تفاؤل نفطي..وسيتي بنك يتوقع 52 دولاراً للبرميل

14 يوليو 2016
محطة وقود بمدينة مليبورن الأسترالية (Getty)
+ الخط -
رغم التوقعات المتشائمة التي أبدتها بعض المؤسسات في أسواق النفط ومنها وكالة الطاقة الدولية بشأن تدهور الأسعار في أعقاب الانتعاشة التي شهدتها في الربع الثاني من العام الجاري، فإن مصرف "سيتي غروب" الأميركي يرى أن الأسعار ستتماسك خلال النصف الثاني من العام الجاري فوق 50 دولاراً للبرميل.
وقال خبير الطاقة العالمي أيد مورس الذي يدير أبحاث الطاقة لمجموعة "سيتي غروب" المصرفية إن أسعار النفط ستتماسك خلال الشهور المقبلة رغم الذبذبات التي تشهدها حالياً.
وذكر في تقرير للعملاء هذا الأسبوع أن "ما يحدث في دورة أسعار النفط الحالية يختلف عما حدث من ارتفاع في الربع الثاني من العام الماضي، حيث ارتفعت الأسعار في الربع الثاني لتنخفض بعدها بمعدلات حادة في الربع الثالث بسبب التخمة".
وأشار في مذكرة لعملاء مجموعة "سيتي غروب"، إلى أن "مستويات الأسعار الحالية ستتماسك في هذه الدورة لأسباب عديدة أهمها أن الفجوة بين العرض والطلب تتقلص، كما أن نمو الطلب العالمي على النفط يتواصل ولو بمستويات متواضعة".
وكسبت أسعار خام برنت حوالى 25% خلال الربع الثاني و6.2% خلال الربع الأول بعد الانتكاسة الكبرى التي شهدتها في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي وهبطت بالأسعار إلى 27 دولاراً للبرميل.
وقال إيد مورس في المذكرة إن سعر خام برنت سيبلغ 52 دولاراً في المتوسط في النصف الثاني، وتوقع أن يواصل النفط الارتفاع في العام المقبل 2017 ليبلغ سعره حوالى 60 دولاراً.
ورغم التباين الكبير في تقييمات الخبراء في أوروبا لتداعيات استفتاء بريطانيا الذي أقر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على سوق الطاقة العالمي. يبدو أن الآثار الاقتصادية والمالية السالبة تنحسر بسرعة، حيث ترتفع مؤشرات أسواق المال بمعدلات كبيرة مخلفة وراءها مخاوف حال عدم اليقين السياسي في أعقاب اختيار تيريزا ماي خليفة لرئيس الوزراء البريطاني المستقيل.
ويرى العديد من الخبراء أن خروج بريطانيا لم يحدث أزمة مالية أو اقتصادية تهدد النمو العالمي كما كان متوقعاً، وأن ما يحدث حالياً من تداعيات سالبة يخص السياسة في منطقة اليورو، أكثر منها تداعيات سالبة على الاقتصاد والنمو العالمي.
وعلى الصعيد الأميركي يبعث التقدم الذي تظهره استطلاعات الرأي في أميركا، لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب الطمأنينة في الأسواق الأميركية وتدفع أسواق المال العالمية للانتعاش مجدداً.

وتبشر هذه المؤشرات بتحسن الطلب العالمي على النفط. ويذكر أن آخر استطلاع للرأي أظهر أن شعبية المرشحة هيلاري كلينتون تتفوق على الملياردير ترامب بحوالى 13 نقطة. وكانت أسواق المال والطاقة تتخوف من تفوق دونالد ترامب واحتمالات فوزه.
ويذكر أن أسعار النفط هبطت أمس الأربعاء في الوقت الذي حذرت فيه وكالة الطاقة الدولية من أن تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية تواصل الضغط على الأسعار، وأظهرت البيانات زيادة أسبوعية غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية.
وعلى صعيد المعسكر المتشائم حول مستقبل أسعار النفط قال بنك "كريدي سويس" السويسري أمس، إنه خفض تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط متوقعاً أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى كبح نمو الاقتصاد العالمي والحد من تعافي أسعار النفط. وخفض كريدي سويس توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين الحالي والمقبل بنحو 250 ألفاً و300 ألف برميل يومياً على الترتيب.
غير أن البنك، وحسب رويترز، رفع توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت لسنة 2016 و2017 إلى 44.53 دولاراً و56.25 دولاراً للبرميل على الترتيب من 37.77 دولاراً و54.25 دولاراً للبرميل.
كما رفع البنك كذلك توقعاته لمتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العامين الحالي والقادم بواقع 6.68 دولار و2.12 دولار للبرميل على الترتيب إلى 43.59 دولاراً و55 دولاراً للبرميل.
وعدل البنك السويسري توقعاته لسعر الغاز الطبيعي في مركز هنري بالرفع 19 سنتاً إلى 2.43 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
ويعد الطلب على النفط في الصين والطلب على المشتقات في أميركا خلال الشهور المقبلة من أهم المحفزات لنمو الطلب وتقلص الفجوة بين العرض والطلب النفطي.
وحسب وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أمس، فإن البيانات الصينية لشهر مايو/أيار تظهر إشارات على أن نمو الطلب على أساس سنوي بلغ 130 ألف برميل يومياً.
وفي الولايات المتحدة زادت مبيعات البنزين التقديرية في أبريل/نيسان بواقع 75 ألف برميل يومياً على أساس سنوي بما يقل بنحو 410 آلاف برميل يومياً عن توقعات الوكالة، لكن هذه البيانات تأثرت بالظروف البيئية التي لم تساعد في انتعاش حركة السفر خلال الشهر الماضي.
وفي جانب الإمداد وبعد الانخفاض الشديد بمقدار 0.9 مليون برميل يومياً في إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في عام 2016 إلى 56.5 مليون برميل يومياً من المتوقع عودة الإنتاج إلى الانتعاش قليلاً بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً في عام 2017. وتعد زيادة إنتاج المنظمة البترولية من أكبر المهددات لتحسن الأسعار.
وعلى الصعيد الإيجابي، أشارت الوكالة إلى أن إنتاج فنزويلا من النفط من المنتظر أن ينخفض بنحو 10% هذا العام بسبب نقص الكهرباء وأزمة السيولة وتراجع النشاط في شركات الخدمات النفطية الأجنبية. وتواجه فنزويلا أزمة مالية طاحنة منذ بداية تدهور أسعار النفط قبل عامين.