ثالث أبرز أسباب الموت

17 سبتمبر 2014
400 ألف أميركي يموتون سنوياً بأخطاء طبية (Getty)
+ الخط -
أمراض القلب، ومن بعدها السرطان، أبرز سببين للموت. لكن ماذا عن ثالثها؟ وهل هو معروف كفاية؟

يؤكد الكاتب بيتر إيدلشتين، في تقرير له في موقع "سايكولوجي توداي"، إنّ الأخطاء الطبية، التي يمكن تداركها، هي ثالث تلك الأسباب.

ويقدم التقرير إحصائية من الولايات المتحدة، تؤكد خطورة تلك الأخطاء، التي تقتل 400 ألف أميركي سنوياً، وتصيب الملايين.

ويتحدث عن دراسة جديدة، تكشف أنّ واحداً من بين كلّ خمسة أشخاص يزورون الطبيب، هو ضحية مؤكدة لتشخيص خاطئ. مما يعني أنّ 12 مليون أميركي يتعرضون لمثل هذا الخطأ سنوياً. والأسوأ من ذلك، أنّ لنصف هذه الأخطاء، عواقب خطيرة، كما هو الحال في التشخيص الخاطئ لمرض السرطان مثلاً.

مثل هذه الأخطاء، يحمّلها التقرير للطاقم الطبي بالدرجة الأولى. ويذكر أنّ على الأطباء والممرضين، أن يحصّلوا بشكل مستمر، المعرفة الطبية المتقدمة، ليتداركوا أخطاءهم التي تكلف أشخاصاً كثراً حياتهم.

أما بالنسبة للمرضى، فيطلب منهم التحدث إلى الطواقم الطبية، وتنبيههم، عندما يشكّون في خطأ ما ارتكبوه. ويعطي مثالاً عن سيدة أجريت لها عملية جراحية في الركبة. وخلال إقامتها في المستشفى، بعد الجراحة، جاء الطبيب المعالج إلى غرفتها، ولم يغسل يديه. عرفت السيدة أنّ من واجبها تنبيهه، لكنّها خجلت، ولم تفعل. عاين الطبيب ركبتها، ولمس جرحها من أجل تقييم وضعه. وفي فعلته هذه، نقل إليها بكتيريا خطيرة جداً، من مريض آخر كان قد عاينه. وبذلك امتدت إقامتها في المستشفى لأسبوعين إضافيين، تناولت خلالهما المزيد من المضادات الحيوية.

ويؤكد التقرير أنّ الأطباء القديرين لا يشعرون بالإهانة، إذا كان مريضهم يهتم بصحته، ويعتبر نفسه المسؤول الأول عنها. ففي الحالات التي يشكّ فيها المريض بما هو أخطر من التشخيص الذي توصل إليه الطبيب، يمكنه أن يثير هذه الشكوك أمامه. عندها سيتجاوب الطبيب ويطلب فحوصات إضافية، للتأكد تماماً حيال كلّ الشكوك.

في المقابل، يشير التقرير إلى أنّ الأضرار لا تقتصر على الطواقم الطبية فقط، بل تمتد إلى المرضى أنفسهم. ويعطي مثالاً عن ذلك في حالة الأشخاص الذين يعانون إصابات مزمنة وخطيرة. فيقول إنّ ثلاثين في المائة منهم لا يتبعون التعليمات المطلوبة في تناول عقاقيرهم. وهناك العديد من الأسباب لذلك، منها أنّ المرض قد لا يسبب عوارض للمريض، فيتساهل في الالتزام بالدواء. ويختم بالقول إنّ تقليص خطورة السبب الثالث للموت، هو بين يديّ المريض. فما عليه إلاّ أن يرفع صوته ويمنع أيّاً كان من التلاعب بصحته.
المساهمون