ثوار فلسطين والعالم في لوحة فنيّة بغزّة

17 ديسمبر 2014
ثوار فلسطين والعالم في لوحة فنيّة بغزّة (العربي الجديد)
+ الخط -

تنفّست الفنانة التشكيلية الفلسطينية خلود الدسوقي الصعداء بعد أن انتهت من رسم لوحتها الأضخم في حياتها، والتي بلغت مساحتها 3 أمتار، بطول 175 سنتم، جسّدت خلالها أبرز الرموز الوطنية العربية والعالمية التي جمعتها خريطة الوطن العربي.

وكانت صور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إلى جوار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وغاندي، ونيلسون مانديلا، والشيخ عمر المختار، والثوري تشي جيفارا، إلى جانب بعضها في اللوحة التي رسمتها الدسوقي باستخدام الفحم النباتي، إلى جانب المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، والشيخ عز الدين القسام، والقائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.

وكانت اللوحة الفنية مشروع تخرّج الفنانة التشكيلية خلود الدسوقي من جامعة الأقصى بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وقد لفت ما رسمته الفتاة العشرينية انتباه عدد كبير من الحضور، الذين أبدوا إعجابهم باللوحة التي اختصرت أزمنة وثقافات ومراحل مختلفة من حياة الرموز الكبيرة التي تناولتها ريشتها، وقد جلسوا جميعاً على طاولة مزيّنة بالخريطة والبنادق.

ولم تمنع ضخامة اللوحة الفنية، التي أطلقت عليها الدسوقي اسم "ثورة حتى النصر"، من إيصال فكرتها التي عبّرت عنها من خلال ذلك النموذج الفريد والصعب، وجسّدتها بدقة مُزجت بذكريات الشخصيات المناضلة والثورية والمؤثرة على مستوى العالم.

مساندة عائلة الدسوقي لها، الى جانب زوجها وأساتذتها وزملائها، ساهمت بنجاح لوحتها التي تناولت نضال الشعب الفلسطيني والشعوب التي قاومت الحصار والاستعمار، وحصولها على الامتياز في مشروعها الذي لاقى الكثير من الدعم والإشادة.

وتوضح الفنانة الدسوقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ حلمها سيكتمل حين تصل رسالة كل مَن خط بقلمه وريشته وكلماته الى كل أحرار العالم، وتشير إلى أنّ "شعبنا ما زال يضحي ويكافح من أجل انتزاع حقوقه المشروعة، ومناضليه يحاولون أن يحافظوا على القضية من الاندثار".

وتقول الدسوقي: "استمر العمل في اللوحة قرابة أربعين يوماً بشكل متقطع بسبب العدوان والأحداث التي شهدها القطاع، وتناولت فيها الشخصيات الثورية حول العالم، والتي أعتبرها قدوتي، لأن رسالة تلك الشخصيات كانت موحّدة نحو محاربة الظلم وطرد الاحتلال والاستعمار وإحلال الديمقراطية".

وتضيف أنّ لوحتها الكبيرة مقتبسة من لوحة الفنان العالمي دافينشي "العشاء الأخير"، لكنها استبدلت فيها الفلاسفة بالثوار الجالسين على طاولة وضعت عليها خريطة العالم وأبرزت فيها خريطة فلسطين، التي يجمع عليها ثوار لوحة ثورة حتى النصر.

وعن الشخصية الملثّمة، التي لم تظهر ملامحها في اللوحة، تقول الفنانة الدسوقي: "هذا الشخص مجهول، ربما يكون شاباً أو فتاة، ويعبّر عن المستقبل المجهول، وأن الثورة مستمرة وستحمل في طياتها المفاجآت حتى يتم تحقيق النصر على الاحتلال".

وتأمل الدسوقي، التي شاركت في عدد من المعارض التي ناقشت مختلف القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني، إيصال رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني غنيّ بالمواهب القادرة على إيصال الرسالة رغم المعيقات كافة، وقالت: "علينا جميعاً أن نعمل من أجل إبراز ذلك الوجه الفلسطيني الجميل".

دلالات
المساهمون