كادت مجموعة من مشجّعي فريق "بيتار القدس" الصهيوني لكرة القدم، المعروفة بتطرّفها وكراهيتها للعرب والمسلمين، أن تعدم مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية، يوم الأحد الماضي، بعد أن اكتشفوا قيامه بتصويرهم خفية، ووثّق عنصريتهم وتطرّفهم، في الحافلة التي أقلّتهم لملاقاة فريق "اتحاد أبناء سخنين"، الذي يمثّل فلسطينيي الداخل في الدرجة العليا الإسرائيلية، والتي انتهت "بفوز العرب على اليهود بهدف نظيف"، على حدّ تعبير البعض.
عنصرية فريق "بيتار القدس" وجمهوره، معروفة منذ سنوات طويلة، لكنّها تبلغ ذروتها، عند ملاقاة الفريق العربي الوحيد في الدرجة العليا "اتحاد أبناء سخنين"، الذي يعتبره جمهور الفريق الصهيوني عدوه اللدود، خصوصاً أنّ جمهور الفريق العربي، اعتاد رفع العلم الفلسطيني على المدرجات في لقاءات من هذا النوع، واعتمار الكوفية الفلسطينية وترديد هتافات للقدس والأقصى وسائر فلسطين، مقابل قيام جمهور الفريق الصهيوني برفع العلم الإسرائيلي، وترديد هتافات تحرّض على قتل العرب والمسلمين وتسبهم.
ويكون عادةً للفوز في مباراة من هذا النوع طعم خاص، يختلف عن أي فوز آخر، وكان هذه المرة من نصيب الفريق العربي، وكذلك فإنّ الخسارة تكون أكثر مرارة من المعتاد.
وفي ظلّ الأجواء المحمومة في الآونة الأخيرة، سواء في القدس المحتلة أو الداخل الفلسطيني، والمواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال وتنفيذ مقدسيين لعمليات ضد إسرائيليين بسبب استهداف القدس والمسجد الأقصى، فضلاً عن إعدام الشرطة الإسرائيلية للشاب، خير حمدان، من كفر كنا، قبل نحو ثلاثة أسابيع بدم بارد، وأحداث أخرى، فإن الرياضة تكون آخر ما يتم الحديث عنه في لقاء هذين الفريقين.
وزادت الأمور تعقيداً عندما طلبت الشرطة الإسرائيلية من الفريق السخنيني المضيف، الالتزام بشروط شبه مستحيلة، لتأمين المباراة، ونشرت 1000 شرطي ومنظم، في ملعب "الدوحة" ومحيطه، في محاولة لتفادي أي احتكاك بين جمهوريّ الفريقين، وكانت الشروط بمثابة مادة دسمة للإعلام، الذي زاد الأجواء المحيطة بالمباراة توتراً، قبلها وبعدها، بقصد أو بغير قصد، لشدة اهتمامه بها، ومن هذا الاهتمام كانت تجربة مراسل القناة العاشرة، نِك كوليوخين، الذي كاد يموت تحت الأقدام، على حد تعبيره، في التقرير الذي أعده.
بدأت حكايته عندما دخل الحافلة التي كانت تقل مجموعة من أتباع "منظمة لا فاميليا"، وهي مركب أساسي في جمهور فريق" بيتار القدس"، متوجّهة الى استاد "الدوحة" في سخنين.
كان الكثيرون من أفراد هذه المجموعة تحت تأثير الكحول، وكانوا يرددون هتافات عنصرية ضد العرب بعضها تؤيد قتلهم، وأنشدوا معربين عن تضامنهم مع منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي المستوطن، باروخ جولدشطاين، ومن ثم تجاوزوا التحريض على العرب لينشدوا لِـييجال عمير، قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين.
وتبيّن من تقرير القناة العاشرة بأنهم أنشدوا: "نكره اتحاد أبناء سخنين وإخاء الناصرة ونكره كل العرب". وتطاولوا بعد ذلك على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مرددين : "هو ليس نبيّاً.. إنه عربي آخر".
وصف مراسل القناة العاشرة معاناته، بعد أن انكشف أمره وتنبهت مجموعة المشجعين إلى وجوده، وإلى الكاميرا التي أخفاها، وبالتالي التهديدات التي بدأ يتلقاها، والتي تحولت سريعاً الى اعتداءات جسدية وضرب مبرّح ومحاولات خنق، حين رفض إعطاءهم المواد التي وثقها أو منحهم هاتفه الخلوي.
ووصلت الأمور حد مباشرة ضربه بهدف قتله، كما قال، وسُمعت في التوثيق عبارات صريحة تطالب بإعدامه داخل الحافلة، إلى أن تدخل ثلاثة من مشجعي الفريق الموجودين في الحافلة وحموه من جموع الغاضبين، مقابل محو المواد.
وكان غضب أفراد منظمة "لا فاميليلا"، نابعاً من كونهم لا يريدون أن تصل أناشيدهم العنصرية وتصرفاتهم الهمجية للإعلام.
ووصف المراسل الصحافي الجمهور المذكور، بأنّه يكره كل ما هو عربي وإسلامي ويجاهر بذلك دون خجل، كما ذكر أنّه تمكن من استعادة المواد التي مُحيت، من خلال الاستعانة بشركة متخصصة.
كذلك، تحدث المراسل في تقريره عن المعاناة التي تسببت المجموعة بها لسائق الحافلة أيضاً، الذي كان يرجوهم عبثاً، بعدم التدخين وشرب الكحول داخل الحافلة.
وظهرت في نهاية التقرير صور، تظهر أنّ مشجعي "بيتار القدس"، حطموا الحافلة من الداخل بحيث لم يبق فيها مقعدٌ في مكانه، في طريق العودة بعد خسارة المباراة، كما أظهرت صور أخرى، بأنهم أقدموا على تحطيم الحمامات في استاد الدوحة، الأمر الذي دفع إدارة الفريق السخنيني إلى تقديم شكوى.