تونس: ظاهرة بيئية تؤدي إلى نفوق أسماك وتغير لون البحر

20 نوفمبر 2019
بحارة تونسيون (Getty)
+ الخط -
تسببت ظاهرة بيئية في تونس في نفوق أصناف عدة من الأسماك وتغير لون البحر إلى الأحمر، وهو ما أدى إلى حالة من الاستياء والتذمر في صفوف المواطنين والبحارة الصيادين في كل من صفاقس وقابس.

وأكدت وزارة الفلاحة في بيان لها أن نفوق الأسماك يعود إلى نمو الطحالب السامة والتغيرات المناخية في صفاقس وقابس، موضحة أن "الطحالب المجهرية تفرز سموماً تفتك بالأسماك وتتسبب في تغير لون البحر، مضيفة أن المعاينات الميدانية والنتائج المخبرية بالاستئناس والمتابعات والدراسات السابقة تؤكد أن هذه الظاهرة تتزامن مع تكاثر العلق النباتي أو ما يعرف بالطحالب المجهرية، وهي تنمو بصفة فائقة بأكثر من مليون خلية في اللتر الواحد"، مشيرة إلى أن هذا العلق يفرز سموماً تتسبب في إفناء الخلايا الدموية والفتك بالأسماء واصطباغ لون المياه بلون الطحالب.

وأضاف البيان أن الأصناف البحرية الحيّة المصطادة في الأماكن التي تنتشر بها هذه الطحالب لا تشكل خطراً على المستهلكين، مبينة أنه لا يجب تناول الأسماك النافقة أو المصابة أو التي توجد على الشواطئ لتعفنها.

واشتكى البحارة من النقائص العديدة بميناء الصيد البحري بصفاقس والأضرار التي لحقتهم جراء نفوق الأسماك والروائح التي سببها تعفنها في الشواطئ.

بدورهم عبر سكان مناطق عدة شهدت الظاهرة بمناطق بوغرارة والزارات ووادي المالطين في صفاقس وقرقنة والشابة عن تذمرهم ومخاوفهم من الأسماك الموجودة على تلك الشواطئ.

وقال الناشط البيئي هيثم قاسم لـ"العربي الجديد" إن المنطقتين اللتين شهدتا نفوق أسماك تعانيان من التلوث، وهو ما يؤدي إلى اختلال التوازن البيولوجي، والنفوق سببه الطحالب البحرية والتغيرات المناخية، فعندما يحصل خلل فإن الكائنات التي تتغذى من الطحالب لا تؤدي دورها فتنمو وتتكاثر وتتسبب في نفوق الأسماك، مؤكداً أن التلوث ناتج عن إفرازات المصانع أيضاً.

وأكد قاسم أنه طالما لا تتوفر حلول سياسية لوقف الإفرازات السامة في الشواطئ ووضع حد للتجاوزات الخطيرة الحاصلة في البحر، فإن مثل هذه الظواهر ستزداد حدة.

يذكر أنه في يوليو/ تموز الماضي تغير لون شواطئ محافظة صفاقس، غرب تونس، إلى الأحمر بشكل غريب. وقال شهود إن تغير اللون ترافق مع نفوق أسماك وسوء رائحة المياه، وأوضحت آنذاك وزارة البيئة التونسية أن السبب طبيعي، وقالت إن "النتائج الأولية للمعاينات التي أجراها المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار التابع لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أظهرت نمواً استثنائياً للطحالب المجهرية"، وهي "ظاهرة تتزامن مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة". وأوضحت الوزارة أن هذا التغير يرافقه "تقلص مهم في نسبة الأوكسجين في الماء، وهو ما يمكن أن يصاحبه نفوق الأسماك وانبعاث الروائح الكريهة".



المساهمون