تونس: بطاقة إيداع بالسجن ضد الإعلامي سمير الوافي

16 ابريل 2015
الإعلامي سمير الوافي (تويتر)
+ الخط -

أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية في تونس بطاقة إيداع بالسجن ضد الإعلامي التونسي، سمير الوافي. قرار النيابة العمومية اتُّخذ بعد إحالة الوافي على أنظارها من قبل فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني بعد التحقيق معه فيما يتعلق بقضايا تتعلق بعمليات ابتزاز مالي لرجال أعمال، وخاصة قضية رجل الأعمال التونسي الفار من العدالة التونسية والمقيم في فرنسا، حمادي الطويل.

هذه المعطيات، أكدها الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية في تونس، سفيان السليطي، الذي بيّن أنّ "الوافي سيعرض على الدائرة الجنائية في محكمة تونس الابتدائية يوم 22 أبريل/نيسان الجاري".

وأوضحت بعض المصادر لـ"العربي الجديد" أنّ "الملف الذي أحيل من أجله الإعلامي، سمير الوافي، يتعلق بعملية التحايل التي تعرّض لها رجل الأعمال، حمادي الطويل، والتي تم على خلفيتها في مرحلة أولى إيقاف الإعلامي معز بن غربية والممثل وسيم الحريصي بالسجن المدني بتونس لتقضي المحكمة بعد ذلك بسجنهما لمدة ستة أشهر مع تأجيل التنفيذ".

يذكر أن سمير الوافي تمّ الاستماع إليه سابقا في هذه القضية من قبل فرقة مقاومة الإجرام يوم 19 مارس/آذار الماضي، ليتم إخلاء سبيله بعد ذلك. وقد صرح حينها بأنه "أدلى بأقواله إلى الفرقة المذكورة"، وأفاد يومها بأن كل الوسائل المشروعة متاحة للصحافي ليتوخاها لتحقيق السبق، وأن ما صدر عنه كان مجرد كلام فقط، ولا يوجد دليل مادي يثبت تورطه في أية عملية ابتزاز لرجل الأعمال، حمادي الطويل.

وأضاف أنه لم يقبض أي مبلغ مالي من الطويل، بل أنه استعمل كلاماً لإقناعه بإجراء حوار تلفزيوني، لأن لدى الطويل "حقائق ومعلومات هامة ومدوية جداً يمكنها أن تثير ضجة لدى الرأي العام ، وإعلامياً تعتبر مادة كبيرة لحلقتين من الحجم الثقيل، وهذا ما جعلني أستعمل عديد الطرق لإقناع حمادي الطويل بتسجيل الحلقة".

حركة النهضة، واحدة من الأحزاب المشكلة للائتلاف الحاكم في تونس، أصدرت بيانًا إثر إيداع الصحافي، سمير الوافي، السجن. وعبّرت  عن انشغالها إزاء إيقاف الصحافي، مجددةً تأكيدها على ضرورة حماية حرية التعبير والإعلام كمكسبين للديمقراطية التونسية الناشئة ودعامتين لها.

وفي هذا السياق، دعت إلى إطلاق سراح الصحافي المذكور، وأكدت دعوتها إلى التخلي عن العقوبات البدنية في القضايا المتعلقة بالعمل الإعلامي والصحافي تأسّيًا بالديمقراطيات العالمية. كما دعت إلى مراجعة المنظومة القانونية وملاءمتها مع البنود الحامية للحقوق والحريات في الدستور.

كما يتولى رئيسا حزبين معارضين في تونس، بصفتهما محامي الدفاع عن الوافي، وهما محمد عبو، رئيس التيار الديمقراطي، وعبد الرؤوف العيادي، رئيس حركة وفاء.

وعرف سمير الوافي، وهو إعلامي تونسي قبل الثورة التونسية ببرنامجه التلفزيوني "الصراحة راحة"، الذي يبث على قناة "حنبعل تي في" ويقوم فيه بدعوة فنانين للحديث معهم حول حياتهم العامة والخاصة، وبشكل استفزازي في بعض الأحيان.

وبعد الثورة التونسية، انتقل للعمل في قناة "الحوار التونسي" والتي يقدم فيها كل سهرة أحد برنامج "لمن يجرؤ فقط" وهو برنامج حواري له طابع سياسي يحظى، وفقاً لمكاتب قيس الاستماع والمشاهدة، بنسب مشاهدة عالية، ويثير الكثير من الجدل داخل الأوساط الإعلامية، خاصة وأن بعض حلقاته اعتبرت حلقات قدمت خدمات سياسية لأطراف معينة، ومنها الحلقة التي تم فيها دعوة سيف الطرابلسي، ابن شقيق زوجة الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، والتي اعتبرها البعض تبييضًا لنظام بن علي وتبريرًا لما تمّ ارتكابه من جرائم في حق التونسيين.

إقرأ أيضاً: تونس: 24 اعتداء على الصحافيين خلال شهر مارس

المساهمون