"إيرورز": أعداد ضحايا التحالف الدولي بالعراق وسورية بلغت أكثر من تسعة آلاف

23 مايو 2018
سقوط 105مدنيين بضربة واحدة خلال حرب الموصل (فرانس برس)
+ الخط -
نشرت منظمة "إيرورز" الحقوقية تقريراً يكشف عن مقتل ما بين 6250 و9600 مدني في غارات التحالف الدولي ضد "داعش" منذ عام 2014 في كل من سورية والعراق، وهو ما يجعله العدد الأكبر من الضحايا منذ حرب فيتنام. 

وقال التقرير، الذي نشرته المنظمة أمس الثلاثاء، إن "التحالف مسؤول عن ثلث عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا منذ بدء الضربات الجوية ضد "داعش" عام 2014، والذين بلغ عددهم الإجمالي 25 ألفاً". 

ويبلغ هذا الرقم عشرة أضعاف التقديرات الرسمية الصادرة عن التحالف الدولي. 

وأشار تقرير المنظمة، التي تعمل على توثيق الضربات الجوية في كل من سورية والعراق وتقصّي ضحاياها، إلى أن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة تسبب بأعداد كبيرة من الإصابات، وذلك رغم الطبيعة "الذكية" لهذه الأسلحة، موضحاً أنه "عند استخدامها في المناطق المدنية، فإن الأسلحة الثقيلة المستخدمة في العراق وسورية تحقق نتائج لا يمكن توقعها، وحصيلة مختلفة جذرياً لدى مقارنتها بالبيئات المضبوطة الأخرى. في المدينة لا يمكن معرفة كيفية إنشاء جميع المباني وأي جزء منها ستنهار بنيته، ومن يسكنها، وبالتالي فإن أعداد الضحايا في المدن لا بد أن يكون مضاعفاً، حتى وإن استخدمت الأسلحة الذكية في استهدافها". 

كذلك اتهم التقرير التحالف الدولي بـ"الاعتماد على مصادر استخبارية قديمة أو تشوبها الأخطاء، وهو ما فاقم من أعداد الضحايا". 

وفي الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من الضحايا في حي الجديدة في الموصل، في مارس/ آذار 2017، الذي أسفر عن مقتل 105 أشخاص، ألقيت قنبلة تزن نحو 250 كيلوغراماً ذات انفجار متأخر على مبنى في محاولة لاستهداف قناصة "داعش" المتمركزين على سطح المبنى، ولكن كانت هناك عوائل تحتمي من القصف في الطوابق السفلية من البناء. 

وعلى الرغم من علم التحالف باستخدام "داعش" المدنيين كدروع بشرية، لم يتم التعلم من أخطاء الموصل، وتم تكرارها في الرقة، حيث اعتمدت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بشكل أكبر على الدعم الجوي الغربي.

ووصف مسؤولون أميركيون القتال في المدينة العراقية الثانية بأنه كان "أشدّ المعارك الحضرية التي اشتركت بها قواتهم منذ الحرب العالمية الثانية". 

ووجدت منظمة "إيرورز" أن التحالف مسؤول عن نحو 1400 ضحية من أصل 2000 سقطوا في الهجوم الذي دام نحو أربعة أشهر في الموصل العراقية، إلا أن الأرقام الصادرة عن التحالف الغربي تذكر نحو عشر الرقم. 

وأقرت بريطانيا، التي تعد القوة الثانية في التحالف، وساهمت في نحو 1600 غارة جوية، بسقوط مدني وحيد من جراء غاراتها، وفقاً لتصريحات من وزارة الدفاع البريطانية. 

وبينما تقول وزارة الدفاع البريطانية إنها تفعل جل ما في وسعها للحد من سقوط الضحايا المدنيين، إلا أن القوات الجوية قد أصابت "بشكل غير متعمد" سائق دراجة نارية كان يعبر المنطقة المستهدفة. 

وتزعم القوى الأخرى المشاركة في التحالف، وهي فرنسا وبلجيكا والدنمارك وكندا والأردن والسعودية والإمارات والبحرين وتركيا، أن لها سجلاً نظيفاً، غير أن "إيرورز" تشير إلى وجود ثلاثة على الأقل ممن سقطوا نتيجة غارات نفذها سلاح الجو البريطاني. 

وتشير المنظمة إلى صعوبة تقصي أعداد الضحايا على الأرض، إذ غن التحالف لا يقوم بهذه العملية ويعتمد عوضاً عن ذلك على التحليل عن بعد، وهو ما يتسبب بإغفال الضحايا المدنيين الذين لا يكشف عنهم هذا التحليل. 

كذلك تعمل المنظمة أيضاً على مراقبة الحملة الجوية الروسية في سورية، وكذلك هجمات الطيران التابع للنظام السوري. 

وتقدر المنظمة سقوط ما بين 7000 و11000 من الضحايا المدنيين على يد القوات الجوية الروسية، على الرغم من أن التأكد عملياً من هذه الأرقام أصعب من التحالف الغربي، نظراً إلى مشاركة السلاح الجوي الروسي للمجال الجوي الذي يستخدمه نظام الأسد. 

وبالمقارنة بين الجانبين، يكشف التقرير عن استخدام موسكو أعداداً أكبر من القنابل "غير الذكية". 

وتعتمد المنظمة في تقييمها على الصور ذات المصدر المفتوح التي تصدرها وزارة الدفاع الروسية، والتي توحي بأن ما يقل عن 5 في المائة من القنابل الروسية هي قنابل ذكية. كذلك يكشف التقرير عن استهداف القوات الروسية بشكل متكرر للمشافي والمدارس. 

المساهمون