يطلق عليها المصريون اسم "شَرْم"، واشتهرت إعلامياً بـ"مدينة مبارك"، نسبة إلى الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. إنها مدينة شرم الشيخ التي تستضيف، انطلاقاً من غد الجمعة، أكبر مؤتمر اقتصادي منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت نظام مبارك.
وتقع "شرم الشيخ"، في أقصى جنوب سيناء، (شرق)، عند ملتقى خليجي العقبة والسويس مع البحر الأحمر، ولا تتعدى مساحتها 420 كيلومتراً مربعاً.
ورغم أن المدينة، ليست عتيقة ولا أثرية، وتعكس الكثير عن تاريخ مصر بخلاف مدن أخرى، إلا أن تأمينها العالي، جعلها مقصد معظم الحكومات المصرية المتعاقبة لعقد المؤتمرات الكبرى، لاسيما في القرن الواحد والعشرين.
ولم تكن "شرم الشيخ" حتى ستينيات القرن الماضي أكثر من مدينة للصيد، قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967، لتقيم فيها ميناء بحرياً، وعدداً من القرى والمشروعات السياحية.
وفي 1982، تسلمتها مصر بعد جلاء القوات الإسرائيلية، مع بداية حكم مبارك، الذي دشن حملة تسويقية كبيرة لجذب السياح إلى هذه المدينة.
ورغم عدم وجود إحصائية لوزارة السياحة حول معدل توافد السياح إلى المدينة، وفق وكالة الأناضول، إلا أنها تعد أحد أبرز المقاصد السياحية في البلاد، والتي يقصدها السياح نظراً لما تحويه من معالم ووسائل ترفيه، ونظراً لكونها أحد أبرز الأماكن أمناً في مصر، خلال السنوات الأخيرة.
الأمن أولا
ظلت شرم الشيخ المدينة الهادئة في مصر، على مدار العقود الماضية، بسبب القبضة الأمنية الشديدة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة على المدينة، وكانت ملاذاً لمبارك وعائلته يعقد فيها المؤتمرات ويجلس بها لفترات طويلة ويحكم منها أحياناً.
ورغم سلسلة التفجيرات التي شهدتها المدينة الهادئة في 2005، وراح ضحيتها 88 شخصاً معظمهم مصريون، وجرح ما يزيد عن 200 شخص، إلا أن المدينة لم تزل عنها سمعة الاحتفاظ بالهدوء الأمني، ليطلق عليها البعض اسم "أرض السلام".
وظلت هذه المدينة أيضاً بعيدة عن الفوضى والانفلات الأمني اللذين شهدتهما مصر، وهو ما دفع مبارك، للتوجه مع عائلته إليها والمكوث في مسكنه الخاص بها، عقب تنحيه عن الحكم، في 11 فبراير/ شباط 2011، بعد اندلاع ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، قبل إلقاء القبض عليه في أبريل/ نيسان من ذات العام.
مدينة المؤتمرات
استضافت شرم الشيخ كثيراً من المؤتمرات السياسية والعلمية والسياحية، مثل قمة "صانعي السلام في الشرق الأوسط" عام 1996، والتي حضرها كثير من رؤساء الدول العربية والغربية، قبل أن تستضيف في 1998 قمة المجموعة 15، وهي منظمة دولية ضمن حركة عدم الانحياز.
وفي 1999، استضافت توقيع اتفاقية "واي ريفر" بين الفلسطينيين، الذين مثلهم الرئيس الراحل ياسر عرفات، وإسرائيل ممثلة برئيس وزرائها في ذلك الوقت إيهود باراك، بمشاركة أردنية وأميركية.
وفي 2000، استضافت شرم الشيخ قمة دولية حضرها الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، لوضع حد لأعمال العنف التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة قد أدرجت مدينة شرم الشيخ ضمن قائمتها لأفضل 5 مدن سلام على الصعيد العالمي في العام 2003، بحسب الأناضول.