تفجّرت في مقاطعة يوهان الصينية واحدة من أكبر فضائح الذهب في العقد الجاري، والتي من المتوقع أن تهز تجارة الذهب في البلاد وتفتح تحقيقات واسعة حول الشركات الصينية المسجلة في بورصة "وول ستريت"، إذ إن الشركة المتورطة في الفضيحة من الشركات التي يتم تداولها ببورصة ناسداك بنيويورك.
وكشفت نشرة "نيكاي إيشيان رفيو" اليابانية أن 14 شركة مالية صينية أقرضت شركة "يوهان كينغ غولد جيوليري" مبالغ مالية تقدر بنحو 20 مليار يوان "نحو 2.8 مليار دولار"، مقابل رهنها سبائك ذهبية لتغطية أية خسائر محتملة من القرض المالي. وهو ما أكدته كذلك مواقع صينية وأميركية أمس الثلاثاء.
وحسب تقرير النشرة المالية، منحت القروض خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن حينما لجأت إحدى الشركات المقرضة لتسييل الذهب المرهون اكتشفت أنه زائف ومكون من ألواح نحاسية مطلية بالذهب. وتعد شركة كينغ غولد من كبريات شركات الذهب الخاصة في إقليم هوبي وسط الصين، كما أن أسهمها مدرجة في بورصة ناسداك الأميركية ويتم التداول فيها منذ العام 2010.
في ذات الشأن، قال موقع "سمول كاب" الأميركي، أمس الثلاثاء، إن شركات محاماة أميركية بدأت إجراء تحقيقات بهدف رفع قضية ضد الشركة الصينية بتهم الاحتيال على المساهمين في أسهمها. بينما قال الموقع الأميركي إن حجم الذهب المغشوش الذي استخدمته الشركة في الرهن يقدر بنحو 83 طناً، وإن قيمته السوقية تقدر بحوالى 4.2 مليارات دولار. وهو رقم أكبر من الذي ذكرته تقارير أخرى. وحسب الموقع الأميركي، يسيطر على أسهم الشركة المستثمر جيا زيهونغ الضابط السابق في القوات المسلحة الصينية.
ويشير التقرير إلى أن الفضيحة تكشّفت حينما تخلفت شركة كينغ غولد عن تسديد القرض المالي الذي حصلت عليه من مصرف دونغون، وهو أحد مصارف الظل الصينية التي أقرضت شركة يوهان كينغ غولد جيوليري. حينها قالت شركة كينغ غولد، إنها اكتشفت أن الذهب مغشوش وعبارة عن سبائك من النحاس مطلية بالذهب.
وقال مصدر في يوهان: "نعلم منذ سنوات أن شركة كينغ غولد ليس لديها الكثير من الذهب وأن ما تملكه هو نحاس". وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تعليقات نقلها الموقع الأميركي، أن الشركات المالية بمقاطعة هوبي تفادت التعامل التجاري مع الشركة منذ سنوات، ولكنها لم تعلن عن ذلك خوفاً من إغضاب صاحبها الذي تربطه علاقات قوية مع الجيش الصيني.
ومن المتوقع أن تكون لفضيحة الذهب المغشوش تداعيات سلبية على تجارة الذهب في الصين، خاصة على بورصة الذهب الوليدة في شنغهاي. وحسب التقرير، فإن السلطات المحلية بمقاطعة هوبي بدأت في التحقيق حول الفضيحة التي من المتوقع أن تضر بتجارة الذهب التي تنامت بمعدلات سريعة في البلاد، خاصة بعد افتتاح بورصة شنغهاي للذهب في العام 2017.
وسجل سوق الذهب في الصين توسعاً سريعاً في العام الماضي 2019، حيث ارتفع حجم تداول العقود الآجلة والمعاملات الفورية للذهب إلى حد كبير، وفقاً لبيانات جمعية الذهب الصينية.
كما ارتفع حجم تداول جميع منتجات الذهب في بورصة شانغهاي للذهب، التي تتداول الذهب بشكل فوري، بنسبة 0.12 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 68600 طن في العام الماضي 2019، مع ارتفاع قيمة التداول المجتمعة 15.69 في المائة إلى 21.49 تريليون يوان (حوالي 3.12 تريليونات دولار).
كما ارتفع إجمالي حجم تداول العقود الآجلة للذهب في بورصة شانغهاي للعقود الآجلة بنسبة 186.84 في المائة إلى 92500 طن، مع ارتفاع قيمة التداول بنسبة 238.92 في المائة على أساس سنوي إلى 29.99 تريليون يوان. وذلك وفقاً لما ذكرته جمعية الذهب الصينية في يناير/ كانون الأول. وأرجعت الجمعية النمو السريع إلى ارتفاع أسعار الذهب في العام الماضي، خاصة في النصف الثاني من عام 2019، الأمر الذي جذب المزيد من استثمارات المؤسسات.
وتأمل الحكومة الصينية استخدام الذهب مستقبلاً في دعم تدويل عملتها اليوان، إذ إنها تستخدم اليوان المدعوم بالذهب في صفقات العقود الآجلة في بورصة شنغهاي للنفط. ومن المتوقع أن يساهم التحقيق في دعم خطوات الرئيس دونالد ترامب التي تسعى لمحاصرة الصين وتقود إلى تعزيز التحقيقات الفدرالية الجارية في الشركات الصينية المسجلة للتداول في بورصة "وول ستريت"، خاصة وأن شركة كينغ غولد جويليري من الشركات المسجلة بالبورصة.