جلسة نقاشية بالدوحة... ماذا يفعل الفن في الأماكن العامة؟

26 مارس 2019
نوافير ألفا بالخط العربي في متحف قطر (العربي الجديد)
+ الخط -
أقامت هيئة متاحف قطر مساء الإثنين جلسة نقاشية بعنوان "الفن العام والتراث الثقافي"، في مطافئ- مقر الفنانين، تناولت الأثر والتفاعل والقيمة الثقافية التي تمنحها الأعمال الفنية حين تصبح جزءاً من النسيج العام المجتمعي.

وشارك ثلاثة فنانين من فرنسا، وبريطانيا، والهند، في عرض تجاربهم سواء التي نفذوها في الأماكن العامة القطرية، أو تجاربهم السابقة في بلاد أخرى. جاء ذلك ضمن جلسات "قطر تبدع" التي تنظم على هامش افتتاح متحف قطر الوطني المرتقب في 28 الحالي.

وقال الفنان الفرنسي جان ميشيل أوثينيل الذي صمم نوافير "ألفا" على البحيرة الاصطناعية في ساحة المتحف إن البهجة التي تحققها النوافير كانت العنوان الروحي للعمل، خصوصاً أنه في الساحة التي تستضيف الزوار قبيل دخولهم صالات المتحف.

ولدى تفكيره في مشروع فني ودوره في بلد آخر غير بلاده، قرر أن يكون العمل متناغماً مع التجدد الذي تعرفه قطر، وقبولها المقترحات الإبداعية في المجال العام، ليكون الميراث الفني ليس فقط ما يتركه السابقون، بل ما يعطى لجيل المستقبل.

والنوافير التي تمثل مشهداً ساحراً في الليل، تلعب دوراً آخر في النهار. فهي بتشكيلها من حروف عربية ومن نباتات صحراوية متعرجة، تدعو المتلقي لمعاينة 114 نافورة تعمل كل ساعة، وحين تصمت تتحول إلى فن تجريدي من اللغة العربية.

وخلف هذا المشهد الفني، تحدث أوثينيل عن الانخراط في الشغل الدؤوب على مدار عام، والعمل بدءاً من منتصف الليل، بسبب المناخ الحار صيفاً، مشيراً إلى أن هذا العمل الفني هو أكبر منجزاته الفنية.

من معرض مجموعة رقص ميديا "تبقى عوالم أخرى" (العربي الجديد)

وبشأن الخط العربي الذي تتشكل منه النوافير، قال إنه أجرى حواراً مع فنان خط فرنسي مشهور، إضافة إلى مد يد العون من مسؤولي متاحف قطر الذين زاروه في الاستوديو الخاص به في فرنسا.

بدوره قال عبد الرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام بمتاحف قطر إن هناك استراتيجية، لإرساء الفن وتعزيزه في المجتمع من خلال تقديم أشكال متنوعة من الفنون في الأماكن العامة لإلهام المواهب الفنية في دولة قطر، وإقامة ترابط طبيعي بين الفن والمجتمع.

ولفت آل إسحاق إلى أن الحيز العام يحتمل تجارب فنية وأساليب في أكثر من اتجاه. فهناك تجارب فنية مقبولة لدى البعض وغير مقبولة لدى بعض آخر. تكمن أهمية ذلك- وفقاً له- في خلق مساحة للحوار، مشيرا إلى العمل الفني "كون" في مطار حمد الدولي المستوحى من الإسطرلاب، ومن الأشكال الهندسية الإسلامية لكن بطريقة تجريدية.

مجسم للفنان ليام جيليك في حديقة  متحف الفن الإسلامي ( العربي الجديد)

من ناحيته، قال الفنان البريطاني ليام جيليك، صاحب العمل الفني الجديد "مطوية مقتبسة تفاعلية" الذي دشن أخيرا في حديقة متحف الفن الإسلامي، إنه تلقى من المتحف الصور التي اشتغل عليها تقنياً حتى يخرج بمقاربة فنية جديدة، تستند إلى أن هناك شيئاً مختلفاً ينبغي دعوة الناس إليه بهدف الإسهام في تغييرهم، أو قبولهم للمتغيرات الفنية.

يذكر أن عمل جيليك في حديقة متحف الفن الإسلامي مكون من عشر قطع فنية غير منتظمة الشكل، كل واحدة منها مسطحة ومطوية بشكل متعرج، تعكس صوراً مستوحاة من الأعمال الموجودة في متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني، من بينها رسوم عراقية ترجع للقرن الثاني عشر الميلادي، ودروع تركية تعود للفترة الزمنية 1475-1525، وأخرى تعكس فن التصوير الإيراني من أوائل القرن التاسع عشر.

جانب من الجلسة في مقر مطافئ (العربي الجديد)

أما الفنان الهندي وشودباتا سنجوبتا، عضو "مجموعة رقص ميديا" الهندية، فتناول تأثير أعمال الفن العام في استلهام الثقافات المحلية وكذلك العالمية، مستعرضاً نماذج أعمال فنية عامة مثل كوريشن بارك في مدينة مومباي الهندية وسجادة فنية في أحد المتاحف الكندية.

وتطرق سنجوبتا إلى معرض "تبقى عوالِم أخرى" في الدوحة، والذي يحتفي بطاقة المدينة الحافلة بالأضواء، حيث ترمز تلك الطاقة إلى هذه الحاضِرة العالمية في تطورها المستمر وشبكات الناس، والمواد الخام المتنوعة.

تطرق سنجوبتا كذلك إلى عرض عمل "دوحاتٌ للدوحة" على "برج الدوحة" الذي انطلق في 20 مارس/ آذار الجاري حتى الثالث من إبريل/ نيسان المقبل في إطار الحوار القائم بين مجموعة رقص ميديا والدوحة.


ووفقاً له، إن هذه الأعمال تعيد معالجة مفهوم التطور الإنساني والموارد الطبيعية المتوافرة، مع الأخذ في الاعتبار الحركات التاريخية والمعاصِرة للشعوب وكذلك التغيرات الحاصلة في الطبيعة.

دلالات
المساهمون