موقعها المتميز في حضن نهر النيل، والممتلئة بالثراء الطبيعي، دفع أهلها لاستغلال مكانتها والعمل على المنتجات السياحية، سواء ببيعها في الجزيرة للسياح الزائرين لها، أو في الأسواق السياحية العامة في أسوان.
يقول الستيني عبد الملك عبد العزيز موسى، وهو من أهالي الجزيرة، إن سبب تسميتها يعود إلى الملك هيس، وهو أحد أبرز ملوك الأسرة السابعة، أيام العهد الفرعوني في مصر، وتقطنها الآن نحو ثماني قبائل يعيش أهلها حياة تكاد تكون بدائية، لكنها تتميز بروعة وجمال المكان.
ويقبل السياح المصريون أو الأجانب على زيارة الجزيرة، وفقا لعبد الملك، لمشاهدة النجوع النوبية القديمة التي يحكمها قانون العرف والعيب، وكذلك لرؤية النقوش الفرعونية المتناثرة على جانبي مدخل الجزيرة، لأنها في الماضي كانت بمثابة مدافن للكهنة والكاهنات الذين كانوا يعملون في جزيرتي هيسا وفيلة القريبة منها.
وعند السير في شوارع الجزيرة غير المستوية، تجد بيوتا مزينة من الخارج برسوم مختلفة، وتجمع في عمارتها بين النماذج الفرعونية والإسلامية. ويشير عبد الملك إلى أن الجزيرة تشتهر بصناعات عدة لا سيما الفخار والإكسسوارات النوبية من الخرز الملون وتطعيمها بنباتات وحيوانات وطيور من البيئة المحيطة.
يقول نوري السيد، وهو من أهالي الجزيرة والذي يعمل مصورا فوتوغرافيا، إن جزيرة هيسا كنز لا يستهان به من حيث الموروث الثقافي والتاريخي والسياحي.
ويضيف السيد أنه رغم بعدها الجغرافي إلا أن السياح يحرصون على زيارتها لجمال طبيعتها، ويستقبلهم الأهالي في بيوتهم للحديث حول ثقافتهم وكيف يعيشون، لذا نشأت هنا ما تسمى سياحة المبيت ويستمتع زوارها بين أحضان الجبال والتراث الفرعوني. ويؤكد السيد أن أهالي الجزيرة لم يتم تهجيرهم منها مثل القرى الأخرى.
وتعد مهنة الصيد وتأجير المراكب للأجانب والضيوف من المهن الأساسية، كما يقول رجب سمير، وهو من أهالي الجزيرة، والذي لديه مركب لنقل الأهالي والزوار من الجزيرة إلى الجزر الأخرى بمقابل مادي، بالإضافة إلى قطع الأثاث الشهيرة بالنوبة، كالصندوق الخشبي المطرز الذي يتوارث أبا عن جد ويتم طرحه في الأسواق الأسوانية للبيع للسياح.