تقديرات إسرائيلية: حزب الله غير معني بالمواجهة حالياً

24 مايو 2016
من تشييع مصطفى بدر الدين في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

على الرغم من حرص وسائل الإعلام الإسرائيلية على نفي علاقة إسرائيل بحادثة مقتل القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين في سورية، إلا أن معظم المعلقين الإسرائيليين يرون أن "هذا التطوّر قد حسّن من مكانة إسرائيل في المواجهة مع الحزب".

في هذا السياق، يلفت المعلقون في إسرائيل إلى أن "ردة فعل الحزب على تصفية بدر الدين، أظهرت بشكل لا يقبل التأويل أن محاولة إنقاذ نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، هو على رأس أولويات الحزب، وأن الحزب غير معني بخوض مواجهة مع إسرائيل في المدى المنظور". كما يرى بعض المراقبين الإسرائيليين أن "مسارعة الحزب إلى تبرئة إسرائيل تُعدّ دليلاً على مستوى الردع الذي حققته إسرائيل في مواجهة الحزب". ويذهب الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية، نوعم أمير، إلى حدّ القول إن "مسارعة الحزب إلى اتهام قوى المعارضة السورية باغتيال بدر الدين، تمثل رسالة غير مباشرة من حزب الله لإسرائيل، مفادها أنه غير معني بالمواجهة معها".

وفي مقال تحليلي، نشرته صحيفة "معاريف" أخيراً، يشير أمير، إلى أنه "كان من السهل على حزب الله اتهام إسرائيل، إذ إنه من المعروف أن لإسرائيل مصلحة في تصفية بدر الدين، لكن نصر الله سارع إلى إغلاق ملف الاغتيال عبر اتهام المعارضة السورية، مفضلاً الظهور بمظهر الضعيف في الساحة السورية على اتهام إسرائيل وتمهيد الطريق أمام مواجهة معها". كما يضيف أمير أن "حزب الله في ذروة ضعفه حالياً، وتورّطه في القتال إلى جانب نظام الأسد، جلب عليه تحديات قد تهدد مجرد وجوده، بسبب تعاظم خسائره في القتال الدائر حالياً هناك".

ويشير أمير إلى أنه "وفق التقديرات الإسرائيلية، فإن (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله، ينطلق من افتراض مفاده أن خسارته الحرب، التي يخوضها لصالح نظام الأسد، قد تفضي إلى المسّ بوجود حزبه في لبنان".
من جهته، يرى معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، روني دانئيل، أن "مسارعة حزب الله إلى تبرئة إسرائيل واتهام المعارضة السورية، تدل بشكل واضح على أن قوة الردع التي راكمتها إسرائيل في مواجهة الحزب منذ انتهاء حرب 2006 (عدوان تموز) تتعاظم".

وفي تعليق، بثته القناة قبل أيام، ينوّه دانئيل إلى أن "كلاً من فاعلية قوة الردع الإسرائيلية، وتقلّص هامش المناورة المتاح أمام الحزب بسبب حربه في سورية، يدفع إلى الاستنتاج بأن فترة طويلة قد تمرّ قبل أن تندلع مواجهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله".

ويلفت دانئيل النظر إلى "حقيقة أنها المرة الأولى التي تتم فيها تصفية قائد كبير لحزب الله، من دون أن يتم إعلان حالة استنفار في شمال البلاد (شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان)"، مشيراً إلى أن "الجيش دعا المواطنين الإسرائيليين والسياح إلى مواصلة نمط حياتهم الاعتيادية في الشمال بُعيد الإعلان عن اغتيال بدر الدين". وهناك أيضاً في إسرائيل من يرى أن "التغييرات على المستويات القيادية، التي من المتوقع أن يقدم عليها الحزب بعد تصفية بدر الدين، قد لا تسهم في تحسين قدرة الحزب على مواجهة إسرائيل".

ويرى أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، إيال زيسر، أن "قائمة القادة النوعيين في حزب الله، تقلّصت إلى حد كبير"، لافتاً إلى أن "الحزب سيكون مضطراً إلى تعيين قيادات ذات خبرة محدودة، مما يُقلّص من قدرته على مواجهة إسرائيل مستقبلاً".

في هذ الصدد، تنقل صحيفة "ميكور ريشون"، أخيراً، عن زيسر قوله إن "دافع حزب الله لفتح مواجهة جديدة ضد إسرائيل في ظل هذه الظروف سيتراجع إلى حد كبير". لكن معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، يوآف ليمور، يختلف مع اتجاهات التحليل السابقة، ويحذّر من "الولوج إلى استنتاجات خاطئة بشأن نوايا حزب الله". وفي تعليق نشرته الصحيفة قبل أيام، يرى ليمور أنه "على الرغم من أن حزب الله مشغول حالياً في سورية، إلا أن مواجهة إسرائيل تظل هدفه الرئيسي". ويوضح ليمور أن "حزب الله لا يرى حالياً أن مصلحته تكمن في فتح مواجهة مع إسرائيل لكنه بكل تأكيد يستعد لها"، معتبراً أن "كلاً من إسرائيل وحزب الله يستعدان للمواجهة المقبلة على اعتبار أنها حتمية".
المساهمون