فجّر رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، اليوم الإثنين، قنبلة سياسية، بإعلانه تأييده ترشيح خصمه الأول، حليف حزب الله، النائب ميشال عون، لرئاسة الجمهورية.
وسبق لـ"العربي الجديد" أن نشر، في التاسع من الشهر الحالي، أجواء الاتصالات القائمة بين جعجع وعون والهادفة إلى اتخاذ هذا القرار، بانتظار إنجاز التفاهم السياسي بين الطرفين وترشيح جعجع لعون.
ويشكّل هذا الخيار الثنائي صدمة كبيرة على المستوى اللبناني، على أصعدة عدة، ولاعتبارات كثيرة، أبرزها أن الرجلين خاضا حروباً دامية ضد بعضهما البعض، أودت بحياة الآلاف في لبنان زمن الحرب الأهلية (1975 - 1990).
من شأن وقوف عون وجعجع جنباً إلى جنب على المستوى السياسي العام، أن يكسر، بما لا يقبل الشكّ، الانقسام العامودي الحاد بين معسكري 8 آذار (بقيادة حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وسائر حلفاء النظام السوري) و14 آذار (بزعامة رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري).
يأتي هذا التفاهم الجديد ليعلن قيام معسكر ثالث، على الأقل على مستوى الملفات المحلية، ما من شأنه إعادة خلط أوراق الاصطفافات والتحالفات القائمة منذ مرحلة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005 وما تلاه من أحداث داخلية وإقليمية، وصولاً إلى مشهد الثورات العربية الذي كان أيضاً محطّ انقسام لبناني. كما يأتي تقارب جعجع وعون، على ما يقوله بعض المتابعين، "على جثة التفاهم الذي تم بين الحريري وحليف حزب الله والنظام السوري وعضو كتلة عون، النائب سليمان فرنجية، وترشيح الأخير للرئاسة".
وقد ترك هذا التفاهم جرحاً كبيراً لدى عون وجعجع على حدّ سواء.
شعر كل منهما أولاً، بأن حليفه قد تخلى عنه وثانياً بأنه سيتم ملء موقع الرئاسة (الشاغر منذ مايو/أيار 2014) بعنصر ثالث لا يمثّل سياسياً وشعبياً ما يمثلانه. فمقارنةً بعون وجعجع، يبقى وزن فرنجية ضئيلاً (3 نواب مقابل 19 لعون و8 لجعجع)، وحضوره السياسي الجدي محصور بقضاءين جغرافيين في شمال لبنان، بينما القوات اللبنانية والتيار الوطني،(الإطار التنظيمي الذي أسسه عون ومنح رئاسته لصهره الوزير جبران باسيل قبل أشهر)، موجودان وممثلان على طول الوطن وعرضه وحيث التواجد المسيحي.
لذلك، جاء التقارب العوني ـ القواتي لصدّ التفاهم بين الحريري وفرنجية بالدرجة الأولى، وتكريس وحدة مسيحية أساسية بالدرجة الثانية، وذلك انسجاماً مع كل خطاب القوى المسيحية المندّد منذ بدء تطبيق اتفاق الطائف (1990) بـ"استعادة حقوق المسيحيين" ودورهم في الجمهورية الثانية. فالرسالة الأبرز من إعلان جعجع تأييده ترشيح عون للرئاسة تقول إنّ الطريق إلى الموقع المسيحي الأول (أي رئاسة الجمهورية) يمرّ من معراب (مقرّ إقامة جعجع، شرقي بيروت) وبوجود عون وموافقته.
بالنسبة إلى فريق عون، الرسالة تقول إنّ لا أحد على طريق القصر الجمهوري في بعبدا (شرقي بيروت) سوى عون نفسه. يبقى الأهم قياس مدى جدية هذا التفاهم المسيحي وتبعاته السياسية على مستوى المواقف المفترضة من الملفات الداخلية والخارجية، على اعتبار أنه يفترض أن يلزم هذا التفاهم الطرفين بتعديلات على مستوى خياراتهما السياسية. تعديلات ستطاول موقف جعجع من حليف عون الأول، حزب الله، وماذا سيكون موقف عون من سلاح حزب الله؟ خصوصاً أنّ التواصل بين الطرفين المسيحيين بدأ منذ عام وتكرّس بفعل ورقة سياسية حملت عنوان "إعلان النوايا" (يونيو/ حزيران 2015) وتخللها التأكيد على دعم الدولة ومؤسساتها على المستويات كافة.
يأتي دعم جعجع لعون على الرغم من أنّ حظوظ الأخير بالوصول إلى الرئاسة غير مكتملة وغير مضمونة، على اعتبار أنّ مواقف الكتل الكبرى الأخرى تتراوح بين الرفض القاطع (كتلة المستقبل) والمعارضة المبدئية (كتلة بري وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط).
كل ذلك مع العلم بأن هذا التفاهم سيزيد تمسّك الحريري بفرنجية، فتنفتح أبواب المعركة الرئاسية بمرشحين من فريق 8 آذار، وهو ما يكرّس خسارة 14 آذار التي أصبح أقطابها يقودون استحقاق الرئاسة باسمين من الخصم السياسي.
في المقابل، من المفترض أن يضع تفاهم عون وجعجع، "حزب الله" في موقع المحرج، لكون الإشارات المستمرة عن الحزب تدلّ على أنه غير راغب في ملء الشغور الرئاسي قبل الانتهاء من ملفات إقليمية عالقة. كما أنّ الخطاب السياسي لحزب الله لا يزال يصنّف جعجع في موقع "أصدقاء إسرائيل" و"حليف السعودية".
اقرأ أيضاً:لبنان: جعجع يعلن ترشيح عون للرئاسة
وسبق لـ"العربي الجديد" أن نشر، في التاسع من الشهر الحالي، أجواء الاتصالات القائمة بين جعجع وعون والهادفة إلى اتخاذ هذا القرار، بانتظار إنجاز التفاهم السياسي بين الطرفين وترشيح جعجع لعون.
ويشكّل هذا الخيار الثنائي صدمة كبيرة على المستوى اللبناني، على أصعدة عدة، ولاعتبارات كثيرة، أبرزها أن الرجلين خاضا حروباً دامية ضد بعضهما البعض، أودت بحياة الآلاف في لبنان زمن الحرب الأهلية (1975 - 1990).
من شأن وقوف عون وجعجع جنباً إلى جنب على المستوى السياسي العام، أن يكسر، بما لا يقبل الشكّ، الانقسام العامودي الحاد بين معسكري 8 آذار (بقيادة حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وسائر حلفاء النظام السوري) و14 آذار (بزعامة رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري).
يأتي هذا التفاهم الجديد ليعلن قيام معسكر ثالث، على الأقل على مستوى الملفات المحلية، ما من شأنه إعادة خلط أوراق الاصطفافات والتحالفات القائمة منذ مرحلة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005 وما تلاه من أحداث داخلية وإقليمية، وصولاً إلى مشهد الثورات العربية الذي كان أيضاً محطّ انقسام لبناني. كما يأتي تقارب جعجع وعون، على ما يقوله بعض المتابعين، "على جثة التفاهم الذي تم بين الحريري وحليف حزب الله والنظام السوري وعضو كتلة عون، النائب سليمان فرنجية، وترشيح الأخير للرئاسة".
وقد ترك هذا التفاهم جرحاً كبيراً لدى عون وجعجع على حدّ سواء.
شعر كل منهما أولاً، بأن حليفه قد تخلى عنه وثانياً بأنه سيتم ملء موقع الرئاسة (الشاغر منذ مايو/أيار 2014) بعنصر ثالث لا يمثّل سياسياً وشعبياً ما يمثلانه. فمقارنةً بعون وجعجع، يبقى وزن فرنجية ضئيلاً (3 نواب مقابل 19 لعون و8 لجعجع)، وحضوره السياسي الجدي محصور بقضاءين جغرافيين في شمال لبنان، بينما القوات اللبنانية والتيار الوطني،(الإطار التنظيمي الذي أسسه عون ومنح رئاسته لصهره الوزير جبران باسيل قبل أشهر)، موجودان وممثلان على طول الوطن وعرضه وحيث التواجد المسيحي.
لذلك، جاء التقارب العوني ـ القواتي لصدّ التفاهم بين الحريري وفرنجية بالدرجة الأولى، وتكريس وحدة مسيحية أساسية بالدرجة الثانية، وذلك انسجاماً مع كل خطاب القوى المسيحية المندّد منذ بدء تطبيق اتفاق الطائف (1990) بـ"استعادة حقوق المسيحيين" ودورهم في الجمهورية الثانية. فالرسالة الأبرز من إعلان جعجع تأييده ترشيح عون للرئاسة تقول إنّ الطريق إلى الموقع المسيحي الأول (أي رئاسة الجمهورية) يمرّ من معراب (مقرّ إقامة جعجع، شرقي بيروت) وبوجود عون وموافقته.
بالنسبة إلى فريق عون، الرسالة تقول إنّ لا أحد على طريق القصر الجمهوري في بعبدا (شرقي بيروت) سوى عون نفسه. يبقى الأهم قياس مدى جدية هذا التفاهم المسيحي وتبعاته السياسية على مستوى المواقف المفترضة من الملفات الداخلية والخارجية، على اعتبار أنه يفترض أن يلزم هذا التفاهم الطرفين بتعديلات على مستوى خياراتهما السياسية. تعديلات ستطاول موقف جعجع من حليف عون الأول، حزب الله، وماذا سيكون موقف عون من سلاح حزب الله؟ خصوصاً أنّ التواصل بين الطرفين المسيحيين بدأ منذ عام وتكرّس بفعل ورقة سياسية حملت عنوان "إعلان النوايا" (يونيو/ حزيران 2015) وتخللها التأكيد على دعم الدولة ومؤسساتها على المستويات كافة.
يأتي دعم جعجع لعون على الرغم من أنّ حظوظ الأخير بالوصول إلى الرئاسة غير مكتملة وغير مضمونة، على اعتبار أنّ مواقف الكتل الكبرى الأخرى تتراوح بين الرفض القاطع (كتلة المستقبل) والمعارضة المبدئية (كتلة بري وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط).
كل ذلك مع العلم بأن هذا التفاهم سيزيد تمسّك الحريري بفرنجية، فتنفتح أبواب المعركة الرئاسية بمرشحين من فريق 8 آذار، وهو ما يكرّس خسارة 14 آذار التي أصبح أقطابها يقودون استحقاق الرئاسة باسمين من الخصم السياسي.
في المقابل، من المفترض أن يضع تفاهم عون وجعجع، "حزب الله" في موقع المحرج، لكون الإشارات المستمرة عن الحزب تدلّ على أنه غير راغب في ملء الشغور الرئاسي قبل الانتهاء من ملفات إقليمية عالقة. كما أنّ الخطاب السياسي لحزب الله لا يزال يصنّف جعجع في موقع "أصدقاء إسرائيل" و"حليف السعودية".
اقرأ أيضاً:لبنان: جعجع يعلن ترشيح عون للرئاسة