تشهد مدينة خان شيخون السورية، تفشيا ملحوظا في إصابات داء الليشمانيا، إذ يتم إحصاء ما يقارب 200 مصاب شهرياً بهذا المرض الذي ينتقل إلى البشر، عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل الفاصد الحاملة للعدوى.
وفي السياق، قال رئيس المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة خان شيخون، تيم أبو شمس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قلة النظافة وضعف الإمكانيات الخدمية وسوء الصرف الصحي، إلى جانب توقف عمل البرنامج الوقائي منذ أكثر من سنة، وقلة المراكز الصحية وافتقار المدينة التي يبلف عدد سكانها 100 ألف نسمة بين نازح ومقيم إلى مستشفى، كل هذه الأسباب تلعب دورا مهما في تفشي المرض".
وأشار إلى أن "الجهة المسؤولة عن تقديم العلاجات لمرضى داء الليشمانيا هي مركز الرعاية الصحية الأولي، وهو الوحيد الذي يخدم المدينة وبإمكانيات ضئيلة، في حين يقارب عدد المصابين 200 مصاب شهرياً".
وأضاف "نحن كمجلس محلي نقوم بتكثيف حملات النظافة، ونشر حملات توعية عن الذباب الناقل لعدوى مرض الليشمانيا الجلدي"، مشيرا إلى غياب أي مبادرات موازية لإظهار مخاطر هذه الحشرة الناقلة للمرض وسبل الوقاية منها.
وبحسب المختص في الأمراض الجلدية، عامر أبو زيد، "فذبابة الرمل التي لا يتجاوز حجمها نصف حجم البعوضة، هي الناقل الرئيس للمرض، وتنشط في هذه الفترة من العام، والإصابة تؤدي إلى ندبات قد تكون دائمة في حال لم تعالج باللقاحات المناسبة، ومنها ما يصيب الجلد، وآخر أخطر يصيب الأمعاء والأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى، ونوع نادر يعرف بالليشمانيا المخاطية، والإصابة بها لمرة واحدة تعطي مناعة دائمة ضدها".
وأوضح أبو زيد في تصريحات سابقة لـ "العربي الجديد"، أنّ "حقن العلاج الموضعي للمرض قد لا تكون كافية وتحتاج وقتا للتعافي"، مشيرا إلى النقص الحاصل في حقن البنتوستام التي تستخدم لعلاج الالتهابات الطفيلية خصوصا داء الليشمانيات الجلدي، في عموم مناطق الشمال السوري.
من جهته، أكد المواطن السوري أحمد عبد الساتر، من أبناء مدينة خان شيخون، أنه تعرض لعدة لسعات من ذبابة الرمل تسببت له في إصابات في منطقة الرقبة والذراع وكذلك الأصابع، وعانى من حساسية دوائية من الحقن المعطاة له للتخلص من مرض الليشمانيا.
وقال لـ"العربي الجديد": "المشكلة أن هذه الذبابة صغيرة ومخاطرها كبيرة، ومعظمنا يجهل كيفية طرق الوقاية منها، ولهذا يرتفع عدد الإصابات سواء بين الأهالي أو النازحين المقيمين في المدينة"، داعيا الجهات المدنية والمحلية للتعامل مع الأمر بجدية واتخاذ كافة التدابير والاحتياطات للحد من تفشي هذا الداء.