم التالي ولا ننام، ونقضي ساعات عديدة ونحن صائمون في الاستوديو، ولا تنسوا أيضا ظروف انتشار فيروس كورونا، وأحب أن أقول في هذا الإطار إن الشركة المنتجة وفرت كافة وسائل التعقيم لنصور في أمان.
هل أشفقت على شخصية "عهد" التي جسدتها يسرا في العمل؟ أشفقت عليها جدا لأنها تتلقى الصدمات والخيانة من أقرب الأشخاص لديها، وتسببت الخيانة هذه في وفاة نجلها الوحيد هشام الذي جسد شخصيته الشاب المتميز خالد أنور، الذي أحببته جدا لأنه تلقائي ولا يبذل مجهودا في إيصال ما يريده إلى المتلقي فكان طبيعيا، والخيانة موجودة بينا كثيرا ولا يوجد شخص لم يصدم في حياته بسبب الخيانة.
ما الذي لفت نظرك في قصة المسلسل؟ تركيبة الشخصيات كانت حقيقية من لحم ودم، وهذا يعود للمؤلف أحمد عادل الذي يعرف جيدا أبعاد كل شخصية من الجانب النفسي وطريقة الكتابة كانت متميزة للغاية، والمؤلف كما يقال فعلا لديه "دماغ" من ذهب.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
