لم يكن ثابت عبدالله البالغ من العمر ثمانية وأربعين عاماً، والمقيم في مخيم البرج الشمالي (جنوب لبنان) إسكافياً. كانَ يعملُ في مجال البناء. لكن بسبب ضيق وضع العائلة المادي، وإصابته في يده، بالإضافة إلى كثرة الطلب على مهنته، راح يُفكّر في مهنة أخرى تعينه في الحياة.
كانت الانطلاقة من بيته. صارَ يعمل على إصلاح أحذية عائلته وأحذية الجيران. يقول ثابت: "لم أعمل إسكافياً من قبل. ولم أرث هذه المهنة عن جدي أو أبي. ولم أكن أفكر أبداً في العمل في تصليح الأحذية، وخصوصاً أنني عملت طويلاً في مجال البناء داخل المخيم وخارجه". يلفت إلى أن الأحوال الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل "أجبرتني على إيجاد مهنة أخرى تساعدني لتأمين مصاريفي ومصاريف عائلتي".
يُتابع عبدالله أن ابنه يعاني من إعاقة، ولم يستطع متابعة تعليمه، أو حتى العمل للمساعدة في تأمين مصاريف العائلة. يضيف: "ابني الثاني زياد ما زال تلميذاً في المدرسة، وقد أنهى الصف التاسع الأساسي، وانتسب إلى معهد ليتخصص في مجال الكمبيوتر. أما بناتي الأربع فما زلن يتعلمن أيضاً. لهذا السبب تعلمت هذه المهنة بسرعة، وخصوصاً أنني المسؤول المباشر عن تأمين مصاريف عائلتي".
يقول عبدالله إنني "تعلمت هذه المهنة لأعيش وعائلتي حياة كريمة. لم أكن أريد أن نضطر إلى الاستدانة من الناس. أيضاً، كنتُ قد تعرضت لإصابة في يدي عام 1982 إثر المعارك والأحداث التي جرت في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). في بادئ الأمر، لم تكن إصابتي عائقاً في عملي. لكن مع مرور الوقت، لم أعد أقوى على العمل كما في السابق. ولأنني أحببت هذه المهنة، قررت أن أتعلّمها وأمتهنها، وقد وجدتها أفضل مهنة وتعلمتها بسرعة".
يتابع أنه "في حال رغب أولادي في المستقبل بالعمل فيها، سأشجّعهم، وخصوصاً أن معظم الشباب عاطلين عن العمل، علماً أن بعضهم يعملون كسائقين لسيارات الأجرة. لكن حتى هذا الأمر لم يعد ممكناً بعد القوانين التي فرضتها الدولة اللبنانية على السائقين، إذ لا يحق لهم حمل رخصة قيادة عمومية".
ويشير عبدالله إلى أنه تعلّم هذه المهنة من "رجل كبير في السن لا يسمع ولا يتكلم. كان يفتح محلاً عند زاوية الشارع، ولم يعد يعمل في هذه المهنة بسبب كبر سنه. قصدته وأخبرته أنني أحب مهنته وأرغب في تعلمها منه. بالفعل، صرت أذهب إليه كل يوم لتعلم مهنته. وبعد فترة وجيزة، تمكنت من الأمر. في وقت لاحق، اشتريت من السوق كل ما قد أحتاجه لهذه المهنة. في البداية، كنت أقوم بتصليح الأحذية في البيت، وخصوصاً أحذية عائلتي والجيران. وبعد سنة ونصف السنة، قررت فتح محلي الخاص بعدما اتخذت قراري بتطوير مهنتي. استأجرت محلاً في المخيم منذ مطلع شهر مايو/أيار الجاري. ولحسن الحظ أن المحل يقع على الشارع العام للمخيم".
يبدو عبدالله راضياً عن مهنته، ويقول إن "عملي يتحسن يوماً بعد اليوم، والزبائن يزدادون، وخصوصاً أنني الاسكافي الوحيد في المخيم. عدا عن حاجة الناس إلى تصليح أحذيتها. فكلّ شخص في المخيم يعاني من مشاكل اقتصادية، وليس باستطاعته شراء حذاء كل فترة. فعوضاً عن أن يرمي الحذاء ويشتري آخر، يأتي إليّ لأصلح حذاءه، ويوفر على نفسه شراء حذاء جديد".
يضيف: "أنوي توسيع عملي من خلال شراء ماكينات جديدة لخياطة الأحذية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكبر مبلغ يدفعه الشخص لتصليح حذائه لا يتجاوز الثلاثة آلاف ليرة لبنانية (نحو دولارين). لذلك، كان الإقبال كبيراً، وأنا راضي عن وضعي في الوقت الحالي".
يرفض عبدالله ترك اليأس يتسلل إليه. كما أنه لا يرى عيباً في عمله، وخصوصاً أنه استطاع تأمين مصاريف عائلته من خلال تعلّم مهنة جديدة، بعدما لم يعد قادراً على العمل في مجال البناء. لدى هذا الإسكافي "ماكنة" (آلة) صغيرة في دكانه الجديد، لكنه يسعى إلى شراء أُخرى جديدة تُسهّل عليه عمله، على اعتبار أن بعض الأحذية تحتاج إلى ماكنة أكبر وأحدث.
إقرأ أيضاً: مهندس يبيع الملابس البالية
كانت الانطلاقة من بيته. صارَ يعمل على إصلاح أحذية عائلته وأحذية الجيران. يقول ثابت: "لم أعمل إسكافياً من قبل. ولم أرث هذه المهنة عن جدي أو أبي. ولم أكن أفكر أبداً في العمل في تصليح الأحذية، وخصوصاً أنني عملت طويلاً في مجال البناء داخل المخيم وخارجه". يلفت إلى أن الأحوال الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل "أجبرتني على إيجاد مهنة أخرى تساعدني لتأمين مصاريفي ومصاريف عائلتي".
يُتابع عبدالله أن ابنه يعاني من إعاقة، ولم يستطع متابعة تعليمه، أو حتى العمل للمساعدة في تأمين مصاريف العائلة. يضيف: "ابني الثاني زياد ما زال تلميذاً في المدرسة، وقد أنهى الصف التاسع الأساسي، وانتسب إلى معهد ليتخصص في مجال الكمبيوتر. أما بناتي الأربع فما زلن يتعلمن أيضاً. لهذا السبب تعلمت هذه المهنة بسرعة، وخصوصاً أنني المسؤول المباشر عن تأمين مصاريف عائلتي".
يقول عبدالله إنني "تعلمت هذه المهنة لأعيش وعائلتي حياة كريمة. لم أكن أريد أن نضطر إلى الاستدانة من الناس. أيضاً، كنتُ قد تعرضت لإصابة في يدي عام 1982 إثر المعارك والأحداث التي جرت في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). في بادئ الأمر، لم تكن إصابتي عائقاً في عملي. لكن مع مرور الوقت، لم أعد أقوى على العمل كما في السابق. ولأنني أحببت هذه المهنة، قررت أن أتعلّمها وأمتهنها، وقد وجدتها أفضل مهنة وتعلمتها بسرعة".
يتابع أنه "في حال رغب أولادي في المستقبل بالعمل فيها، سأشجّعهم، وخصوصاً أن معظم الشباب عاطلين عن العمل، علماً أن بعضهم يعملون كسائقين لسيارات الأجرة. لكن حتى هذا الأمر لم يعد ممكناً بعد القوانين التي فرضتها الدولة اللبنانية على السائقين، إذ لا يحق لهم حمل رخصة قيادة عمومية".
ويشير عبدالله إلى أنه تعلّم هذه المهنة من "رجل كبير في السن لا يسمع ولا يتكلم. كان يفتح محلاً عند زاوية الشارع، ولم يعد يعمل في هذه المهنة بسبب كبر سنه. قصدته وأخبرته أنني أحب مهنته وأرغب في تعلمها منه. بالفعل، صرت أذهب إليه كل يوم لتعلم مهنته. وبعد فترة وجيزة، تمكنت من الأمر. في وقت لاحق، اشتريت من السوق كل ما قد أحتاجه لهذه المهنة. في البداية، كنت أقوم بتصليح الأحذية في البيت، وخصوصاً أحذية عائلتي والجيران. وبعد سنة ونصف السنة، قررت فتح محلي الخاص بعدما اتخذت قراري بتطوير مهنتي. استأجرت محلاً في المخيم منذ مطلع شهر مايو/أيار الجاري. ولحسن الحظ أن المحل يقع على الشارع العام للمخيم".
يبدو عبدالله راضياً عن مهنته، ويقول إن "عملي يتحسن يوماً بعد اليوم، والزبائن يزدادون، وخصوصاً أنني الاسكافي الوحيد في المخيم. عدا عن حاجة الناس إلى تصليح أحذيتها. فكلّ شخص في المخيم يعاني من مشاكل اقتصادية، وليس باستطاعته شراء حذاء كل فترة. فعوضاً عن أن يرمي الحذاء ويشتري آخر، يأتي إليّ لأصلح حذاءه، ويوفر على نفسه شراء حذاء جديد".
يضيف: "أنوي توسيع عملي من خلال شراء ماكينات جديدة لخياطة الأحذية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكبر مبلغ يدفعه الشخص لتصليح حذائه لا يتجاوز الثلاثة آلاف ليرة لبنانية (نحو دولارين). لذلك، كان الإقبال كبيراً، وأنا راضي عن وضعي في الوقت الحالي".
يرفض عبدالله ترك اليأس يتسلل إليه. كما أنه لا يرى عيباً في عمله، وخصوصاً أنه استطاع تأمين مصاريف عائلته من خلال تعلّم مهنة جديدة، بعدما لم يعد قادراً على العمل في مجال البناء. لدى هذا الإسكافي "ماكنة" (آلة) صغيرة في دكانه الجديد، لكنه يسعى إلى شراء أُخرى جديدة تُسهّل عليه عمله، على اعتبار أن بعض الأحذية تحتاج إلى ماكنة أكبر وأحدث.
إقرأ أيضاً: مهندس يبيع الملابس البالية