تُعتبر الفنانة جمانة شرف الدين من النجمات اللواتي حافظن على مستواهنّ الفني وتقديم أعمال مميزة ومُشرفة، سواءً في لبنان أو مصر. ومع ذلك فهي "مُغيّبة" عن الدراما اللبنانية. لكنّها تُصرّ على التواجد والمحافظة على ما وصلت إليه من نجومية. حتى عندما اضطرّت للمشاركة في أعمال مصرية فقط. هنا حوار معها حول تجربتها ورأيها فيما يجرى على الساحة الفنية:
ما زلتِ تناضلين بالفنّ؟
طبعاً وسأظلّ أناضل وأكافح وأحارب حتّى يصير السيف خشبة وتنكسر.
لكنّ الجمهور اللبناني قد ينساك؟
لا اعتقد، فالمشاهد يعرف الفنان الحقيقي من الذي يتبروز لمجرد الظهور، والحمد لله مشواري مُشرّف سواء في لبنان أو مصر. مثلاً إنّ تعرض إحدى الفضائيات مسلسلاً لي وللفنان الكبير أنطوان كرباج هو "الضحية" الذي مثّلناه قبل 15 سنة فهذا بحدّ ذاته سعادة لا توصف بالنسبة لي.
ستعيشين على أطلال أعمالك القديمة؟
أبداً، فأنا شاركت قبل عام في مسلسل "فرح العمدة" المصري كضيفة شرف مع النجمة غادة عادل والفنان صلاح عبد لله. وانتهيت مؤخراً من تصوير بطولة فيلمي "صرخة الأبرياء" الذي كتبه وأنتجه وأخرجه والدي الفنان فؤاد شرف الدين. ما أعلمه أنّني مُغيّبة عن الدراما اللبنانية لكن "ليس باليد حيلة" كون المنتجين لا يطلبونني رغم علمهم أنّني موجودة في لبنان وقادرة على تقديم الأدوار المتنوّعة. لكن هناك محسوبيات لأشخاص مُعينين ربما أشطر مني بالمجاملات.
قلت مرّة إنّنا بزمن التنّورة القصيرة التي تفرض نفسها على الفنّ الحالي
صحيح. هذا القول لا أُعمّمه على الجميع فهناك مواهب مميزة فرضت نفسها، لكن هل يُعقل أن أُغيّب عن الدراما اللبنانية منذ "زمن الأوغاد"؟ في أحد المهرجانات بمصر، قالت النجمة الكبيرة إلهام شاهين، التي أكنّ لها كلّ التقدير والاحترام، أمام مجموعة من المنتجين والمخرجين اللبنانيين: عندكم ممثلة شاطرة ومهذبة مثل جمانة فلماذا لا تستغلّونها؟
مع العلم أنّني لم أشاركها أيّ عملٍ ولم تطلبني لأشارك بفيلم من إنتاجها. فشهادتها بي نابعة من رؤية فنانة مثقّفة مثلها تدرك جيّداً أنّني أعمل بالفنّ لأنّني عاشقة له. وهناك من يُغيّبني عمداً، لكن لحساب من لا أعرف؟!
هل هناك من يحقد على والدك الفنان فؤاد شرف الدين وعمّك المخرج يوسف؟
هذا من ضمن أسباب تهميشي، مع العلم أنّني لم إعمل مع والدي سوى في ثلاثة أعمال فقط بينما لي 30 مسلسلاً ما بين مصر ولبنان وسورية مع سواه من الفنانين وعملت مع عمي المخرج يوسف مسلسلين فقط هما "الشمس تشرق دائماً" و"إلى أنً نلتقي". ما يعني أنّني لست محسوبة على أعمال عائلتي. (تضحك وتضيف) ربما لستُ جميلة ولا يُليق بي ارتداء الفستان القصير ولا أعرف كيف أتدلّع. ومع ذلك أتحدّى أن يكون هناك من يملك الطاقة التي في داخلي. فقد لعبت الرومانسية والكوميديا والشخصية المعقّدة والمناضلة. وما اعتمدت يوماً على شكلي لأنّني باختصار ممثلة وهذه مهنتي التي أعتاش منها.
كنتِ مرشّحة للمشاركة في فيلم إيراني فماذا حصل؟
- كالعادة سُحب الدور مني وتم ترشيح ممثلة أخرى بدلاً مني. الإمام علي كرّم الله وجهه قال : "يا أيّها الحقّ لم تترك لي صاحباً". وأنا بسبب صراحتي وصدقي مع نفسي والآخرين خسرت الكثير من الأدوار. لكن ليس مهما الله كريم. ما يهمّني أنّ أنام كلّ ليلة على مخدتي وأنا مرتاحة الضمير. يكفي أنّه ليس عندي مدخول غير منظور.
يقولون عنك إنّك دقّة قديمة؟
سمعت مثل هذا الكلام ولم أزعل. إنّ احترم نفسي معناه بالنسبة إلى البعض أنّني دقّة قديمة. وأسألك: في السينما الأميركية ألا تزال ميريل ستريب أهمّ نجمة؟ وفي السينما المصرية ألا تزال يسرا من أهمّ النجمات؟ هل كلاهما دقّة قديمة؟ بالتأكيد لا بل هما نجمتان مجتهدتان وتحترمان فنّهما وتاريخهما العريق. وفي لبنان يبدو أنّ المقاييس تغيّرت. فهناك ممثلات عملن مع والدي منذ سنوات طويلة واليوم يتصدّرن الشاشة ويقلن إنهنّ في سنّ الـ27. فهل هذا معقول؟ أي أنّهن باتوا أصغر منّي. وعلى فكرة أنا أتواصل مع كلّ المنتجين لكن يبدو أنّ المشكلة موجودة عندهم وليس عندي.
ماذا عن جديدك الفنّي؟
سأسافر إلى مصر للمشاركة ببطولة مسلسل من إخراج عمي يوسف شرف الدين، كما طُلبت في مصر للمشاركة في عمل مع المخرج أحمد صقر، وهما حلقتان من سيت كوم كوميدي.
أخيراً تصافت النفوس بيّنك وبيّن عمك؟
يسلملي. بالتأكيد. فهذا عمّي والدم لا يصير ماءً.