جامعات ألمانية تغلق مصليات وأخرى تتيحها بشروط

12 مارس 2016
جامعة برلين التقنية أغلقت قاعات الصلاة (GETTY)
+ الخط -


تحت عنوان الحياد الديني، أقدمت جامعات ألمانية على إغلاق مصليات وغرف يستخدمها الطلبة المسلمون للصلاة، في حين اعتبر مراقبون أن الخطوة تأتي في وقت غير مناسب مع تصاعد حدة الخطاب اليميني المتطرف ضد المسلمين عموماً في البلاد والمهاجرين وطالبي اللجوء على وجه الخصوص.

عندما تولى كريستيان تومسون رئاسة جامعة برلين التقنية في عام 2014 عزم على تطبيق مبدأ الحياد الديني، فما كان منه إلا أن قرر إغلاق قاعتي الصلاة التي يشغلها الطلاب المسلمون في الجامعة، الأولى هي صالة ألعاب رياضية يؤدون فيها صلاة الجمعة، وصالة تسمى "قاعة الهدوء" للصلوات اليومية.

لكن رئيس الجامعة أوضح لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن الوقت غير مناسب لمثل تلك القرارات اليوم.

قرار إغلاق القاعة الأولى الذي اتخذ نهاية عام 2014، جرى تأجيل تنفيذه مرة واحدة. وسجلت حركة بيغيدا المناهضة للمسلمين أول نجاحاتها في جامعة برلين التقنية عند تفعيل القرار الإداري. أما القرار الثاني الذي تزامن مع النقاشات المحتدمة بخصوص أزمة اللاجئين، تم إرجاؤه إلى صيف 2015، وجاء تنفيذه يوم الاثنين الماضي.

وأشارت إدارة الجامعة إلى أن هناك جوامع كافية في محيط الجامعة يمكن للطلاب أن يؤدوا صلواتهم فيها.

اقرأ أيضاً: الأوروبيون: "صدام حضاري"

وأوضحت "ليبراسيون" أن الطلبة المعنيين بالقرار لم يقفوا مكتوفي الأيدي، وإنما جمعوا مئات التواقيع في عريضة تحتج على إغلاق المصليات. وأشار أحد الطلاب ويدعى عمر إلى "المشكلة بأننا لا نعرف العدد الفعلي للطلاب المسلمين في الجامعة، وقد لا يكون أمامنا سوى خيار إحصاء عدد سجادات الصلاة الموجودة تحت الأدراج أو بين رفوف المكتبة".

ويبدو أن قرار جامعة برلين التقنية لم يكن وحيداً، فقد اتبعت جامعات أخرى المسار ذاته في السنوات الأخيرة. فجامعة دورتموند أغلقت غرفة الصلاة التي تفصل الجزء الخاص بالفتيات عن ذلك المخصص للرجال بستارة، ما اعتبرته الإدارة سلوكاً يتعارض مع مبدأ المساواة بين الجنسين، على الرغم من شكاوى رفعتها فتيات تتعلق بمسألة فرض الحجاب أمام زملائهن الذكور.

وفي جامعة إيسن شكا طلاب غير مسلمين من منعهم من استخدام المصعد والمراحيض في أحد مباني الجامعة في موعد الصلاة أيام الجمعة. والقاعة التي كانت مخصصة للصلاة في المبنى T04 أغلقت الشرطة الألمانية مركز العبادة فيها عام 2012، وأوضحت إدارة الجامعة للصحيفة الفرنسية أن "السلفي سامي .أ أحد الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن كان يريد تحويل المكان إلى نقطة تجمع ولقاء، لكن التجربة فشلت".

مقابل إغلاق المصليات في عدد من الجامعات، يفضل بعضها أن يتخذ المصلون زاوية هادئة، تفصلهم ستارة، بدلاً من غرف عازلة ومغلقة لا تمكن السيطرة عليها.

أما جامعة كولونيا فقد فتحت قاعة للصلاة في يونيو/حزيران الماضي، وأكدت الإدارة أنها قاعة متاحة لكل الأديان.

اقرأ أيضاً: ألمان يخشون على قيمهم من اللاجئين
دلالات
المساهمون