وأكد مسؤولون عراقيون أن أوامر طرد العائلات من منازلها تمت بتكليف من قبل رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لشرطة البصرة، والتي حذرت باستخدام العنف ضد من يحاول معارضة قرار الطرد، ردا على رفض العائلات ترك منازلهم.
وتبعد قرية كوت الزين التي طاولتها عملية التهجير عن الحدود مع إيران نحو كيلومتر واحد، وقال مسؤول رفيع بوزارة الداخلية العراقية، إن سبب طرد العوائل بهذه السرعة ودون منحهم إنذار إجلاء، جاء ردا على برقية مستعجلة من إيران، تؤكد أن سكان القرية أطلقوا النار على ميناء عبادان والسفن قادمة إليه.
وأوضح المسؤول العراقي أن سكان القرية ينفون بشكل قاطع إطلاق الرصاص على الميناء أو السفن، كما أنه لم يعثر لديهم على سلاح يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من كيلومتر، وهي المسافة التي تفصلهم عن ميناء عبادان.
ورفض مسؤول بلدية ضواحي البصرة، محمد الساعدي، الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، طالبا توجيه السؤال إلى قيادة عمليات البصرة العسكرية وشرطة المحافظة، كونها من نفذت أمر الطرد.
ودافع عضو حزب الدعوة الإسلامية في البصرة، حسين رضا، عن قرار طرد الأهالي، قائلا لـ"العربي الجديد"، إنهم "يسكنون في أراض تابعة للدولة، ويعتبرون متجاوزين عليها منذ عام 2003، وترحيلهم قانوني، ومحاولة ربط قرار طردهم بالبرقية الإيرانية تسييس واصطياد بالماء العكر".
وأضاف رضا، أن كثيرا من الأهالي "يسكنون في المنطقة بدوافع التهريب"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "السكان ليسوا من أهالي البصرة، بل من محافظات أخرى، وسكنوا في هذه المنطقة بعد الاحتلال الأميركي".
وأظهر ناشطون عمليات هدم للمنازل، وأغلبها من الطين، وإحراق منازل أخرى، لكن أيا من مستشفيات المدينة لم يؤكد تلك الواقعة.
وقال أحد وجهاء القرية إن "الغاية من طرد الأهالي هو نقل معسكرات تدريب المليشيات المتوجهة للقتال في سورية إلى المنطقة، كونها بعيدة عن أعين الإعلام، ويمكن تحصينها من قبل الإيرانيين".
وأوضح الشيخ مخلف البهادلي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "القرية ستتحول إما إلى معسكرات للمليشيات، وبعدها سيستولي عليها المتنفذون، كونها تقع في جزيرة ولها موقع جغرافي يطمع به كثيرون على حساب الفقراء الذين طردوا منها".
Twitter Post
|