تعكف صانعة السيارات الأميركية العملاقة "جنرال موتورز" على تسريع اندفاعها نحو قطاع المركبات الكهربائية سريع النمو في الصين، أكبر سوق في العالم، سعياً منها إلى تحدّي مواطنتها شركة "تسلا" رائدة المبيعات، إضافة إلى عدد كبير من المتنافسين المحليين.
فقد حدّدت "جي.إم" التي تتخذ ديترويت مقراً، هذا الأسبوع، خطتها التكنولوجية الخاصة بالمركبات الكهربائية والقيادة الذكية وتقنيات الاتصال داخل الصين، بما في ذلك العروض التقديمية الافتراضية من المديرين التنفيذيين، وبينهم الرئيسة التنفيذية، ماري بارا، ورئيس "جنرال موتورز الصين"، جوليان بليسيت.
بارا قالت: "باعتبارها أكبر سوق لجنرال موتورز ومركزاً عالمياً للابتكار، ستلعب الصين دوراً حاسماً في تحويل رؤيتنا إلى حقيقة"، مضيفة: "من عام 2020 حتى عام 2025، سنخصّص أكثر من 20 مليار دولار في رأس المال والموارد الهندسية لبرامجنا للمركبات الكهربائية والمركبات"، في إشارة إلى السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، حسبما أوردت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية.
وفي حين أظهرت مبيعات "جنرال موتورز" مرونة في الصين رغم جائحة فيروس كورونا، تعتمد آفاق النمو في المدى الطويل على موديلاتها الجديدة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، كي تستقطب اهتمام المشترين. هذا في وقت يتسارع الطلب على السيارات الكهربائية في الصين، حيث قادت "تسلا" زمام المبادرة في وقت مبكر في أكبر اقتصاد آسيوي، بعدما بدأت إنتاج مصنعها الجديد في شنغهاي بتكاليف بلغت عدة مليارات من الدولارات.
حالياً، يتعافى سوق السيارات في الصين من ركود دام عامين، مدعوماً بإعادة فتح صالات العرض وتراجع انتشار كورونا وتحسّن مؤشرات الاقتصاد. وطغى نمو مبيعات السيارات الكهربائية على استهلاك الغاز في الشهر الماضي بعد فترة هدوء استمرت عاماً بدأتها الحكومة بتخفيض دعم السيارات الكهربائية.
وصرّحت "جنرال موتورز" بأنها تخطّط لبيع أكثر من 20 طرازاً من طرازات المركبات الكهربائية بحلول عام 2023 تقريباً. وفي مارس/آذار المنصرم، كشفت الشركة عن منصة بطاريات تراهن بها على التميّز في المنافسة. ويوم الأربعاء الماضي، في شنغهاي، قدّمت "جنرال موتورز" مزيداً من المعلومات حول منصة المركبات الكهربائية العالمية الجديدة ونظام بطاريات "ألتيوم" والجيل القادم من سياراتها الكهربائية المخصصة للصين.
الشركة كشفت أن أكثر من 40% من عمليات إطلاق السيارات الجديدة في الصين خلال السنوات الخمس المقبلة ستكون من الطرازات الكهربائية، بحيث يتم تصنيعها في الصين، فيما تأتي جميع الأجزاء تقريباً من مورّدين محليين.
وستستمر الشركة في طرح وتحديث نظام "سوبر كروز"، ليتم عرضه على تشكيلة "كاديلاك" بحلول منتصف العقد وتوسيعه ليشمل طرازي "بويك" و"شيفروليه".
كما ستتوافر سيارة "كاديلاك ليريك" Lyriq الفاخرة الكهربائية بالكامل ومتعددة الاستخدامات في الصين، وتستهدف خصوصاً العملاء الأثرياء، وتحتوي على سقف زجاجي ومساحة داخلية أكثر اتساعاً بسبب هندسة البطارية الجديدة.