لا يتم الحديث عن استتباب الأمن، في مدينة عدن، جنوبي اليمن، إلا ويعود التوتر من جديد، حيث شهدت المدينة، خلال اليومين الماضيين، اشتباكات محدودة وإغلاقَ بعض الطرقات الرئيسية، فيما أثار الإعلان عمّا سُمي بـ"حركة أحرار صنعاء" التي أطلقت تهديدات لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لغطاً في الأوساط اليمنية بين مشكك ومرحب ومتحفظ على إبداء موقف، بانتظار اتضاح أهمية الخطوة وما يرتبط بها من عدمه.
وأكّدت مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن وساطات محلية نجحت الجمعة، بالوصول إلى اتفاق سمح بإعادة فتح الطرقات بمديرية خور مكسر، بعد أن كانت المديرية، يوم الخميس الماضي، ساحة لاحتجاجات واشتباكات مسلحة بين قوات أمنية تابعة لإدارة الأمن في المدينة، ومسلحين يُوصفون أنهم من رجال المقاومة، قطعوا شوارع للمطالبة بالإفراج عن معتقلين.
وكانت عدن، شهدت في فبراير/شباط الماضي، أزمة أمنية، بين قوات عسكرية محسوبة على الحماية الرئاسية التي يقودها مقربون من الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وبين أخرى محسوبة على الإمارات وقيادات في السلطة المحلية، وذلك على خلفية رفض قائد حماية أمن المطار، توجيهات رئاسية بتسليمه لقوة جديدة، وأدت إلى إغلاق المطار لأيام.
وعلى الرغم من أن قيادات في المقاومة أعلنت التبرؤ من الحركة الجديد، غير أنها حظيت باهتمام إعلامي ملحوظ في وسائل إعلامية محسوبة على بعض دول التحالف، وذهبت بعض التعليقات إلى ربطها بخلافات شريكي الانقلاب وأخرى إلى التقليل منها.
وكانت "الحركة" التي وزعت ملصقات في شوارع محدودة بصنعاء، أعلنت ما سمته "البيان رقم واحد"، وقالت إنها تهدف إلى "التخلص من الإماميين الجدد، الذين انقلبوا على النظام الجمهوري وقوضوا مؤسسات الدولة"، كما اتهمتهم بأنهم "أرادوا انتزاع اليمن من حضنه العربي والجمهوري، ورميه في أحضان ولاية الفقيه الفارسي".
وفور صدور البيان، وتناوله في العديد من وسائل الإعلام، سارعت قيادات في المقاومة الشعبية إلى التشكيك بالحركة المزعومة، وقال عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، عبدالكريم ثعيل، في بيانه، إن "ما يسمى بحركة أحرار صنعاء وأي لافتات مجهولة لا علاقة لها بمجلس مقاومة صنعاء".
وأكد ثعيل، أن المقاومة وقياداتها معروفة، معتبراً أن "من يتخفى خلف اللافتات الوهمية والألقاب والكنى هم الانقلابيون"، وحذر من أي محاولة للانقلابيين "تعمل على تهيئة الأجواء داخل صنعاء لأي جرائم وانتهاكات يعتزم الانقلابيون ارتكابها تحت مبرر أن هناك حركة أعلنت داخل صنعاء لاستهدافهم، مع العلم أن الشعب اليمني كله بمن فيهم سكان صنعاء يرفضون الانقلاب علناً دون الحاجة للحركات المجهولة".
وواجه الإعلان عن الحركة، تعليقات متباينة، بعضها قلل بالأساس من هذه الخطوة، وتحفظ عن إصدار حكم قبل أن تتضح مزيد من التفاصيل والخيوط حول هذه الخطوة، وأخرى حذرت من أن تكون خطوة استخباراتية من الانقلابيين، للقيام بإجراءات أمنية تفرض مزيداً من القبضة الأمنية وللقيام باعتقالات، فيما ذهبت تفسيرات أخرى إلى احتمال أن تكون معبرة عن الخلافات في أوساط الانقلابيين، بعدما تصاعدت وتيرة الخلافات خلال الشهور الأخيرة، على نحو غير مسبوق.