جمال سليمان: سرحان الهلالي لا يشبهني

09 يونيو 2016
جمال سليمان في برنامج "لمتنا أحلى" (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد الممثل السوري، جمال سليمان، أن مسلسل "أفراح القبة" الذي ينافس عدداً كبيراً من الأعمال الخاصة بموسم رمضان الحالي، هو من الأعمال المميزة جداً هذا العام. وقال سليمان، في برنامج "لمّتنا أحلى"، على محطة "العربي" اللندنية، إن قصة المسلسل مأخوذة عن رواية للأديب الراحل، نجيب محفوظ. وقد تم جمع فريق عمل محترف وكفؤ جداً من المخرج، محمد ياسين، إلى مجموعة من زملائه الممثلين. وقال سليمان: "أجسد دور سرحان الهلالي في العمل، شخصية غريبة، ذات طباع متناقضة. الغاية بالنسبة لسرحان الهلالي تُبرر الوسيلة، ويسعى إلى التحكم بمصائر الناس والآخرين المحيطين به، وهو في أعماقه شديد الاحترام، لكنه يحب أن يستخدم الناس من حوله كوسيلة أيضاً، وهو، أي الهلالي، ضحية نفسه أولاً لأنه عاش مجموعة من العُقد النفسية الدفينة جداً، وتأثر بطفولته المعذبة، حيث شهد عشق والدته لرجل آخر، وزواجها منه، ما أفقده الثقة بالآخرين، والمرأة تحديداً، فأصبح الهلالي متمركزاً على ذاته، ويرفض أي موقف عاطفي، بل يقمع أي موقف يؤدي به إلى العاطفة أو الضعف، لأنّ العواطف برأيه تخسر الناس لعبة الحياة". وحول مدى مشابهة شخصية "الهلالي" مع شخصية جمال سليمان، قال: "أتمنى ألا تشبهني هذه الشخصية، وهي لا تُشبهني في كل الأحوال، فأنا رجل لا أحب التسلط، ولا عندي الغاية تبرر الوسيلة، بل أجزم بأن الغاية والوسيلة يجب أن يجتمعان بوحدة أخلاقية، وانسجام تام مع مواقف في الحياة. لكنني، كما كل الناس، أعاني من بعض المشاكل النفسية، على عكس من ينفي ذلك".

وحول التعقيدات التي لمسها المتابع العادي في "أفراح القبّة"، يقول سليمان: "نعم، هي رواية معقدة حتى عند قراءتها، إذ تتطلب مزيداً من التركيز والمتابعة الحثيثة، وهو ما نقلناه إلى الشاشة الصغيرة كما يجب. أفراح القبّة مسلسل يجب متابعته بشكل دقيق لاعتقاد المشاهد في كل حلقة أنه فهم الموقف، لكن ذلك لا يعدو كونه وجهة نظرعابرة، ستنقلب في السياق الدرامي. المسلسل هو نوع من المتابعة لفضائح الوسط الفنّي، لكن نجيب محفوظ، اختار فرقة مسرحية لتناول قضايا كثيرة تغزو المجتمع، واستعان لذلك بخشبة المسرح".

في السياسة
نفى جمال سليمان أن يكون سياسياً، وقال: "أنا فنان وممثل سوري، كما يعرفني الجمهور منذ عشرين عاماً، أُتيحت لي الفرصة في مصر للعمل. أقدم عملاً واحداً كل عام، وأسعى لأن يكون هذا العمل على قدر كبير من احترام ذهنية ورؤية المشاهد العربي. فالتمثيل مهنتي ووجودي وكياني، واسمي الفنان جمال سليمان، وليس أمين عام الحزب الفلاني، لكنني مواطن سوري، وما حصل في سورية ليس مشكلة انتخابية بين حزبين متنازعين، ولا هو أزمة وزارية، بل ما حصل في سورية حرب بكل ما للكلمة من معنى.
وأنا واحد من ملايين السوريين، أدركنا بعد عدة أشهر، بأن هذه الحرب قد تؤدي إلى تفكيك هذه البلاد، وإلى خسارة وطن اسمه سورية، وبإمكانها أن تتطوَّر لتصبح حرباً أهلية او إقليمية. فهل يجوز لي كمواطن، وخاصة أنني فنان معروف، أن أكتفي من الشهرة في التصوير مع المعجبين والمعجبات؟ هل هذا كل ما أستطيع أن أقدمه؟ بالطبع لا، واجبي كمواطن سوري أولاً وأخيراً، أن أقف إلى جانب الناس المعارضين للنظام، والقول حتى لمؤيدي النظام إنني منهم، وإبداء رأيي في الدفاع عن بلدي.

أنا لست قائد حزب، ولا عندي مليشيا. ولطالما صرَّحت بأننا لو جزمنا بأن كل ما يحصل على أرض سورية هو استحقاق تاريخي، وأن الناس تريد الخروج من هذا النظام الشمولي الاستبدادي نحو دولة تحترم العدل والحرية والمساواة والقانون بين أبناء الوطن جميعاً، سلطة أو نظام، قائمان على مبدأ فصل السلطات، فإني أعرف جيداً أن الديمقراطية ليست مثالاً في أي مكان من العالم، لكن لا يمكننا بالمطلق الدفاع عن نظام استبدادي".
المساهمون