تويتر ليس انعكاساً صادقاً لمشاعر مستخدميه

31 أكتوبر 2017
(Getty)
+ الخط -
"تويتر" شاهدٌ لا يعول عليه من أجل التعرف على اتجاهات المشاعر العالمية، هذا ما تبرزه ورقة بحثية نشرت حديثاً حول موضوع مخاطر افتراض أن تويتر يعكس بدقة الحياة الحقيقية لمستخدميه. الدراسة التي نشرت في مجلة بلوس وان (PLOS ONE) العلمية التي تصدرها المكتبة العامة للعلوم، في عدد 7 سبتمبر 2017؛ تُسلط الضوء على الموقع الذي يستخدمه أكثر من 300 مليون مستخدم نشط شهرياً في جميع أنحاء العالم. يبثّون أفكارهم ويشاركونها مع العالم عبر 140 حرفاً فقط، هي ما يسمح به مربع التغريد على تويتر.
يقول عالم الاجتماع الأميركي "إريك جنسن" والأستاذ في جامعة وارويك: أن الدراسات التي تستند إلى بيانات استخرجت من موقع تويتر، يجب ألا تندفع خلف تلك البيانات؛ فرغم الإغراء الشديد الذي تضخه بيانات تويتر للباحثين ووسائل الإعلام؛ فإنه لا يوجد دليل على أن المحتوى الذي يتم مشاركته على تويتر كوسيلة تواصل اجتماعي، هو انعكاس صادق لكيفية شعور المستخدمين وأحاسيسهم.
ويضيف جنسن أن مستخدمي تويتر طوروا لأنفسهم سلوكاً ثقافياً فريداً، يظهر في المحادثات والهويات التي تشكل الطرق التي يعرضون بها آراءهم عبر الإنترنت. التوافق الاجتماعي وعلاقات القوة والهوية، كل ذلك يؤثر على المحادثات على الشبكة، بقدر ما تؤثر تلك العوامل خارج الشبكة، وفي العالم الواقعي، وبطرق لم يتم فهمها حتى الآن بشكل كامل.
يمضي جنسن مؤكداً على أن مستخدمي تويتر يمثلون جانبًا واحدًا فقط من ذواتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يحمي مشاعرهم الحقيقية لأسباب وجيهة، مثل السمعة المهنية. ومن الواضح أن هناك فجوة كبيرة بين ما ينشره الناس على وسائل السوشيال ميديا وبين ما يشعرون به حقاً، ولكن كيف بالضبط يدير الناس العلاقة بين هويتهم ووسائل الإعلام الاجتماعية، هذا حالياً ما لا يزال البحث جارياً من أجل الكشف عنه.
يسلط جنسن الضوء أيضاً على مشاكل استخلاص استنتاجات أوسع من عينة من مستخدمي تويتر. وقد ثبت في العديد من الدراسات أن مستخدمي تويتر ليسوا ممثلين تماماً لعامة السكان. وفي مثال واحد فقط، كان الرجال أكثر احتمالاً لاستخدام تويتر من النساء. ويمكن أن يكون المستخدمون الأكثر تعاملاً مع هذا الموقع التواصلي والذين يغردون ويشاركون عدة مرات في اليوم؛ يقدمون تمثيلاً مفرطاً في أي عينة من البيانات. كما أن من الأمور الخادعة أن يجد الباحثون أنفسهم أمام بيانات يسهل الوصول إليها، ويكون هناك إغراء تطبيق تلك البيانات على أسئلة البحث الذي يجرونه، حول ما يثير الاهتمام لدى السكان مثلاً. وحتى لو جرى وضع قيود في استبيان العينة، فمن الأفضل ألا يتجاوز الحماس للوصول إلى البيانات الرقمية؛ منهجية البحث العلمي السليمة.


المساهمون