تغيير نمط حياتنا قد يجنّبنا تناول أدوية

13 مايو 2017
الأدوية قد تأتي بنتائج معاكسة (جو ريدل/ Getty)
+ الخط -

أحياناً، لا يستجيب بعض الأشخاص لأدوية يصفها لهم أطباء لشعورهم بتعب أو ألمٍ. هؤلاء يقصدون الأطباء أملاً في الحصول على وصفات طبيّة تريحهم من آلامهم، من دون جدوى. بحسب الطبيب رانغان تشاترجي، لا يحتاج المرضى أحياناً إلى "تناول أدوية، بل إلى تغيير أنماط حياتهم". "الأطباء جيّدون عادة في علاج المشاكل الحادة عن طريق وصف الأدوية، على غرار الالتهابات وغيرها. إلّا أنّهم كثيراً ما يصفون أدوية تقضي على الأعراض من دون البحث عن السبب الجذري للمرض، فيتناول الناس الأدوية على المدى الطويل، علماً أن تغييراً طفيفاً في نمط حياتهم قد يحلّ المشكلة". يضيف: "علينا الاعتراف بأنّ نمط الحياة يمكن أن يعالج حالات عدة قبل البدء في تناول الدواء".

ربّما لا وقت لدى أطباء العائلة في العيادات الحكوميّة في بريطانيا، لمعالجة المشاكل الناتجة عن أسلوب الحياة، بحسب تشاترجي، مؤلف كتاب "قوّة التوازن". وتبدو مخاوف تشاترجي مدعومة بالأرقام. ففي عام 2015، كتب الأطباء أكثر من مليار وصفة طبية، أي بزيادة خمسين في المائة بالمقارنة مع العقد الماضي، علماً أن هذه الوصفات تكلّف خدمات الصحّة الوطنية ما يزيد عن 10 مليارت جنيه إسترليني سنوياً، وفقاً لبيانات صادرة عنها.

بدورها، تقول منيرة (43 عاماً) لـ "العربي الجديد" إنّها واجهت ظروفاً صعبة، وعانت بعدها من الاكتئاب، ولجأت إلى الأطباء الذي قدّموا لها حبوباً لمعالجة الاكتئاب، وأخرى تساعد على النوم. وعاشت في دوّامة من التوتر والإرهاق من دون أن تشفى. بعدها، بدأت في تناول الكحول علّها تحسّن من وضعها. "تحدّثت إلى الأطبّاء من جديد، ونصحوني بجلسات علاج نفسية. لم أتقبّل الفكرة"، تقول منيرة. تضيف: "الطبيعة كانت ملجئي. بدأت بالخروج من الأماكن المغلقة إلى الحدائق العامّة، ورحت أمارس تمارين رياضية خفيفة في أرجاء الطبيعة. كانت تلك الساعة التي أمضيها بين الأشجار والزهور تمدّني بطاقة إيجابية وبالسعادة. توقّفت بعد أسبوع عن التدخين والكحول، وامتنعت عن تناول أية حبوب مهدّئة. بالفعل، فإنّ تغييراً بسيطاً في نمط حياتي ساعدني من دون اللجوء إلى الأدوية. مشكلتي كانت نفسية، وقد احتجت إلى التأمّل والهدوء".

خلال العام الماضي، دعت إحدى الجمعيات إلى البحث عن خيارات أخرى بعيداً عن الأدوية، لأنّ تغييراً بسيطاً في حياة أي شخص قد يجنّبه تناول أدوية تأتي بنتائج معاكسة.

المساهمون