أنهت المذيعة في إذاعة خاصة قراءة موجز الأخبار ظهر يوم الأحد معلنةً عن عملية إرهابية حدثت منذ حوالي ساعة وراح ضحيتها عدد من أفراد الدرك التونسي، تبيّن بعد ذلك أنهم ستة عناصر، ومباشرة بعد انتهاء الأخبار، استمع التونسيون إلى أغنية "ما تحبنيش بالشكل ده".
وفي إذاعة أخرى، كأن شيئاً لم يحدث، أغانٍ غربية وإيقاعات وكأنها تبث في بلاد أخرى. يوم أحد والناس ذاهبون إلى الشواطئ، ولا داعي لإزعاجهم بأخبار الموت أو بأغان وطنية.
القنوات الإذاعية والتلفزيونية تداركت نسبياً هذا التقصير صباح الإثنين، لكن الأحد شكّل فشلاً حقيقياً في التعامل مع الحدث.
ولا يعني هذا أن هذه المحطات الإذاعية تنقصها الوطنية أو المهنية، وإنما يعكس التعاطي مع العملية الإرهابية الأخيرة نوعاً من التخبط في كيفية التعامل مع هكذا أحداث، برغم أنها ليست المأساة الأولى التي تعيشها تونس، وقد سبقتها اعتداءات أليمة أخرى، وتجندت لها الإذاعات قبل القنوات التلفزيونية، ونجحت نجاحاً كبيراً في نقل الخبر وتفاصيله، وفي توعية الناس بأن ما يحدث ليس خبر حادث عابر، وإنما هو آفة تهدد سلم شعب ومستقبل بلد، ولا يمكن التطبيع معه وإحصاء القتلى وكأنهم مجرد أرقام.
ودعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، في بيان أصدرته مساء أمس الأحد، مختلف وسائل الإعلام إلى ضرورة التعاطي المهني والالتزام بمضامين مدونات التغطية الخاصة بالعمليات الإرهابية، مطالبةً إياها بتفهم طبيعة العمل الأمني الميداني، خاصة وأن عمليات التمشيط وتتبع الإرهابيين ما زالت متواصلة.
اقــرأ أيضاً
كما أهابت النقابة بالقوات الأمنية لتوفير المعلومة الحينية ومساعدة الصحافيين في إنجاز أعمالهم واحترام طبيعة عملهم.
وكانت النقابة تتحدث عن تضارب الأرقام الأولى بخصوص عدد القتلى وتسابق بعض الصحافيين في نقل أخبار تبيّن أنها لم تكن دقيقة، أو أثرت على سير العملية الأمنية.
وشدّدت النقابة على موقفها المعادي للإرهاب والداعي لمحاسبة مموليه والمتورطين فيه، معتبرةً أن "هذه العمليات الإرهابية الغادرة، التي تسعى للنيل من عملية الانتقال الديمقراطي ببلادنا، لن تزيد الشعب التونسي إلا ثقة بمؤسسات الدولة، وتشبثاً بدفاعه عن وطنه وسلامة أراضيه، ونبذه لكل أشكال العنف والعداء للحياة، وتواصل دعمه لقيم التعايش السلمي، ومبادئ الحرية والعدالة التي قامت من أجلها ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011".
أما الهيئة العليا للسمعي البصري (الهايكا)، المكلفة أساساً بالتعديل الإعلامي، فلا تتحدث من قريب أو بعيد عن هكذا تفاصيل "تقنية"، في حين يبقى الخوف كبيراً من أن يكون المزاج الشعبي التونسي قد بدأ يطبّع مع الاٍرهاب ويتعود عليه، وربما، كما نبّه أحد المعلّقين، من أن حدوث هذه الاعتداءات في الجبال وعلى الحدود قد تعطي الإحساس بأن ما حصل لم يحدث في تونس، أو لعله مجرد فيلم سينمائي أو خبر في تلفزيون أجنبي.
القنوات الإذاعية والتلفزيونية تداركت نسبياً هذا التقصير صباح الإثنين، لكن الأحد شكّل فشلاً حقيقياً في التعامل مع الحدث.
ولا يعني هذا أن هذه المحطات الإذاعية تنقصها الوطنية أو المهنية، وإنما يعكس التعاطي مع العملية الإرهابية الأخيرة نوعاً من التخبط في كيفية التعامل مع هكذا أحداث، برغم أنها ليست المأساة الأولى التي تعيشها تونس، وقد سبقتها اعتداءات أليمة أخرى، وتجندت لها الإذاعات قبل القنوات التلفزيونية، ونجحت نجاحاً كبيراً في نقل الخبر وتفاصيله، وفي توعية الناس بأن ما يحدث ليس خبر حادث عابر، وإنما هو آفة تهدد سلم شعب ومستقبل بلد، ولا يمكن التطبيع معه وإحصاء القتلى وكأنهم مجرد أرقام.
ودعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، في بيان أصدرته مساء أمس الأحد، مختلف وسائل الإعلام إلى ضرورة التعاطي المهني والالتزام بمضامين مدونات التغطية الخاصة بالعمليات الإرهابية، مطالبةً إياها بتفهم طبيعة العمل الأمني الميداني، خاصة وأن عمليات التمشيط وتتبع الإرهابيين ما زالت متواصلة.
كما أهابت النقابة بالقوات الأمنية لتوفير المعلومة الحينية ومساعدة الصحافيين في إنجاز أعمالهم واحترام طبيعة عملهم.
وكانت النقابة تتحدث عن تضارب الأرقام الأولى بخصوص عدد القتلى وتسابق بعض الصحافيين في نقل أخبار تبيّن أنها لم تكن دقيقة، أو أثرت على سير العملية الأمنية.
وشدّدت النقابة على موقفها المعادي للإرهاب والداعي لمحاسبة مموليه والمتورطين فيه، معتبرةً أن "هذه العمليات الإرهابية الغادرة، التي تسعى للنيل من عملية الانتقال الديمقراطي ببلادنا، لن تزيد الشعب التونسي إلا ثقة بمؤسسات الدولة، وتشبثاً بدفاعه عن وطنه وسلامة أراضيه، ونبذه لكل أشكال العنف والعداء للحياة، وتواصل دعمه لقيم التعايش السلمي، ومبادئ الحرية والعدالة التي قامت من أجلها ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011".
أما الهيئة العليا للسمعي البصري (الهايكا)، المكلفة أساساً بالتعديل الإعلامي، فلا تتحدث من قريب أو بعيد عن هكذا تفاصيل "تقنية"، في حين يبقى الخوف كبيراً من أن يكون المزاج الشعبي التونسي قد بدأ يطبّع مع الاٍرهاب ويتعود عليه، وربما، كما نبّه أحد المعلّقين، من أن حدوث هذه الاعتداءات في الجبال وعلى الحدود قد تعطي الإحساس بأن ما حصل لم يحدث في تونس، أو لعله مجرد فيلم سينمائي أو خبر في تلفزيون أجنبي.