وتقدم هذه الجزيرة الخلابة، باقة من الرفاهية والترفيه لا مثيل لها، فتاريخياً، كانت جزيرة سانت كيتس ونيفيس من بين الجزر الأولى في منطقة البحر الكاريبي التي استوطنها الأوروبيون منذ القرن الخامس عشر، وما لبثت أن أصبحت من المستعمرات التابعة للتاج البريطاني، ولذا يلاحظ الزائر أن الطابع الأوروبي والإنكليزي طاغ بشكل فريد على قلب هذه الجزيرة.
تجذب سانت كيتس ونيفيس ملايين السياح سنوياً، وهي وجهة مناسبة لجميع أفراد الأسرة، كما أنها من أهم المواقع السياحية لقضاء شهر العسل. لذا ما رأيكم بحزم الحقائب والتوجه إلى مكان لا يخلو من الراحة، والترفيه.
اكتشاف المدينة
تأسر العاصمة باسيتير بتاريخها العريق وهندستها المعمارية الزوار من كافة دول العالم. تأسست عام 1625 كأول مدينة فرنسية في منطقة الكاريبي.
يجول السائح في ساحة الاستقلال والتي تعرف باسم ساحة بال موال، كانت مركزاً لبيع العبيد بالمزادات العلنية، وما زالت الأثار التاريخية شاهدة على تلك المرحلة، ومن أبرزها قلعة بريمستون هيل التي شيدها العبيد.
بجانب ميدان الاستقلال، يجول السائح في الشوارع النابضة بالحياة، حيث مراكز التسوق الفاخرة، والأسواق التقليدية.
وفي الجانب الأخر من ميدان الاستقلال، تطل كاتدرائية باسيتير المبنية من الحجر الرملي، وهي أيضاً مقصد هام للسياح. كما يقصد السياح أيضاً متحف العاصمة الذي يضم مئات القطع الفنية النادرة التي تعود إلى القرون الوسطى. وقبل مغادرة العاصمة، لا تفوتوا فرصة التقاط الصور التذكارية بجانب الساعة القديمة المبنية على الطراز الفيكتوري.
رحلة لا تنسى
لاكتشاف جمال جزيرة سانت كيتس ونيفيس، لا بد للزائر من القيام برحلة عبر القطار المكشوف. لماذا؟ ببساطة لأن هذه الرحلة، تتيح له اكتشاف جميع معالم الجزيرة بأقل من 3 ساعات.
يستمتع الزائر خلال الرحلة، بالمناظر الطبيعية الخلابة، من جبال ووديان. كذا، يتعرف على القرى، والغابات المحيطة بالجزيرة.
أضف إلى ذلك أن هذه الرحلة تتيح للسائح الوصول إلى المواقع التاريخية الشهيرة التي يصعب الوصول إليها بأي وسيلة نقل، ومن أبرزها طواحين الهواء والمداخن التي تعود إلى أكثر من 350 عاماً.
أما داخل القطار، فقصة أخرى تنتظركم. الأجواء الترفيهية والتسلية بأنتظاركم. إذ تشمل الرحلة التي يقوم بها السائح الاستمتاع بالأجواء الموسيقية، حيث تحييها الفرق الفنية الشعبية داخل مقصورة القطار، لتضيف الكثير من البهجة والسرور إلى قلوب السياح.
ميناء زانتا الشهير
يعتبر ميناء زانتا من أهم الاماكن السياحية في سانت كيتس ونيفيس. كذلك هو من أشهر الموانى البحرية في منطقة الكاريبي. هناك يمكن للسائح الاستفادة من النشاطات الترفيهية، ومن أبرزها القيام برحلة بحرية على متن أحد القوارب، والاستمتاع بمشاهدة الجبال المحيطة بالجزيرة.
عادة ما يقصد السياح الميناء لتناول السمك المشوي، حيث تنتشر المطاعم العالمية التي تقدم أشهر المأكولات. في فترة المساء، تقام الكثير من المهرجانات الفنية والغنائية، وهي فرصة مناسبة للتعرف على عادات وتقاليد الشعب. ومن أبرز المهرجانات الفنية، مهرجان سانت كيتس الموسيقي، ومهرجان كلتوراما، الذي يحظى بشعبية واسعة.
لا تنتهي الرحلة دون المرور بالحديقة النباتية في منطقة الكاريبي، حيث تغطي الحديقة مساحة كبيرة من الجزيرة.
تحتوي على ملايين الأشجار الاستوائية، والنباتات والزهور المتسلقة. كذلك تحتوي على ملايين القطع الأثرية الفنية من حول العالم، ومن أبرزها، تمثال غانيش الهندي، وغيرها من التماثيل الفرنسية والبريطانية.
المرح واللهو
لا تكتمل الزيارة دون الاستمتاع بالأشعة الشمسية، وقضاء أوقات رائعة في جو هادئ خاصة على جزيرة نيفيس. والتي تحتوي واحداً من أجمل الشواطئ في العالم.
تبعد نيفيس نحو 10 دقائق عن جزيرة سانت كيتس. وللوصول إليها، لا بد من ركوب المراكب الشراعية، إذ لا توجد أي وسيلة نقل أخرى. يمكن للسائح ممارسة الرياضات الصيفية كالسباحة، والغوص في أعماق البحار، إضافة إلى القيام بالكثير من النشاطات الترفيهية، كركوب الأمواج.
وبعيداً البحر. ما رأيكم بتسلق "قمة نيفيس"؟ وهي عبارة عن بركان مخروطي تمكن رؤيته من أي مكان في الجزيرة. يقصدها السياح برفقة دليل سياحي، لتجنب المسارات الوعرة، وغالباً ما يستغرق الأمر نحو 3 ساعات للوصول إلى قمة البركان. تكشف قمة البركان على كافة منطقة الكاريبي، حيث توفر رؤية بانورامية للجزر المجاورة.
الوجه الاخر
جزر سانت كيتس ونيفيس هما من أقدم المستعمرات في الكاريبي. أصبحت سانت كيتس أول مستعمرة بريطانية في منطقة البحر الكاريبي في عام 1624 ومن ثم أصبحت أول مستعمرة فرنسية في عام 1625 عندما قررت الدولتان تقاسم الجزيرة.
يطغى على الجزيرة مزيج من الطابع الفرنسي والانكليزي، ويساعد هذه المزيج في تنويع الثقافات الجاذبة للسياح.
يقوم اقتصاد هذه الجزيرة على السياحة والتجارة، حيث يوفر هذان القطاعان عائدات مالية ضخمة، إضافة إلى القطاع الزراعي، إذ يعمل ما يقارب 30% من السكان في الزراعة.
يعتمد اقتصاد سانت كيتس ونيفيس على قصب السكر، حيث كان السلعة الأكثر تصديراً، لكن انخفاض الطلب عالمياً على هذه السلعة، ساهم في تخفيض نسبة الأراضي المزروعة، والاعتماد بشكل أكبر على السياحة.
بدأت السلطات في السنوات الماضية العمل على تشجيع المستثمرين عن طريق ضخ الأموال في شرايين الاقتصاد مقابل الحصول على الجنسية.
وبات برنامج الجنسية من خلال الاستثمار يعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى الجزيرة، ويساعد الحصول على جواز السفر في الدخول لأكثر من 100 دولة دون الحصول على تأشيرة مسبقة، لذا فإن كنت من أصحاب رؤوس الأموال، وتملك نحو 100 الف دولار تقريباً، ما رأيك بالتقدم للحصول على جواز السفر؟
أما بالنسبة لتكاليف الإقامة في هذه الجزيرة الخلابة، فهي تتفاوت من سائح إلى أخر، بالمجمل، فإن تكاليف الإقامة في المنتجعات السياحية تبدأ من 120 دولاراً وترتفع إلى نحو 300 دولار، وفق موقع "بوكينغ.كوم" المختص بحجز الفنادق، أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام والشراب، فتشير الأرقام الصادرة عن مؤشر Numbeo للأرقام، إلى أن أسعار الوجبات في المطاعم تتراوح بين 20 و40 دولاراً.