جزائريون لنواب الشعب: تحسين ظروف المعيشة واجبكم

04 مايو 2017
انقسم الجزائريون بين مشارك ومقاطع للانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -
تبدو شوارع العاصمة الجزائرية خاوية. إنه يوم عطلة مدفوعة الأجر، كما أعلنت مديرية الوظيفة العمومية، بمناسبة الانتخابات التشريعية التي انطلقت صباح اليوم الخميس، بمختلف ولايات الجزائر، لانتخاب نواب الغرفة السفلى في البرلمان.

انتهز كثيرون الفرصة للعودة إلى مسقط رأسهم لأداء واجبهم الانتخابي، كما قال نورالدين سعدان، لـ"العربي الجديد"، الذي رجع من مكان عمله في شركة للبترول جنوب الجزائر، إلى حي بلكور في قلب العاصمة، ليصوت لمن سيمثله في البرلمان، مع أمله في أن تكون الانتخابات نزيهة.

وأكد سعدان أنه تجاهل دعاة المقاطعة، "كلٌ له قراره مادامت هناك حرية تعبير يكفلها الدستور. قررت هذه المرة أن أدلي بصوتي وأختار الشخص المناسب".

كثيرون فضّلوا مقاطعة العملية الانتخابية، منهم من يرى أن الانتخابات "شكلية" وأن خطابات المرشحين "فارغة وجوفاء"، حسب قول وليد (24 سنة) لـ"العربي الجديد"، والذي أضاف أن "الانتخابات محسومة، وليس فيها مشروع خاص بالشباب".

في أعالي بوزريعة غربي العاصمة الجزائرية، وضعت إحدى العائلات الراية الوطنية في نافذة بيتها. عائلة علي بن سالمي، تنتظر "الفرج"، ووضع الراية الجزائرية دليل على حب الوطن الذي ضحى من أجله مليون ونصف المليون شهيد، فيما لازالت هذه الأسرة تنتظر الحصول على شقة منذ أكثر من ربع قرن، حسب قول رب العائلة.

ويضيف بن سالمي، أنه توجه إلى مركز الاقتراع في أحد المدارس الابتدائية للإدلاء بصوته هو وزوجته وابنه البكر، متمنيا أن تجد أصواتهم آذانا صاغية، حيث سئم الوعود الانتخابية المتكررة لسنوات، "في كل مناسبة يقال لنا ستحصلون على سكن بلا جدوى".


عند الساعة العاشرة والنصف بتوقيت الجزائر المحلي، بدت حركة السير على غير العادة في أيام الخميس، كثيرون أغلقوا محلاتهم، فيما فتح حسين نوري، الحلاق بحي الشهيد العربي بن مهيدي، في قلب العاصمة. قبل أن نبادره بسؤال: هل أدليت بصوتك؟ فاجأنا بالرد: وهل أملك حقي لأمنحهم صوتي؟ وهل يستحقون ذلك؟

فتح نوري محله منذ الساعة السادسة والنصف صباحا كالعادة، فله زبائن كثر يستقبلهم بابتسامته المعهودة، ويدبّ المكان بالحديث عن الانتخابات والمرشحين، وكل يدلي بدلوه، لتنقسم الآراء بين مقاطع ومصوّت، إضافة إلى ركن الصمت.


في بعض شوارع العاصمة، انتشرت وحدات الأمن بالقرب من مراكز الاقتراع، للحفاظ على حسن سير العملية الانتخابية وضمان الأمن. فيما قرر عبد السلام طافر، وهو عامل نظافة، أن يقوم بواجبه الانتخابي قبل أن يباشر عمله في تنظيف الشوارع الضيقة بحي "ديار البابور"، بالقرب من وزارة الصحة الجزائرية، قائلا لـ"العربي الجديد"، إنه ينتظر اليوم الذي تتحسن أجرته وظروفه الاجتماعية في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.