تورتة مصر

13 مارس 2015
الاضطرابات الأمنية تطرد الاستثمارات من مصر (فرانس برس)
+ الخط -
احتلت مدينة شرم الشيخ صدارة عناوين الصحف العالمية والعربية والمصرية، فها هي أكملت استعداداتها لتستقبل ضيوفها من كل حدب وصوب، فحضر ممثلو عشرات الدول ومئات المستثمرين للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي يعول عليه نظام عبد الفتاح السيسي، للخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد منذ انقلاب 3 يوليو/تموز عام 2013، الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس منتخب بعد ثورة يناير.
ورغم أن المؤتمر اقتصادي بالدرجة الأولى إلا أن أهداف النظام تعدتها إلى مآرب أخرى، ومنها التأكيد على أن مصر مستقرة سياسياً وأمنياً، ولكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فلم تعد دول الخليج متحمسة بنفس الدرجة في الأوقات السابقة، فرأينا أكبر داعم لنظام السيسي وهو النظام السعودي، يتراجع خطوة للوراء.
وهو ما ظهر واضحاً في خطاب السيسي الأخير الذي أشاد بالإمارات دون غيرها، بعد أن كان يشيد بالسعودية والكويت والبحرين والأردن. ويبدو أن الظروف الإقليمية تغيرت فوجدنا السيسي يحتفي بشكل غير مسبوق، عندما أعد استقبالاً خاصاً وحميمياً للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، فأعد له تورتة بمناسبة عيد ميلاده.
ويعكس هذا الاحتفاء حسب محللين، ما آل إليه نظام السيسي من فقدان لمعظم الحلفاء في الداخل والخارج.
وكان الخليج قد دعم مصر بأكثر من 30 مليار دولار خلال العام ونصف الماضي، إلا أن هذا الدعم السخي تراجع كثيراً خلال الفترة الماضية. فاندفع النظام بكل قوة من أجل إنجاح مؤتمر الشيخ، وطرح تورتة مشروعات بأكثر من 36 مليار دولار لعلها تغري المستثمرين، وتجعلهم يغضون الطرف عن المجازر التي ارتكبها، والفوضى الأمنية التي تعم البلاد، والتفجيرات التي تصاعدت الفترة الأخيرة، وطالت المصالح التجارية والشركات.
ويجب أن نشير هنا إلى أن هناك تخوفات من الطرفين سواء المستثمرين الأجانب في ظل عدم الاستقرار وتضارب القوانين، كما أن هناك مخاوف محلية باندفاع النظام الحالي إلى منح أراض وأصول (بعيداً عن رقابة الدولة) لعدد من الدول المقربة في مقابل دعمه مالياً، في حالة فشل المؤتمر.
فأصبح السؤال المهم هنا.. من سيكون صاحب القطعة الأكبر في تورتة مصر؟

اقرأ أيضا: 
المؤتمر الاقتصادي: ثرثرة في شرم الشيخ
المساهمون