تونس تبني مطاراً جديداً لإنعاش السياحة

19 مارس 2018
تونس تستهدف 8 ملايين سائح العام الجاري (الأناضول)
+ الخط -
تستعد السلطات التونسية لإطلاق مناقصة إنشاء مطار جديد بمعايير دولية قدرت وزارة النقل كلفته بنحو 840 مليون دولار، بعد أن استوفى مطار تونس قرطاج الدولي طاقة استيعابه رغم كل محاولات التوسعة التي شهدها على مر السنوات الماضية. وبذلك سيرتفع عدد المطارات في أنحاء البلاد إلى 10 مطارات ما يساهم في إنعاش الحركة السياحية.
وبات تطور حركة الملاحة الجوية والتوسع العمراني في محيط مطار العاصمة تونس يدفع نحو استعجال إنشاء محطة جوية جديدة، تتواكب مع الارتفاع السنوي في عدد الوافدين على تونس.

وتتطلع الحكومة وفق ما أعلنه وزير النقل رضوان عيارة أن يكون المطار المزمع إنشاؤه بمحافظة بنزرت شمال شرق العاصمة (60 كيلومترا عن العاصمة تونس) قادرا على استقبال المسافرين في غضون سنة 2030 وبطاقة استيعاب لا تقل عن 30 مليون وافد.
وقال المسؤول الحكومي في تصريحات إعلامية إنه سيتم إضافة المطار الجديد إلى 9 مطارات أخرى موزعة على البلاد، مؤكداً أن المناقصة الدولية لمشروع البنية التحتية ستطلق خلال هذا العام 2018.

ويعرف مطار تونس قرطاج الذي يعود تأسيسه إلى سنة 1972، في السنوات الأخيرة تدهورا كبيرا في نوعية الخدمات المقدمة فيه، ما جعله خارج كل التصنيفات الدولية إلى جانب وصوله للطاقة الاستيعابية القصوى البالغة نحو 5 ملايين وافد سنويا مقابل تقديرات تؤكد زيادة عدد الوافدين بنسبة 10 % سنويا.
ويجمع خبراء الطيران الدولي والعاملون في الناقلات الجوية على أن مطار تونس قرطاج الدولي تجاوزه الزمن نتيجة التأخر في استعمال التكنولوجيا الحديثة وعدم قدرته على استقبال الطائرات الكبيرة.

ويقول المسؤول بديوان الطيران المدني والمطارات وليد غشام في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" إن الدراسات التي أجريت حول توسعة مطار تونس قرطاج أثبتت انعدام الجدوى من إجرائها نظرا لتغير الخارطة العمرانية للمنطقة المحيطة بالمطار، مشيرا إلى أن تواجد أحياء سكنية في هذا المحيط تجعل من إضافة مدارج جديدة لهبوط الطائرات أمرا مستحيلا.
وأضاف المسؤول بديوان الطيران المدني أن من بين المتغيرات التي دفعت لاتخاذ قرار استحداث مطار جديد هو ضرورة وجود مدارج تتسع للطائرات كبيرة الحجم التي لا يستطيع مطار تونس قرطاج استقبالها حاليا، لافتا إلى أنه لا يمكن الحديث عن إنجاح الانخراط في السموات المفتوحة دون الإعداد اللوجستي الجيد لهذه التجربة.

وتوقع غشام أن تصل طاقة استيعاب المطار الجديد إلى 30 مليون وافد، مشيرا إلى أن مطار تونس قرطاج من بين المطارات القليلة في العالم التي تقع في قلب العاصمة وعلى مقربة من مناطق العمران. واعتبر أن هذا العامل معطّل لأي إمكانية لتطوير المطار أو توسعته.
ويأتي الإعلان عن مشروع المطار الجديد، في ظل تقدم في المفاوضات حول توقيع اتفاق شامل للسموات المفتوحة يعول عليه مهنيو السياحة لضمان تدفق أكبر للسياح على مختلف المحافظات التونسية.

ويقول كاتب عام جامعة وكالات الأسفار ظافر لطيف في حديث لـ "العربي الجديد" إن تحديث القطاع السياحي يحتاج إلى قاعدة لوجستية حديثة أبرزها تطوير المطارات، مشيرا إلى أن مشروع إنشاء مطار جديد خارج العاصمة يضع تونس على خارطة البلدان السياحية المتقدمة.
وأضاف لطيف أن البلدان المنافسة لتونس في المنطقة المتوسطية سبقت تونس بأشواط في تحسين حركة كل ما تتطلبه الملاحة الجوية من مطارات وربط المحطات الجوية بشبكة النقل الحديدي والبري، لافتا إلى أن المطار هو الصورة الانطباعية الأولى التي يحصل عليها السائح عند قدومه لأي بلد وهي آخر ذكرى يحملها معه عند المغادرة.

وتسعى تونس لإنعاش سياحتها، بعد أن تعرضت لكبوة عقب تعرض البلاد لعدد من العمليات الإرهابية.
وقالت وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي، في تصريحات صحافية سابقة، إن إيرادات قطاع السياحة في تونس ستنمو بنسبة 25% العام الجاري 2018، حيث ستستقبل البلاد 8 ملايين سائح للمرة الأولى مدعومة بحجوزات قوية، مع بدء تعافي القطاع.



المساهمون