تقبيل الحذاء العسكري... منهج التلفزيون السوري

02 مايو 2015
كوثر البشراوي
+ الخط -
لم تكُن صورة الإعلامية التونسية كوثر البشراوي جديدةً، في تقبيلها الحذاء العسكري على الهواء خلال استضافتها على التلفزيون السوري، وهي تسأل عن "إنسانية المجتمع الدولي في سورية". فقد اعتمدت القنوات التابعة للنظام السوري منذ الثورة هذا النهج.

قبل نحو عامين، استضافت قناة سوريّة، "محللاً استراتيجياً"، وفي معرض حديثه، أخرج كيساً بلاستيكياً، فيه عظام حمار نافق، ليُقنع المشاهد بما يقوله. القناة نفسها، كرّرت مشاهد كثيرة من ذات النوع.

الرقص بالحذاء العسكري على الرأس، ومواطنون يشدهم مشهد التعبير الهستيري عن اختزال حب الوطن بعشق "البوط... الصباط...".

في عام 2015، ما زلنا نستمع ونقرأ كيف يشكل الحذاء العسكري العقل عند مثقفي السلطات، بل ودعاة حقوق النساء، كما في حالة أحدهم من دمشق بمؤازرة زميل له: "هؤلاء الذين يهاجرون عبر المتوسط خونة وغير شرفاء، ويستحقون الموت لأنهم يهاجرون لممارسة الدعارة في أوروبا".

قد لا يكون مفجعاً بالنسبة للبعض أننا خلال سنوات خمس عشنا صورة مقلوبة عن حال الأوطان، فسورية لم تكن استثناء في مسار شعارات وخطب أنتجت تماثيل وأعمال فنية تمجد الحذاء العسكري، وبكآبة حالة الإنكار كانت الصورة منذ البداية تشي بأننا سنكون أمام ما هو أفظع منها.

وإذا كان الأمر في سورية ليس استثناءً، فإن انفجار الصورة عربيًا منذ بداية الربيع العربي، ذهب ذات المنحى الذي هدف إلى تظهير صورة "المؤامرة". فكل شيء حدث "مؤامرة كونية على الأمة العربية" شارك فيها حتى فريق برشلونة.

غيب بذلك الشعب، وسحل بالمعنى الحرفي للكلمة، عن قنوات تمجيد الحذاء العسكري، ليُعاد اليوم صياغة العلاقة بين ثقافة "الفوتوشوب" والفبركات التي ظهرت في قرية البيضا في بانياس (نيسان/أبريل 2011) بجدال أستاذ جامعي متيقن بأنها صور من العراق والأقدام التي تدوس رؤوس الشباب هي من البشمركة والمارينز.

السؤال الجوهري، غير البعيد عن رغبات بن غوريون، هو: "ماذا أبقت الصور هذه لعدونا؟".

إقرأ أيضاً: بشار الأسد على "فرانس2": اكذب أكثر... قد يصدّقك أحد
المساهمون