جورج حبش.. اسم حاضر في مفكرة الثورة

27 يناير 2015
من تشييع "الحكيم"، 26 كانون الثاني/ يناير 2008
+ الخط -

ينغرس جورج حبش في الذاكرة الثقافية بقدر انغراسه في السياق السياسي للقضية الفلسطينية. ولعل الندوة التي أقيمت في تونس، السبت الماضي، بمناسبة ذكرى رحيله السابعة (26 كانون الثاني/ يناير 2008)، هي الوحيدة التي استذكرته في صخب ووهن الأيام العربية الراهنة.

ورغم ما أصبح يشوب هذه الاحتفاليات من تضخم للنوستالجيا ومن تناول رثائي، إلا أن ثمة دائماً ما يمكن أن نستفيد منه. على الأقل، فليشهد الزمن الثوري الجديدُ أحلامَ وتطلعات من امتلأت أفواههم بذكر "الثورة" لعقود خلت.

بعضهم كان من ضيوف برنامج الذكرى السابعة، مثل رفيق درب المحتفى به أبو أحمد فؤاد الذي شارك بكلمة من دمشق عبر سكايب في الندوة التي أقيمت في "دار الثقافة ابن رشيق" بتونس العاصمة، بمبادرة من عدد من المنظمات مثل "مركز مسارات للدراسات الفلسفية والإنسانيات" و"المنتدى التونسي الاجتماعي والاقتصادي" تحت شعار "الثوريون لا يموتون".

"مسيحيّ الديانة، مسلمُ التربية، اشتراكي الفكر" حظي بقراءات مختلفة لمسيرته. تداول على الكلمة ناجي جمعة وعابد الزريعي من فلسطين، منصف الشابي وعبد الرزاق الهمامي وفوزي العلوي وعبد الرحمان الهذيلي من تونس، ويونس شرقي من الجزائر.

أُلقيَ الضوء على "رؤية جورج حبش للقضية"، فالحكيم ظلّ طارحاً لسؤال "خصوصية كل مرحلة" وما تقتضيه من وسائل نضالية، كما جاء في مداخلة عبد الرحمان الهذيلي. وأشار أبو أحمد فؤاد إلى العالم الذي نسجه جورج حبش لكي تكون نضاليته مثمرة. فيما تحدّث فوزي العلوي عن إصراره بأن "يظل الفكر ملتزماً بقضايا الراهن والشعبي".

ولعل أهم جزء في الندوة، جلسةٌ بعنوان "دروس ودلالات من التجربة الفكرية والنضالية لجورج حبش"، إذ هيمنت على المداخلات القراءات السياسية؛ خصوصاً عبر العودة لموقف "الحكيم" من أوسلو، حين نبّه الفلسطينيين من السير على الخط السعودي-المصري.

كلهم يُجمعون أن جورج حبش، آمن بالثقافة كجبهة صراع ضد الصهيونية والامبريالية. ومعظمهم قرأ مقالات "الحكيم" في مجلة "الهدف" التي مثلت مانفستو دوريّاً كان يتناقله "الثوريون" تحت المعاطف.

من هنا، يحترم جيل الثورة الحالي أجيال القرن الماضي وهم يتجادلون في تفاصيل وذكريات دون أن يكونوا مدركين لشبكة العلاقات المعقدة التي تربط بعضهم ببعض. وأن يعرف الشباب أن جورج حبش قال: "الثورة الفلسطينية قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن"، يشكل أمراً مستحباً لتدعيم الثقة، بالنسبة للبقية المؤمنة بالثورة اليوم، وبالقضية.

المساهمون