لم تمسّ جائحة كورونا صحّة الناس فحسب، إنّما طاولت كذلك مختلف الصعد، منها التعليم. ولا يخفي تلاميذ سورية قلقهم وارتباكهم اليوم
العام الدراسي في سورية، كما في سواها من البلدان، استثنائي هذه السنة بالنسبة إلى التلاميذ بمعظمهم، وسط أزمة كورونا. منذ أن عُلّق الدوام في المدارس في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، يعيش التلاميذ حالة من القلق والتوتر، على الرغم من تحديد موعد لامتحانات الشهادة الثانوية والأساسية بالإضافة إلى ترفيع الجميع في الصفوف الانتقالية إلى الصفّ الأعلى من دون الخضوع إلى أيّ اختبار.
وكانت وزارة التربية التابعة للنظام قد حدّدت الواحد والعشرين من شهر يونيو/ حزيران المقبل، موعداً لبدء امتحان شهادة الثانوية العامة، على أن يكون اليوم التالي موعداً لبدء امتحانات شهادة التعليم الأساسية. وإعلان تحديد موعد للامتحانات زاد من توتر وقلق التلاميذ المعنيين، بحسب ما يبدو. منجد النجاد واحد من هؤلاء وهو تلميذ في الصف الثالث الثانوي. يقول لـ"العربي الجديد": "أشعر بعدم الاستقرار. فالمدرسة توقّفت والمدرّسون الذين كنت أعتمد عليهم لتعويض النقص في بعض المواد، انقطعت عنهم منذ أكثر من شهر من جرّاء المخاوف من عدوى كورونا". يضيف: "كنت أستعدّ لمتابعة جلسات تحضير للامتحانات في أحد المعاهد الخاصة، غير أنّه مغلق ولا أدري إن كان سيفتح أبوابه بعد الإعلان عن موعد الامتحانات".
ويتابع النجاد: "بدأت أتواصل مع المدرّسين لحجز حصص دروس خصوصية، إذ لديّ نقص في بعض المواد، فنحن لم ننهِ المنهاج الذي حدّدته الوزارة، إلا أنّهم اعتذروا بمعظمهم من جرّاء ضغط التلاميذ عليهم، خصوصاً في ظلّ إغلاق المعاهد الخاصة". ويلفت إلى أنّ "بدلات الدروس الخصوصية ارتفعت، والمدرّس الذي كان يتقاضى أربعة آلاف ليرة سورية (نحو ثمانية دولارات أميركية) كبدل للجلسة الواحدة صار يطلب خمسة آلاف (نحو عشرة دولارات) أو أكثر، وهذا بدل مرتفع جداً بالنسبة إليّ". ويعبّر النجاد عن شعوره بشيء من الإحباط، شأنه شأن كثيرين من زملائه، مؤكداً أنّه "حتى الاندفاع للدراسة ليس بالمستوى ذاته كما كانت الحال قبل تعليق دوام المدارس".
اقــرأ أيضاً
أمّا سميح عواد، وهو كذلك تلميذ في الصف الثالث الثانوي، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "مسألة تأجيل الامتحانات فرصة لكسب مزيد من الوقت للدراسة والمراجعة"، لافتاً إلى أنّ "منصة الدراسة الإلكترونية وتوفير أرقام هواتف المدرّسين ساعداني في الحصول على معلومات لم أحصل عليها في المدرسة". ويتوقّع عواد أن "تكون الأسئلة هذه السنة أسهل ممّا كانت عليه في السنوات السابقة. فجزء من المنهج الدراسي هو خارج الامتحانات، كذلك ثمّة حديث عن توجّه الوزارة إلى زيادة الأسئلة حتى يختار التلاميذ من بينها".
تجدر الإشارة إلى أنّ الفريق الوزاري المعني قرّر أن تكون الامتحانات في دورة واحدة فألغيت الدورة التكميلية، كذلك ستتم زيادة الأسئلة الاختيارية للتلاميذ في كلّ مادة امتحانية، وزيادة المدة الزمنية الفاصلة بين مادة وأخرى، وحصر امتحان الشهادتَين بالدروس التي تلقاها التلاميذ منذ بداية العام الدراسي وحتى تعليق الدوام في الرابع عشر من شهر مارس/ آذار الماضي. ويُربط موعد الامتحانات بالمستجدات المتعلقة بأزمة كورونا والتي قد تستدعي تعديله.
وفي ما يخصّ الصفوف الانتقالية، كانت وزارة التربية قد طلبت من مديرياتها في المحافظات كافة العمل على إنهاء العام الدراسي 2019 - 2020 للصفوف الانتقالية بتاريخ 26 إبريل/ نيسان الماضي وترفيع تلاميذ الصفوف الانتقالية جميعاً إلى الصفوف الأعلى، على أن تعمل مديريات التربية على تنفيذ برنامج تعليمي لتعويض الفاقد التعليمي مع بداية العام الدراسي المقبل 2020 - 2021 لمدّة أسبوعَين. تُضاف إلى ذلك تدابير أخرى لتنظيم المعارف والمهارات من خلال أنشطة تعليمية وأوراق عمل. من جهتهم، سيخضع تلاميذ الصفوف السابع والثامن والعاشر والحادي عشر إلى اختبار الفاقد التعليمي لتُضاف نتائجه إلى علامات الفصل الأول بهدف ترتيب نجاحهم.
من جهتها، تقول أمّ محمد بركة، إنها تشعر بعدم الراحة لقرارات وزارة التربية بترفيع الطلاب، قائلة في حديث "العربي الجديد"، "ماذا يعنون بتعويض الفاقد للطلاب؟ فبحسب المناهج الدراسية المقررة بالكاد يستطيع الطلاب متابعة دروسهم ضمن العام الدراسي، بالرغم من تلقي الكثير منهم الدروس الخصوصية واتباع دورات تعليمية في مراكز المتابعة الدراسية، فكيف إذا تمت زيادة المنهاج العام المقبل". وأضافت "غالبية أهالي الطلاب مسرورون لأن أبنائهم نجحوا دون أن يعيشوا تجربة الامتحانات التي ترهق أعصابنا جراء القلق وسهر الليالي، وحتى أنها تشكل ضغطا ماديا جراء الدروس الخصوصية، لكن أشعر أن هذا سيرتب على الطلاب وعائلاتهم أعباء إضافية في العام المقبل".
وفي ظل القرارات الأخيرة، ما زالت شريحة واسعة من طلاب الجامعات والمعاهد السورية تترقب كيف ستكون نهاية عامهم الدراسي، خصوصاً أنّ ثمّة طلاباً لم يكملوا بعد برنامجهم لامتحانات الفصل الأول، كما هي حال قيس عبد الكريم. ويعبّر عبد الكريم عن ارتباك من جرّاء عدم معرفته كيف سيكمل عامه الدراسي الأخير، خصوصاً أنّ لديه عدداً كبيراً من المواد. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "امتحانات الفصل الثاني كانت تجرى في الشهر السادس، لكنّنا وبحسب ما يبدو سنكمل امتحانات الفصل الأول". ولا يخفي عبد الكريم أسئلة كثيرة تدور في خلده: "هل سيُجمع ما تبقى من امتحانات الفصل الأول مع امتحانات الفصل الثاني؟ وكيف سيتمّ التعامل مع القسم العملي، خصوصاً أنّنا لم تُقدّم لنا أيّ محاضرة؟ هل سيتمّ إنجاح الطلاب في القسم العملي، وعلى أيّ أساس ستُحتسب الدرجات؟".
يُذكر أنّ النظام السوري اتّخذ تدابير وقائية عدّة لمواجهة فيروس كورونا الجديد في خلال الأسابيع الماضية، بدأت بتعليق الدوام في المدارس والجامعات. وتلتها إجراءات أخرى، منها تعليق عمل وسائل النقل العام، ووقف النقل بين الأرياف والمدن، وإغلاق الأسواق وتخفيض أعداد الموظفين في الإدارات، قبل أن تعود في الأيام الأخيرة وتخفّف من تلك الإجراءات، ففُتحت الأسواق بشكل جزئي إلى جانب عودة العمل في الادارات العامة.
العام الدراسي في سورية، كما في سواها من البلدان، استثنائي هذه السنة بالنسبة إلى التلاميذ بمعظمهم، وسط أزمة كورونا. منذ أن عُلّق الدوام في المدارس في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، يعيش التلاميذ حالة من القلق والتوتر، على الرغم من تحديد موعد لامتحانات الشهادة الثانوية والأساسية بالإضافة إلى ترفيع الجميع في الصفوف الانتقالية إلى الصفّ الأعلى من دون الخضوع إلى أيّ اختبار.
وكانت وزارة التربية التابعة للنظام قد حدّدت الواحد والعشرين من شهر يونيو/ حزيران المقبل، موعداً لبدء امتحان شهادة الثانوية العامة، على أن يكون اليوم التالي موعداً لبدء امتحانات شهادة التعليم الأساسية. وإعلان تحديد موعد للامتحانات زاد من توتر وقلق التلاميذ المعنيين، بحسب ما يبدو. منجد النجاد واحد من هؤلاء وهو تلميذ في الصف الثالث الثانوي. يقول لـ"العربي الجديد": "أشعر بعدم الاستقرار. فالمدرسة توقّفت والمدرّسون الذين كنت أعتمد عليهم لتعويض النقص في بعض المواد، انقطعت عنهم منذ أكثر من شهر من جرّاء المخاوف من عدوى كورونا". يضيف: "كنت أستعدّ لمتابعة جلسات تحضير للامتحانات في أحد المعاهد الخاصة، غير أنّه مغلق ولا أدري إن كان سيفتح أبوابه بعد الإعلان عن موعد الامتحانات".
ويتابع النجاد: "بدأت أتواصل مع المدرّسين لحجز حصص دروس خصوصية، إذ لديّ نقص في بعض المواد، فنحن لم ننهِ المنهاج الذي حدّدته الوزارة، إلا أنّهم اعتذروا بمعظمهم من جرّاء ضغط التلاميذ عليهم، خصوصاً في ظلّ إغلاق المعاهد الخاصة". ويلفت إلى أنّ "بدلات الدروس الخصوصية ارتفعت، والمدرّس الذي كان يتقاضى أربعة آلاف ليرة سورية (نحو ثمانية دولارات أميركية) كبدل للجلسة الواحدة صار يطلب خمسة آلاف (نحو عشرة دولارات) أو أكثر، وهذا بدل مرتفع جداً بالنسبة إليّ". ويعبّر النجاد عن شعوره بشيء من الإحباط، شأنه شأن كثيرين من زملائه، مؤكداً أنّه "حتى الاندفاع للدراسة ليس بالمستوى ذاته كما كانت الحال قبل تعليق دوام المدارس".
أمّا سميح عواد، وهو كذلك تلميذ في الصف الثالث الثانوي، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "مسألة تأجيل الامتحانات فرصة لكسب مزيد من الوقت للدراسة والمراجعة"، لافتاً إلى أنّ "منصة الدراسة الإلكترونية وتوفير أرقام هواتف المدرّسين ساعداني في الحصول على معلومات لم أحصل عليها في المدرسة". ويتوقّع عواد أن "تكون الأسئلة هذه السنة أسهل ممّا كانت عليه في السنوات السابقة. فجزء من المنهج الدراسي هو خارج الامتحانات، كذلك ثمّة حديث عن توجّه الوزارة إلى زيادة الأسئلة حتى يختار التلاميذ من بينها".
تجدر الإشارة إلى أنّ الفريق الوزاري المعني قرّر أن تكون الامتحانات في دورة واحدة فألغيت الدورة التكميلية، كذلك ستتم زيادة الأسئلة الاختيارية للتلاميذ في كلّ مادة امتحانية، وزيادة المدة الزمنية الفاصلة بين مادة وأخرى، وحصر امتحان الشهادتَين بالدروس التي تلقاها التلاميذ منذ بداية العام الدراسي وحتى تعليق الدوام في الرابع عشر من شهر مارس/ آذار الماضي. ويُربط موعد الامتحانات بالمستجدات المتعلقة بأزمة كورونا والتي قد تستدعي تعديله.
وفي ما يخصّ الصفوف الانتقالية، كانت وزارة التربية قد طلبت من مديرياتها في المحافظات كافة العمل على إنهاء العام الدراسي 2019 - 2020 للصفوف الانتقالية بتاريخ 26 إبريل/ نيسان الماضي وترفيع تلاميذ الصفوف الانتقالية جميعاً إلى الصفوف الأعلى، على أن تعمل مديريات التربية على تنفيذ برنامج تعليمي لتعويض الفاقد التعليمي مع بداية العام الدراسي المقبل 2020 - 2021 لمدّة أسبوعَين. تُضاف إلى ذلك تدابير أخرى لتنظيم المعارف والمهارات من خلال أنشطة تعليمية وأوراق عمل. من جهتهم، سيخضع تلاميذ الصفوف السابع والثامن والعاشر والحادي عشر إلى اختبار الفاقد التعليمي لتُضاف نتائجه إلى علامات الفصل الأول بهدف ترتيب نجاحهم.
من جهتها، تقول أمّ محمد بركة، إنها تشعر بعدم الراحة لقرارات وزارة التربية بترفيع الطلاب، قائلة في حديث "العربي الجديد"، "ماذا يعنون بتعويض الفاقد للطلاب؟ فبحسب المناهج الدراسية المقررة بالكاد يستطيع الطلاب متابعة دروسهم ضمن العام الدراسي، بالرغم من تلقي الكثير منهم الدروس الخصوصية واتباع دورات تعليمية في مراكز المتابعة الدراسية، فكيف إذا تمت زيادة المنهاج العام المقبل". وأضافت "غالبية أهالي الطلاب مسرورون لأن أبنائهم نجحوا دون أن يعيشوا تجربة الامتحانات التي ترهق أعصابنا جراء القلق وسهر الليالي، وحتى أنها تشكل ضغطا ماديا جراء الدروس الخصوصية، لكن أشعر أن هذا سيرتب على الطلاب وعائلاتهم أعباء إضافية في العام المقبل".
وفي ظل القرارات الأخيرة، ما زالت شريحة واسعة من طلاب الجامعات والمعاهد السورية تترقب كيف ستكون نهاية عامهم الدراسي، خصوصاً أنّ ثمّة طلاباً لم يكملوا بعد برنامجهم لامتحانات الفصل الأول، كما هي حال قيس عبد الكريم. ويعبّر عبد الكريم عن ارتباك من جرّاء عدم معرفته كيف سيكمل عامه الدراسي الأخير، خصوصاً أنّ لديه عدداً كبيراً من المواد. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "امتحانات الفصل الثاني كانت تجرى في الشهر السادس، لكنّنا وبحسب ما يبدو سنكمل امتحانات الفصل الأول". ولا يخفي عبد الكريم أسئلة كثيرة تدور في خلده: "هل سيُجمع ما تبقى من امتحانات الفصل الأول مع امتحانات الفصل الثاني؟ وكيف سيتمّ التعامل مع القسم العملي، خصوصاً أنّنا لم تُقدّم لنا أيّ محاضرة؟ هل سيتمّ إنجاح الطلاب في القسم العملي، وعلى أيّ أساس ستُحتسب الدرجات؟".
يُذكر أنّ النظام السوري اتّخذ تدابير وقائية عدّة لمواجهة فيروس كورونا الجديد في خلال الأسابيع الماضية، بدأت بتعليق الدوام في المدارس والجامعات. وتلتها إجراءات أخرى، منها تعليق عمل وسائل النقل العام، ووقف النقل بين الأرياف والمدن، وإغلاق الأسواق وتخفيض أعداد الموظفين في الإدارات، قبل أن تعود في الأيام الأخيرة وتخفّف من تلك الإجراءات، ففُتحت الأسواق بشكل جزئي إلى جانب عودة العمل في الادارات العامة.