مجموعة من النساء يجلسن على أريكة وسط شقة في ضاحية المنزه بالعاصمة التونسية، يضحكن ويبكين في نفس اللحظة، يتذكرن لحظات قاسية لكنها عبرت في نهاية الأمر وهن ما زلن يعشن حياة اكتشفن متعتها بعد أزمة قرّبتهن من الموت.
شهرزاد سيدة أربعينية جلست تحكي قصتها مع سرطان الثدي، وتقول "أحسست بوجود جسم غريب في الثدي، ذهبت لطبيب النساء الخاص بي وأخبرته بأني أتوقع أن يكون سرطاناً، حولني بعدها لعمل التحاليل والأشعة اللازمة وذهبت بها لمتخصص في الأورام لتحديد موعد لاستئصال الورم".
اكتشاف شهرزاد للمرض في مراحله الأولى جعلها تتخطى مرحلة استئصال الثدي، لكنها في المرحلة ما بين اكتشاف المرض وإجراء العملية قررت أن تخوض التجربة وحدها، خوفاً على عائلتها من إصابتهم بالهلع.
تتجمع هؤلاء النسوة في الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان الثدي بهدف التوعية بالمرض وكيفية مقاومته، إذ تشخص 2000 حالة سرطان ثدي سنوياً في تونس، ولا يستثنى الرجال نهائياً من الإصابة بهذا النوع من السرطان، فهم معرضون بنسبة 1 في المائة للإصابة به قياساً بباقي أنواع السرطانات.
وتتابع شهرزاد "بعد إجراء العملية وإخفاء الإصابة عن عائلتي قررت إخبارهم لتجاوز مرحلة العلاج الكيماوي ومعاونتي عليها، كان هدفي أن أكون أقوى من المرض، أن أهزمه ولا يهزمني".
وبعد خمس سنوات تجلس شهرزاد مع عائلتها الجديدة من المتعافيات من المرض، لإقامة الفعاليات والأنشطة للتوعية بكيفية مواجهة سرطان الثدي.
وضمن شهر أكتوبر/تشرين الأول الوردي المخصص للتوعية بالمرض، تنظم في تونس العديد من الفعاليات الرياضية والطبية للجمهور.
وكانت فرصة لـ"العربي الجديد" للقاء مجموعة من المتعافيات الناشطات في الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان الثدي، والتعرف على تجربتهن عن قرب.