تعيين نائب للمفوض العام لوكالة "أونروا" وسط تحقيقات بـ"استغلال السلطة"

01 اغسطس 2019
كرينبول أحد المتهمين بالانتهاكات (مصطفى حسونة/ الأناضول)
+ الخط -
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن تعيين البريطاني كريستيان ساندرز نائباً جديداً للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول. يأتي هذا الإعلان وسط تحقيق لمكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة في اتهامات لمسؤولين كبار داخل "أونروا" بسوء الإدارة واستغلال السلطة.

جاء هذا الإعلان في بيان صادر عن مكتب الأمين العام في نيويورك وصلت إلى مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه. ويشير البيان إلى "تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية بمزاعم لسوء الإدارة داخل أونروا"، وإلى أنّ "الأمين العام ملتزم بأخذ الخطوات اللازمة حالما تصله نتائج التحقيقات والتوصيات. ما زال الأمين العام للأمم المتحدة يؤمن بأنّ المهام التي تقوم بها أونروا ضرورية للاجئين الفلسطينيين، ويناشد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجهات أخرى بالاستمرار بالتزاماتهم تجاه الوكالة وتقديم الدعم لها ولعملها المصيري". أضاف البيان: "من أجل تأمين مزيد من الدعم للوكالة والتأكد من استمرار العمليات التشغيلية، قرر الأمين العام، بالتنسيق مع المفوض العام للوكالة، تعيين كريستيان ساندرز، من المملكة المتحدة، نائباً للمفوض العام على مستوى مساعد للأمين العام للأمم المتحدة".

يأتي هذا التعيين وسط استقالة لموظفين كبار وتحقيقات جارية تشير إلى "اتهامات بانتهاكات خطيرة". وبحسب تسريبات إعلامية، فإنّ التقرير الأولي وصل إلى الأمين العام في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنّ لجنة داخلية تجري تحقيقاً مع مسؤولين وموظفين على الأرض حول الانتهاكات المزعومة. ويتخلل ذلك اتهامات لمسؤولين كبار، بمن فيهم المفوض، بالتورط في علاقات رومانسية ومحاباة وتمييز، وغيرها من ممارسات استغلال السلطة لمنافع شخصية وقمع المخالفين بالرأي تحقيقاً لأهداف شخصية". وفي بيان، نفى المفوض العام للوكالة، السويسري بيير كرينبول، الاتهامات الموجهة إليه، وقال: "لن نتردد باتخاذ أيّ إجراءات في حال توصل التحقيق الجاري لنتائج تتطلب أن نأخذ تدابير تصحيحية أو أي إجراءات إدارية".




كذلك، تأتي هذه الاتهامات، التي لم ينتهِ التحقيق فيها بعد، وسط أزمة مالية خانقة تواجهها "أونروا" بعد قطع الولايات المتحدة التمويل عنها. وتأتي الخطوة الأميركية ضمن محاولة لتصفية الوكالة، التي تقدم خدمات لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وبالتالي محاولات لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين على الأقل رسمياً. وتمكنت الوكالة خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، أي منذ وقف الدعم الأميركي، من تأمين أغلب المبالغ التي تحتاجها لدعم اللاجئين ضمن مجهودات جبارة لتجنيد مئات الملايين من الدولارات وسد الفجوة الأميركية. ومن المتوقع أن تكون خطوة الأمين العام هذه تحضيراً لإقالة (استقالة) كرينبول.