تقديرات إسرائيلية: بن سلمان قنبلة زرعها كوشنر وفجّرها خاشقجي

17 أكتوبر 2018
ولي العهد يورط حلفاءه (Getty)
+ الخط -
دعا معلقون إسرائيليون إلى إعادة النظر في العلاقة مع نظام الحكم السعودي، والتوقف عن تزويده بالسلاح بعد قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، بينما قال آخرون إن هذه القضية قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل التعاون والعلاقة الضمنية والعلنية بين تل أبيب والرياض.

وتوقع المعلق في صحيفة "معاريف" شلومو شامير، أن يفضي التوتر بين الرياض والإدارة الأميركية إلى إقناع نظام الحكم في السعودية بتقليص مستوى العلاقة السرية مع تل أبيب، منوهاً إلى أن هذه العلاقة تطورت إلى حد كبير، بحيث وصلت إلى حد عقد لقاءات بين كبار المسؤولين في الجانبين.

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم، وصف شامير المقيم في نيويورك، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ"القنبلة التي زرعها" جاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، معتبراً أن تصفية خاشقجي على أيدي السعوديين "مثل الصاعق الذي أفضى إلى تفجير هذه القنبلة".

وأشار إلى أن البيت الأبيض بات في وضع "حرج" بسبب طابع العلاقات الوثيقة التي ربطت ترامب وإدارته مع بن سلمان، منوهاً إلى أن ما يفاقم وضع ترامب أن تفجر هذه القضية جاء قبل 3 أسابيع على موعد إجراء الانتخابات النصفية للكونغرس.

أما المستشرق إيال زيسر، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، فقد أشار إلى أن خيبة أمل كبيرة تسود إسرائيل في أعقاب قضية خاشقجي. وفي مقال نشره أمس موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، أشار إلى أن هذه القضية مسّت بمصالح إسرائيل الإقليمية، على اعتبار أنها أفضت إلى عودة العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة إلى سابق عهدها واتساع الخلاف بين واشنطن والرياض.
ونوّه إلى أن بن سلمان فاجأ الغرب وإسرائيل "بعدما تورط حتى رقبته في قضية خاشقجي"، منوهاً إلى أن هذه القضية حطمت صورته "كزعيم حداثي ومتنور". وأشار إلى أن قضية خاشقجي دلت على أن بن سلمان يفتقر للتعقل، ورسمت علامات من الشك حول مستوى مؤهلاته القيادية.

وأشار إلى أن بن سلمان ظهر كقائد "متهور"، بشكل أفضى إلى خسارته كل المعارك التي خاضها، ولا سيما في اليمن الذي مثل ساحة للتورط السعودي، منوهاً إلى أنه لا يوجد ما يدل على أن الرياض قادرة على الخروج من الوحل الذي علقت فيه هناك. وأوضح أن ولي العهد السعودي خسر مواجهة إيران في لبنان، مشيراً إلى اضطراره إلى الإفراج عن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، بعدما احتجزه وأجبره على تقديم الاستقالة.

وأعاد للأذهان حقيقة أن سلوك بن سلمان تطابق مع المصالح الإسرائيلية، لا فقط في حماسته لمواجهة إيران، بل إنه أبدى "اعتدالاً مفاجئاً" تجاه إسرائيل. إلى ذلك، دعا معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، القيادة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في علاقاتها بنظام الحكم السعودي بعد قضية خاشقجي، منتقداً تلميح قادة المستوى السياسي والأجهزة الاستخبارية إلى أن هناك نية لإحداث طفرة على العلاقات مع الرياض.

وفي مقال نشرته "معاريف" أمس، حذر ميلمان من أن يتم تحميل إسرائيل المسؤولية أمام المجتمع الدولي عن بعض مظاهر سلوك نظام الحكم السعودي، ولا سيما بسبب تزويد تل أبيب الرياض بتقنيات عسكرية واستخبارية متقدمة يمكن أن تستخدمها ضد معارضي نظام الحكم.

ودعا قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية إلى إعادة النظر في العلاقة مع الاستخبارات السعودية في أعقاب قضية خاشقجي، مشدداً أنه إذا اضطرت تل أبيب إلى الاستعانة بالخدمات السعودية في مواجهة إيران فعليها توخي أقصى درجات الحذر في هذه العلاقة.

وأوضح أن "الميول البربرية" التي تسيطر على بن سلمان بسبب تعطشه للحكم جعلته يستخدم وسائل فظيعة مع معارضيه، وهذا ما يفسر ما حدث لخاشقجي.
من ناحيتها، أشارت الكاتبة نيتع بار إلى أن المخاطر على حكم بن سلمان لا تنحصر في تورطه ومغامراته التي كان آخرها إخفاء خاشقجي، مشيرة إلى أن ولي العهد خيب آمال السعوديين الذين لم يعد بوسعهم مواصلة التمتع بمستوى الحياة الجيد بسبب تراجع المداخيل الوطنية. 


وفي مقال نشرته أمس صحيفة "يسرائيل هيوم"، أشارت نيتع إلى أن ما يفاقم الأمور سوءاً أن بن سلمان أقدم على خطوات تقشفية قاسية لمواجهة الواقع الاقتصادي الصعب، ما يمثل مصدراً آخر من مصادر تراجع مستوى الحياة للسعوديين. ونوهت إلى أن إقدام بن سلمان على تصفية خاشقجي يعكس أنماط السلوك التي استلبت إليها العائلة المالكة في السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.